بين تشكيك القاعدة.. وتأكيد واشنطن مقتل الظواهرى

الغموض يحيط بمصير زعيم القاعدة والارتباك يضرب التنظيم الإرهابي

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري

كتب: أيمن فاروق

..حالة من الفشل والارتباك تضرب صفوف تنظيم القاعدة؛ لم يتوصل التنظيم الإرهابي الدولى إلى تسمية خليفة الظواهري حتى الآن، كما إنهم لم يعلنوا عن مقتل زعيمهم الظواهري، في نفس التوقيت نشر التنظيم الإرهابي مقطع فيديو قاربت مدته على الـ35 دقيقة، لأيمن الظواهري، كما إن التسجيل غير مؤرخ ولم يشر النص بوضوح إلى إطار زمني واضح، ورغم خروج الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان قتل الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية كابول؛ حيث أطلقت القوات الأمريكية صاروخين من طراز هيلفاير وتم استهداف منزل زعيم القاعدة ومقتله، إلا أن القاعدة تأبى الإعلان وتأكيد ذلك، والكشف عن زعيمهم الجديد، الأمر الذي كان يحيط الموضوع بالغموض وعلامات الاستفهام، فلا يمكن وفقًا لبعض الخبراء الأجانب في مكافحة التطرف؛ إنه لأمر غريب فلا يمكن لشبكة أن تعمل في غياب قائد لها، تحتاج إلى شخصية يدور حولها كل شيء، مما جعل البعض يتكهن أن الظواهري مايزال حيًا، لكن يخرج الكثير ويرد أن ذلك أمرا غير مرجح في ظل الثقة التي كان يتحدث بها الرئيس الأمريكي وقت إعلانه مقتل الظواهري.

ورغم تداول أنباء هنا وهناك عن أن سيف العدل، هو خليفة الظواهري، حيث أنه من الحرس القديم للقاعدة، ومتواجد في إيران، وكان قد تم إلقاء القبض عليه في إيران عام 2003 وأفرج عنه عام 2015 في عملية تبادل للأسرى، وحتى عام 2018، كان يشتبه بأنه ما يزال موجودًا في إيران كأحد مساعدي الظواهري الرئيسيين، كما  إن هناك رأيا آخر يقول؛ إن سيف العدل ربما قد لقى نفس مصير الظواهري، وربما يكون مختفيًا لتجنب مصير آخر زعيمين للقاعدة بن لادن والظواهري، الأيام القادمة سوف تتكشف فيها الحقائق.

سياسة جديدة اتبعها تنظيم القاعدة الإرهابي، في الوقت الحالي؛ حيث يمتلك الآن فروعًا مستقلة منتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا؛ حيث أصبح الأمر لهم أقل اعتماد على القيادة المركزية، ورغم كل ما سبق إلا أن هناك تقارير صحفية أجنبية تقول؛ إنه يصعب تحديد كم سيستغرق التنظيم وقتًا للإعلان عن زعيمه الجديد لها، معتبرًا أن التأخير له ليس لديه أهمية كبرى، في وجود اللامركزية الذي اتبعها التنظيم وهذا وضح على الأرض بعد مقتل زعيمهم الروحي بن لادن، وعدم محاولة الظواهري محاكاة الكاريزما التي تفرد بها بن لادن وتأثيره على باقي أعضاء التنظيم الإرهابي؛ حيث أن زعيمهم ربما أصبحت أهميته في كونه رمزا يوحد الجماعات عبر الحدود لكن أهميته التشغيلية فقد تدنت وقلت مؤخرًا.

وربما ما يحدث في تنظيم القاعدة في اليمن، يكشف حال التنظيم بصفة عامة، حيث كان في عام 2022 حافلا بالانشقاقات والتراجعات في مسيرة تنظيم القاعدة في اليمن، سقوط وانحدار مستمر، مثل فكرة الثلج تكبر شيئًا فشيئا وتستمر في التدحرج وتطيح في طريقها بكبار قادة التنظيم الذين تساقطوا صرعى أمام غارات الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب والتحالف العربي، مما جعل فكر وتخطيط قادة القاعدة يتغير بعض الشيء، في ظل حالة الضعف والوهن والفشل التي أصابت الجماعات الإرهابية، بداية من الإخوان ونهاية بالقاعدة وداعش، صحيح ان الإرهاب لم يختفِ بعد ولكن يبدو بشكل متزايد أن جوهر القاعدة قد اختفى.

