عقل ومنطق

الطلاق وعواقبه

عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس

نحت الزمن قسماته على وجهه..

ظهر ذلك جليا منذ الوهلة الأولى لوقع نظراتى عليه عندما نادانى وأنا أقف انتظارا لاستقلال وسيلة المواصلات..

غير أن هيئته بدت لى كما رأيته منذ أول مرة حين تزاملنا فى المرحلة الإعدادية..

تجاذبنا أطراف الحديث بعد وصلة من التحيات وتبادل السلام المتكرر وحكى لى عن أحواله وكيف أصبح منذ انتهينا من الدراسة حيث شق كل منا طريقه كما قدره الله..

فمن بين ثنايا الحكايات تبرز تفاصيل الناس وتباين ظروفهم ليتضح لك أنه مهما عصفت بك الأيام وأحاطت بك أحلك الظروف أن حالك هو أفضل من كثيرين وأن لكل منا نصيبه من الشقاء وأنه مهما كانت ضيقتك فهى أوسع مما ظننت إذا قارنت وضعك بغيرك.

صديقى هذا زاول العمل منذ الدراسة وتزوج فور تخرجه وقبل التحاقه بالجيش وفيما بعد رزق بطفلين وعند نهاية خدمته العسكرية بدأت أمواج العواصف تهب عليه وتلاطمت على حياته فانقلبت رأسا على عقب فحدث الطلاق ليتشتت أمر أولاده خاصة أن والدته رحلت منذ أمد بعيد ووالده بلغ من العمر أرذله فأشفقت لحاله..

وذلك جعلنى أفكر مليا فى الاحصائيات التى تؤكد زيادة وقائع نسب الطلاق التى تدب بين شريكين ما لبثا أن بدأا الحياة حتى تفرقا..

وأعجب لعجز الدراسات الاجتماعية عن وضع حلول وسبل لمعالجة تلك الظاهرة التى باتت تملأ أروقة المحاكم وتؤرق براعم وليدة فى المجتمع لا ذنب لهم..

إلا أننى أمنى النفس أن تلبث الحكمة تعود للأسر قبل التسرع فى وقوع الفصل بين الأزواج ليعم جو الألفة والتفاهم أولا بين العائلات ومن ثم وضع حلول دقيقة تمنع وتحول دون أن يقع الفراق بين قلبين كما بتنا نسمع بعد أشهر قليلة من إتمام الزواج.