أصدقاؤه: حماده نطق الشهادة وأوصى برعاية أخواته البنات قبل مقتله

خرج للبحث عن أكل عيشه.. فقتله لص بجوار المقابر بالإسكندرية

المجني عليه
المجني عليه

كتب: محمد مجلي

“..«الرزق يحب الخفية» مقولة وضعها أمام أعينه باحثًا عن لقمة العيش والكسب الحلال، فبات يعمل بكل شرف وكفاح حتى يأكل من عمل يده، اذ رسم لحياته طريق السعي لتحقيق الزرق وكسب قوت يومه من عمل يده، فكان يحلم بشراء سيارة للعمل عليها بدلاً من مركبة التوك توك التي يعمل عليها، إلا أن هذه الاحلام الوردية لواحد من أبناء شباب منطقة الورديان بغرب الإسكندرية يدعى أحمد محمد حمدي، الشهير بـ «حماده التيتي» والذي قُتل غدرًا على يد أحد المجرمين والعثور عليه بجوار مقابر أم كبيبة بمنطقة الورديان.

اعتاد المجنى عليه حماده التيتي، صاحب الـ 30 عامًا من عمره، الخروج يوميًا في ساعة مبكرة للعمل كـ سائق توك توك باحثًا عن رزقه بجانب محل بقاله صغير يقف فيه لزيادة دخله، كان الشاب يعمل أكثر من 12 ساعة يوميًا لأنه العائل الوحيد لوالده ووالدته وشقيقتيه، فكل همه فى الحياة أن يكفى طلباتهم ولا يجعلهم يحتاجون إلى أحد غيره خاصة أنه الولد الوحيد لأبويه.

تأخر وقلق
المجنى عليه يوم ارتكاب الجريمة تأخر فى التواصل مع والدته كعادته ليطئمنها عليه ويطلب دعواتها الامر الذى أصاب الأسرة بقلق بالغ جعلهم يتواصلون مع أصدقائه للاطمئنان عليه بعد فشل محاولات التواصل معه عبر الهاتف المحمول، وذلك فى الوقت الذي كان يواجه مصيره مع القاتل الذي اختاره ليتخلص منه لسرقته بعد أن استوقفه أثناء سيره بحي الورديان وطلب توصيله إلى أحد الأماكن التي تتطلب المرور من جانب مقابر أم كبيبه بمنطقة الورديان بنطاق قسم شرطة مينا البصل.

ووفقًا للتحقيقات؛ فإن المتهم فور وصوله إلى محيط المقابر باعتبار أنها «منطقة نائية مترامية الأطراف» بدأ فى تنفيذ مخططه لسرقته، اذ فاجأه المتهم بإخراج شطة ورشها في عين المجنى عليه والذي تيقن سريعًا للأمر فأمسك بقوة على مفاتيح التوك توك مع محاولات مستميتة من المتهم للحصول عليها لسرقة السيارة، ولم يجد القاتل سوى تسديد طعنتين نافذتين له، إلا أن «خفير مقابر أم كبيبه» سمع صوت استغاثة وصراخ فتحرك سريعًا للإمساك به رفقة زميله حتى تمكنا من شل حركته وإبلاغ الأجهزة الأمنية بالواقعة والتي حضرت للقبض عليه والامساك به.

رسالة مؤثرة
رسالة مؤثرة تركها المجنى عليه حمادة التيتي للخفير بعد أن سلمه المفاتيح والأوراق الشخصية والهاتف المحمول و طلب منه توصيل رسالة إلى والده جاءت نصها كالتالي:»وصي أبويا وامي يدعولى وما يزعلوش عليا ويخلو بالهم على اخواتي البنات»، وأكد الخفير أنه طالب حمادة قبل وفاته نطق الشهادة بعد أن شعر أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، فاختتم آخر كلماته بالشهادة.

بينما كانت الأسرة والأصدقاء يبحثون عن حمادة في كل مكان هنا وهناك وسط مخاوف وقلق كبير من مصير مجهول ينتظرهم حتى دقت عقارب الساعة العاشرة مساءً، وتلقت الأسرة خبر وفاة نجلهم الوحيد متوفى بجوار التوك توك أمام المقابر فتبدلت مشاعر الفرح والسعادة إلى حزن وحسرة وبكاء لا يتوقف.

اقرأ أيضًا | في جلسة قاتلة أمها ببورسعيد.. الزوج يغيب.. وأشقاء القتيلة يرفضون الجلوس

نور عيني
قالت والدة المجني عليه: «حماده كان نور عينيا اللى أعيش علشانه فى الدنيا وقلبي الذي ينبض فقد حرموني من الضحكة أو الفرحة خلال المتبقي من حياتي، فهو سندى وأملى في الحياة.. ربنا ينتقم من المجرم ولن أتنازل عن القصاص العادل».