اقرأ أيضًا| الولايات المتحدة وطالبان تجريان أول لقاء بعد مقتل «الظواهري»

ما يثبت صحة ما سبق وينفي مقاطع الفيديو والرسائل الصوتية للقاعدة وخروج الظواهري للتشكيك في مقتله؛ قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتجديد التأكيد على أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قتل في عملية عبر الأفق في وسط كابول، حيث كان يقيم كضيف على طالبان، مشيرة إلى أن المنزل قُصف بصاروخين من طراز Hellfire في عملية دقيقة لمكافحة الإرهاب والظواهري هو الضحية الوحيدة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: «نحن واثقون من خلال مصادرنا الاستخباراتية وأساليبنا بما في ذلك تيارات متعددة من المعلومات الاستخبارية أننا قتلنا الظواهري ولم يقتل أي شخص آخر»، مضيفا، أن «موته يوجه ضربة كبيرة للقاعدة وسيضعف قدرة التنظيم على العمل بما في ذلك ضد الولايات المتحدة».

مقتل الظواهري وما يثار حوله في هذه الأثناء، وتصريحات متحدث حركة طالبان، بعدم العثور على جثمان الظواهري، وقرار حركة طالبان بعدم التعليق على مقتله، يمثل جزءًا من جهودها لإدارة العلاقة مع القاعدة وواشنطن، ولكن من الواضح أن هناك دوافع وأسبابا للتنظيم الإرهابي بعد الإعلان عن مقتله، أو ربما ارتباك على مستوى القيادة المركزية للقاعدة، وأيضا ربما استراتيجية جديدة تسعى من خلالها القاعدة لحفظ ماء وجهها وإرضاء طالبان وإيران، ولكن المؤكد أن الصمت يعد عجزًا وفشلا في الاتصال بسيف العدل، الزعيم المفترض وخليفة الظواهري، الذي يتخذ من إيران ملاذًا له، وبالتالى يمكن لطهران أن تستغله بما يخدم مصالحها.

إسلام الكتاتنى: خليفته رمزى فقط.. والخطر يكمن فى المعركة الفكرية عبر السوشيال ميديا

خدعة
يقول اسلام الكتاتني، الخبير في شئون الجماعات المتطرفة؛ إن الفيديوهات التي خرجت مؤخرًا للظواهري، تكتيك تستخدمه القاعدة منذ زمن، وتوصل به أكثر من رسالة، الأولى، أنها لاتزال موجودة، وثانيًا رسالة تهديد رغم ضعف حالتهم ولكن هذا لا ينفي أنهم لايزالون موجودين ويمكن استخدامهم من قبل ما «يشغلهم» كورقة من المخابرات البريطانية، فورقة الإسلام السياسي حتى وإن كانت هزمت تنظيميًا وعسكريًا إلا أن أفكارها لايزال يروج لها السوشيال ميديا، فهي تمتلك 90 ألف صفحة على السوشيال، فهؤلاء إن كانت قوتهم لم تكن بقوة ما سبق على الأرض، لكنهم موجودين، كما إن معركة الأفكار التي تنشر من خلال السوشيال ميديا، وهذه هي أكبر وأخطر معركة، كما إن الغرب يلوح بها من فترة لأخرى بإعادة استخدامها، مشيرًا إلى أنها الآن تعاني من حالة ضعف، وتكتفي بتكتيك الذئاب المنفردة، ولكن لا يوجد عمليات بنفس ضخامة العمليات التى نجحت فيها القاعدة مثل برج التجارة العالمي وسفارة كينيا وغيرها والتي تراجعت الآن، ولكن الذئاب المنفردة قديتأثر فرد أو فردين بالفكرة ويأتي له تمويل، وهذا الأمر أخطر شيء ويصعب السيطرة عليه، والسؤال، هل سيعاد استخدام القاعدة وداعش؟، وهل سنرى شيئًا آخر غير القاعدة وداعش، فهناك نوع من التضييق في التحرك من خلال مراقبة الأماكن التي يتواجدون فيها.

وأوضح إسلام الكتاتني، أن الظواهري قتل، لأن رئيس أمريكا حينما يعلن ليس من الطبيعي أن يكون الأمر غير صادق، لكن لو روج لأي فيديو سيكون مسجل، حيث أنهم متواجدون في أماكن بعيدة تكشف مدى ضعفهم، كما إن مثل هذه الجماعات تمارس دورًا وظيفيًا وفقا لما هو محدد له، حتى لو أعلنوا عن زعيمهم، فإن قوة التنظيم لن تكون مثل تواجد بن لادن والظواهري رغم اطلاق عليه الإمام المسردب– وهو مصطلح شيعي يعني المختفي - ومن سيأتي بعده سيكون أقل في التأثير، وليس سيكون مؤثر فقط الهدف منه رمزي، وهؤلاء أدوا دور تفتيت المنطقة إن لم يكن بالشكل الكبير ولكن لعبوا دورا في تفتيت المنطقة بسوريا والعرق وليبيا، ونجح المخطط الغربي في استنزاف هذه الدول وتدمير المنطقة من قبل هؤلاء ما يطلق عليهم إسلاميين، وهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام.
وأنهى إسلام الكتاتني قائلا؛ إنه ربما يتم استخدام مثل هذه الجماعات الإرهابية ضد روسيا، فهم ورقة لم تنته بعد.