أكد الدكتور إبراهيم الهدهد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الهجوم على العلماء ليس أمرًا حديثًا، فهذا شأنٌ عام فى تاريخ البشرية، فكلما رأى أهل الحقد هاديًا يهدى إلى طريق الحق؛ استشرت الأحقاد فى نفوسهم وأخذوا يطلقون الأكاذيب ويدّعون عليهم بما ليس فيهم، ظنًّا منهم أنَّ الله يغفل عما يدّعون؛ ولكن سرعان ما يقابلون بسخط من الناس ويُردون على أعقابهم خاسرين.
وأوضح أن للعلمِ وطلبه فضلٌ عظيمٌ عند الله، فالحق -سبحانه وتعالى- لم يأمر نبيه بالاستزادة من شيء أكثر من العلم، حيث قال سبحانه فى كتابه: «وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا»، والإنسان مهما زاد علمه لن يبلغ إلا القليل، قال تعالى: «وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»، وقد رفع الله شأن العلماء فقال:«يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» فهم أشد خلق الله خشيةً منه سبحانه: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»..
وأوضح أنَّ رفعة الله للعلماء من خلقه كانت مثار أحقاد وأحساد وتطاول البعض على مدار الأزمان، فلا نتعجب هذه الأيام من هجوم بعضهم على العلماء الربانيين، ومنهم إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله، ولأن العلماء ورثة الأنبياء كما قال نبينا المصطفى : (إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا إنما وَرَّثوا علمًا)، ولأنهم ورثة الأنبياء كان لزامًا أن ينالوا ما نال الأنبياء من الأذى، والتعرض لحملات من التشويه، ولكن الله فى علاه حفظهم ورفع منزلتهم ودرجاتهم وكان حسبهم..
اقرأ أيضًا| عباس شومان: المحتكرون عرضة لغضب الله
وأكد أنَّ من يهاجم العلماء إنما هو مجرد دورة فى ترسٍ يطحنه ويطحن التاريخ أمثاله، فلا يفوز بشيء غير إثارة غضب تلامذة العلم ومحبى العلماء؛ فالعلماء للأمة فى الأرض كالنجوم فى السماء يأخذون بأيديهم من مهاوى الضلالة إلى مرافئ الرشاد والهدى، فتبقى الأمة مستقيمة متعلقة بربها دائمًا، لأن العلماء يعملون عمل الأنبياء، فكلاهما يدلون العباد على الله ويرشدونه إليه.
