اجتماع أربعة من قادة دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس مصر وملك الأردن فى أبوظبى اجتماع على جانب كبير من الأهمية يأتى فى مرحلة يشهد فيها العالم تطورات تدعو إلى القلق وتنعكس على الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية التى يعانى منها العالم ، فالحرب الروسية الأوكرانية قاربت من عامها الثانى دون أن تلوح فى الأفق بوادر قريبة لنهايتها وسقط فيها ملايين الضحايا من الجانبين وخسائر مالية ومادية تقدر بالمليارات وألقت بظلالها على مختلف دول العالم حيث ارتفعت أسعار الوقود والسلع الغذائية وعانى الأمريكيون والأوروبيون بصفة خاصة من شتاء بارد قارص تراجعت فيه وسائل التدفئة بسبب ارتفاع اسعار الغاز والوقود ، وكان من الطبيعى أن تعانى منطقتنا العربية مثل باقى دول العالم من ارتفاع أسعار الغاز والوقود والسلع الغذائية وبدأت كل دولة تتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة هذه الأزمات وتخفيف آثارها على مواطنيها ، وعلى الجانب الآخر تزايدت معاناة الأشقاء الفلسطينيين فى الأراضي المحتلة بسبب سياسات العنف والتعنت الإسرائيلى التى وصلت إلى حد منع المصلين من دخول المسجد الأقصى ومنع السفير الأردني من دخوله بحجة أنه لم ينسق مع السلطات الإسرائيلية للقيام بهذه الزيارة وقتل الشباب الفلسطينى فى الشوارع بدم بارد برصاص القوات الإسرائيلية .
ومن هنا كانت أهمية القمة العربية المصغرة فى أبو ظبى بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله بن الحسين عاهل الأردن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، حيث بحث القادة خلال هذه القمة سبل تعزيز التعاون المشترك لصالح شعوبهم وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى كما استعرض القادة القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتحديات التى تشهدها المنطقة فى المرحلة الراهنة وضرورة تعزيز التعاون العربى لمواجهتها مع التأكيد على أهمية الإلتزام بقواعد حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادة كل دولة على أراضيها.
