سكينة سلامة تكتب: التكافل الاجتماعي

سكينة سلامة
سكينة سلامة

تحث الأديان على التكافل الاجتماعي ونرى نصوصا تتحدث عن أبسط صور التكافل من حيث كيفية التعامل مع الجيران وأهمية أن نساعدهم عند الحاجة وأن نساندهم فى أوقات الأزمات، وأدرك صعوبة تطبيق هذه التعاليم فى ظل الحياة الحديثة ، حيث نعيش بمعزل عن بعضنا البعض نكاد لا نعرف من يسكن فى الشقة المجاورة أو إن كان يسكنها أحد على الإطلاق.

ولكن فى الحقيقة هناك أبعاد اجتماعية هامة لتلك التعاليم تتجاوز آداب معاملة الجيران  وحقوقهم، فأن تكون جزءا من مجتمع ما يفرض عليك بعض المسئولية فى تطويره وتنميته بحيث يتحقق الرفاه والأمان المجتمعى اللازمان لتطوير أى مجتمع مما يساعد  فى التخفيف من الكثير من المشكلات والأزمات الاجتماعية التى قد تنتج عن انفصال الأفراد عن مجتمعهم وانغماس كل منهم فى حياته فقط دون الالتفات إلى ما يحدث فى المجتمع الذى ينتمون إليه.

فالتكافل المجتمعى يترتبط ارتباطا وثيقا باستمرارانسجام المجتمع وتناغم أفراده ويضمن بشكل كبير أن يعمل هذا المجتمع بطريقة فعالة. فيسمح هذا التكافل للأفراد أن يتواصلوا و أن يدعم بعضهم بعضا ، فمن ناحية يقلل هذا  التضامن الشعور بالوحدة الذى هو سمة العصر الحديث ويساهم فى التقليل من المشكلات النفسية ، و يمنح الأفراد تلك الغبطة عندما يستشعرون قدرتهم على إحداث  تأثير إيجابى فى حياة الآخرين فيكتسبون شعورا بأهمية مشاركتهم  فى المجتمع و يضيف ذلك قيمة و معنى لحياتهم ، ومن ناحية أخرى فإن التكافل الاجتماعي يساعد على الحفاظ على قوة النسيج المجتمعي حيث يقلل من الاختلافات ويعزز الشعور بالانتماء، فالأفراد المستفيدون من حالة التكافل تلك يشعرون بالأمان والطمأنينة إدراكا منهم أن مجتمعهم لن يتخلى عنهم ولنا فى مشروع حياة كريمة خير مثال.