شهرزاد

عزاء أونلاين

فاطمة الدسوقي
فاطمة الدسوقي

فى الأونة الأخيرة طغى على المجتمع بعض المتغيرات فى العادات والتقاليد والاعراف المتعارف عليها وقد يكون ذلك طبيعيا الى حد ما لتطور العصور والازمنة وظهور ثقافات متعددة و حديثة ولكن بعض هذه المتغيرات  أصبح يهدد العلاقات الاجتماعية والاسرية لما لها من تأثير سلبى على الاتصال والتواصل التى هو لغة البشر ووسيلة هامة للتعايش ومن أبرز تلك المتغيرات «العزاء أونلاين»  حيث يقتصر العزاء على إرسال بعض كلمات التعازى عبر «واتس أب « أو «مسنجر « وتكون تلك الكلمات نموذجا واحدا يتم إرسالها للقريب والصديق والجار ولايكلف المُرسِل نفسه بتغير الصيغ والعبارات والتفرقة بين كلمات رثاء القريب والزميل والجار فهى عبارة واحدة يتم إرسالها للجميع وكأن وقته من ألماظ.. واختفت العادات الحميمة  التى كانت تحدث فى واجب العزاء بداية من الهرولة إلى منزل المتوفى عقب سمع نبأ الوفاة والمشاركة فى ترتيب مراسم الجنازة ومساعدة أسرة المتوفى وتقديم الدعم النفسى لهم والشد من أزرهم  والتردد على منزلهم  أكثر من مرة لمواساتهم والتخفيف عنهم بالإضافة إلى قيام أفراد العائلة وبعض الجيران بتجهيز الطعام بشكل يومى وتوصيله لمنزل المتوفى وأصبحت تلك العادات مقتصرة على الأقارب المقربين فقط واختفى بعض الأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران  واقتصر واجب عزائهم على رسالة  عبر وسائل التواصل الاجتماعى لرثاء قريب أو زميل فى العمل عاش معه  نصف سنوات عمره وجمعتهما مواقف وذكريات عديدة وكان يقابله بشكل يومى أكثر من أفراد أسرته   واختفى الود والمودة بزعم الانشغال فى العمل والسفر واختلاق أعذار لامبرر لها وبعد ان كان تقديم  العزاء والمواساة واجبا أصبح مجاملة بعبارة عبر وسائل التواصل الاجتماعى  والتى هى فى الحقيقة قضت على التواصل الاسرى والاجتماعى.