محمد عدوى يكتب : لدينا فاتن و سعاد

محمد عدوى
محمد عدوى

لا أعرف ما إذا كان من باب الصدف أم من باب القدر أن يكون يناير هو شهر الاحتفال بأثنتين من كنوز مصر الفنية، ذكرى ميلاد “السندريلا” سعاد حسني، وذكرى وفاة “سيدة الشاشة العربية” فاتن حمامة.. فاتن وسعاد أيقونات فنية يندر الزمن أن يجد مثلهما، سعاد المولودة في السادس والعشرين من يناير عام 1943، وفاتن التي رحلت عن دنيانا في السابع عشر من يناير من عام 2015.
لا أعرف الحقيقة من أين جاءت الجرأة عند البعض ليعقد مقارنات من وجهة نظري كوميدية جدا بين الفن المصري وغيره؟، لا أدري ما الذي يضير الفن في مصر من أي انتعاشة فنية في بلد آخر؟، يقولون إن البساط سحب من تحت أقدام الفن المصري، لكنهم لا يدركون أن هذا البساط قوى وممتد وذاخر، الحقيقة أننا لسنا بصدد المقارنة وربما يتعجب البعض إذا قلت أن أي انتعاشة فنية في أي قطر شقيق هي في النهاية لصالح الفن المصري.
لا أدري كيف تكون المقارنة مع بلد كان فيها فاتن وسعاد؟، لسنا من هواة تقديس الماضي والتباهي به فقط، لكن ماضي الفن المصري شهد وجود فاتن وسعاد.. ليستا كأي فاتن وسعاد، ليستا كأي فنانة، هما درتا تاج الفن العربي، وليس المصري فحسب.. لا أعتقد أن أحدا أمتلك فاتن وسعاد في تاريخه، لا أظن أن أحد سوف يحظى بفرصة وجود فاتن وسعاد في حاضره أو حتى مستقبله.. نعم يكفينا فاتن وسعاد، نعم نفخر بهما كما يفخر العالم العربي والأسوياء منهم بهذه المواهب الفنية الفذة.
ندرك أن الفن المصري أحيانا يمر بتعثر في خطواته، ندرك أنه ربما يشهد تراجعا في الإنتاج كما وكيفا، لكنه تعثر مؤقت، لكنه تراجع نسبي، ندرك أن فينا من يحاول ركوب الموجة ويسعى للمكسب المالي فيجامل أو يتحدث بما لا يليق عن الفن المصري، نعلم أن هناك قصورا، لكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
مصر دائما وأبدا ملاذ نجوم الفن العربي، هي قبلة كل مبدع وأنوار مسارحها تضاء دائما، نحن نملك صناعة سينما حقيقية، ماض وحاضر ومستقبل، لدينا ريادة إعلامية يعلمها القاصي والداني، لا يعيبنا تعثر سينمائي ولا يؤثر فينا هبوط الأداء الإعلامي في عدد من فضائيتنا، نعلم الأخطاء ونثق أنه يوما ما سوف نحصل على سينما حقيقية وإعلام قوي.
وحتى ونحن في أسوأ حالتنا، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، فنهضة الآخرين الذين يؤكدون في كل مرة أن البساط سحب من تحت أقدامنا قائمة على الفن المصري.
نتمنى للجميع الخير، نفرح بأي تطور وانتعاشة في دولنا العربية، نرحب بالمنافسة الحقيقية، لكن في نفس الوقت نرفض إطلاق أحكاما غير موضوعية.. من باب التقرب أو التواجد ومن أجل مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل.. ففي ماضينا فاتن وسعاد وفي حاضرنا الكثير وفي مستقبلنا أمل.