أضافت والدة حماده، خلال كلامها لـ «أخبار الحوادث «: حماده كان حنين علينا وكان محب لأبوه ولأخواته البنات وكان صاحب صاحبه، فكان يتعامل بحب مع الكبير والصغير على حد سواء بنفس الحب والود والاحترام دون تفرقة، مؤكدة أنه كان يعتزم على الزواج لكن المجرم حرمنا من فرحتنا الكبيرة، وبدل ما أزفه على عروسته وصلته لمثواه الأخير.. ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة».

وأشارت إلى أن حمادة صاحب قلب طيب وكان بيساعد الكل وبيساعد فى مصاريف البيت وكان حنين على أخواته البنات، فلديه اختين الأولى متزوجة والثانية على وش زواج ووصيته الأخيرة قبل الوفاة لخفير المقابر مراعتهم، قائلة: ما جعل قلبي مرتاح أنه نطق الشهادة قبل وفاته لكن لن أرتاح قبل أن يعود له حقه وأن يأخذ المجرم العقاب الذي يستحقه.

طيب وشهم
وقال محمد خفاجه، صديق المجنى عليه: «خبر وفاة حمادة كان صدمة حقيقية ولم أتوقع أن تنتهى حياته بهذه الطريقة»، مؤكدًا أن صديقه من الشباب المكافح ويعمل من أجل كسب أكل عيشه بالحلال وليس له أي عداوات ومحبوب بين أسرته وأصدقائه وجيرانه وأن حالة حزن شديدة حلت على المنطقة بعد انتشار خبر وفاته. وقال صديقه خلال كلامه لـ «أخبار الحوادث»؛ إن صديقه طالته يد الغدر ودفع حياته نتيجة الغدر، مؤكدًا أن وفاة حماده التيتي خبر مفجع وخسارة كبيرة لأنه كان يتمتع بقلب طيب وسيرة عطرة بين الجميع.

وقال يسري عيد، من أقارب المجني عليه وأحد أصدقائه المقربين :»لا أصدق حتى الآن خبر وفاة حمادة أخويا وحبيبي، الشاب الجدع السند، صاحب القلب النقي والذي لم يختلف عليه اثنان، موضحًا أنه كان العائل الوحيد لأسرته يعمل ليل نهار حتى لا يحتاج لأحد بل دائما يحرص على مساعدة الغير.. مفيش حد طلب منه مساعدة وخذله».

وأكد صديق المجني عليه؛ ما يشغل بالنا جميعًا فى الوقت الحالي هو استعادة حقه فلن يهدأ بالنا قبل أن ينال المجرم الذي ارتكب الجريمة عقابه بالقانون ويعود حقه ويرتاح قلب وبال أسرته ونهدأ جميعًا».

واضاف محمد قاسم، من أصدقاء المجني عليه؛ حمادة كان يستعد للزواج وجهز شقته لاسعاد قلب أمه ووالده وأن يدخل الفرحة على قلوبهم حتى جاء المتهم وسرق هذه الفرحة وانهى حياة واحد من أصحاب القلوب الطيبة التي لا تعوض، فالقاتل شخص نذل وجبان أنهى حياة شاب من أجل بضعة جنيهات حتما سوف ينال عقابه».

بلاغ وتحرك أمني

تلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة مينا البصل، يفيد بوقوع جريمة قتل بعد أن تعدى شاب على المجني عليه وطعنه في قلبه بجوار مقابر أم كبيبه بمنطقة الورديان، بنطاق قسم شرطة مينا البصل غرب المحافظة.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط مباحث قسم شرطة مينا البصل، بقيادة المقدم فادي أبو الدهب رئيس المباحث، إلى موقع الحادث وتم العثور على جثة المجنى عليه وتبين أنه الشاب أحمد محمد حمدي، 30 سنة، سائق توكتوك، مقيم بمنطقة الفرافر بالورديان. 

تقرر ندب فريق من البحث الجنائي للتحقيق فى الواقعة ومعرفة أسباب وقوع الحادث، فيما توجه فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث للمعاينة ورفع البصمات وأمرت بنقل الجثمان إلى مشرحة كوم الدكة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القاء القبض على المتهم وبحوزته تذكرتي بودرة وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بغرض السرقة، فيما باشرت النيابة العامة تحقيقاتها، وامرت بالتصريح بدفن الجثة بعد ورود تقرير الطب الشرعي.