تطبيقات «المراهنات».. حلم الثراء السريع يضع الشباب فى ورطة الكسبان خسران

تطبيقات المراهنات تصيب عقول الشباب بالهوس
تطبيقات المراهنات تصيب عقول الشباب بالهوس

خبير أمن التكنولوجيا: «فخ القمار» يبدأ بالتحفيز ثم التعود وينتهى بالإدمان

 نعم صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين  قال: (يأتى على الناس زمان لا يبالى المرء ما أخذ منه، أم من الحلال أم الحرام.. فقد تحقق حديث رسول الله فى أحدث التطبيقات الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، وهى «1xbet»، التى تعتمد على المراهنات ويتفرع منها الكثير من المراهنات الرياضية، أى على نتائج مباريات كرة القدم، والألعاب الإلكترونية وغيرها، كل ذلك مقابل الحصول على مبلغ مالى يتحدد حسب المبلغ المتروك على طاولة المراهنة، حتى بات «البوكر» متاح فى كل منزل وفى ايدى المراهقين والشباب الذين يبحثون عن أى مكسب مالى ولا يبالون إن كان حلالاً أم حراماً، فقد تعميتهم بالمكاسب المادية عن أى شيء اخر، بل ومن الممكن أن تصل بالشباب الى ورطة ربما الإفلاس أو الإدمان.


أصبح التراهن «على عينك يا تاجر» والخسران يستعين بغيره فى اللعبة لكى يعوضوا له الخسارة، حيث قال أحدهم فى صفحة بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» خاصة بلعبة القمار: «انا خسران 150 ألفا تعرف تجبلى تعويض من الشركة، وأضاف آخر انا خسران 1000 جنيه عايز تعويض، وكتب آخر ممكن بعد اذنك ياريت تبعت أى حاجة والله خسران ٢٠٠٠جنيه واكتر ومكسبتش جنيه».


التطبيقات وما أكثرها موجودة على منصات البرامج الخاصة بجميع أنواع الهواتف الذكية وتعتمد على الرهان والمقامرة بشكل صريح وهو ما يتضح من بيانات تلك الشركة التى تأسست عام 2007 وتم تسجيلها فى دولة قبرص وحصلت على ترخيص ألعاب القمار من جزيرة كوراساو فى جنوب البحر الكاريبى ولم تشهد نموًا ولا شهرة كبيرة إلا بعد رعايتها لعدد من الأندية الأوروبية فى عام 2019، الألعاب الموجودة متاحة بـ40 لغة كما أن اللعبة متاحة فى 134 دولة حول العالم وتبلغ أرباحها السنوية نحو 2 مليار دولار أى نحو 64 دولارًا فى الثانية الواحدة.


«القمار دائرة مغلقة»


من جانبه، قال المهندس «إسلام غانم» خبير أمن التكنولوجيا والمعلومات، أن لعبة القمار اون لاين هى عبارة عن «فخ» يقع فيه أغلب الأشخاص الذين يفضلون الربح السريع، فهى فى بداية الأمر تعطى مكاسب مادية بالفعل حتى يعتاد عليها الشخص ثم يحبها ثم يصل إلى حد الإدمان لها، ولكن مع الوقت تنقلب الآية و تبدأ المكاسب الطائلة فى التحول إلى خسائر فادحة، حيث تقوم اللعبة على الترغيب والتحفيز لكى تدفع مبلغا اكبر فى كل رهان جديد، ومع الاستمرار تبدأ فى الخسارة، وتتحول أموالك إلى مكاسب للمشتركين الجدد، وهكذا تدور الحلقة بين مراهنين أدمنوا القمار ومشتركين جدد يريدون التربح السريع فيأخذ من هنا ليضع هنا ويظل صاحب اللعبة هو المستفيد الأول والأخير بنسبة المكسب التى يحصل عليها مقابل كل مشترك.. وأضاف أنه يتم التسجيل فى هذه اللعبة من خلال رقم الهاتف ثم يقوم المستخدم بشحن محفظة اللعبة بما قيمته دولار واحد على الأقل وهو ما يتم من خلال خدمات نقل الأمور المختلفة مثل المحافظ الإلكترونية أو الشحن على الطاير أو من خلال بطاقات الائتمان والتحويل بين الحسابات البنكية أو باستخدام العملات المشفرة أيضًا، الطرق السابقة أغلبها يعمل من داخل مصر فاستعراض طرق الدفع الممكنة يوضح تواجد عدد كبير من الشركات والبنوك المحلية أيضًا.


والألعاب كلها تعتمد على التخمين فمنها على سبيل المثال توقع نتائج مباريات كأس العالم أو الدورى الأوروبى لكرة القدم أو ألعاب أخرى مثل انطلاق طائرة وتوقع الزمن الذى تنفجر عنده، بالطبع عندما يصح التوقع فإن القيمة المالية الموجودة تتضاعف.
وأوضح «غانم» أن المنصات فى مصر لم تضع قوانين لأنواع الألعاب التى يقوم الأشخاص بتحميلها ولم تمنع لعب القمار، فهى لم تقم بمنع أو حذف أى تطبيق إلا لتطبيقات الاختراق أو التطبيقات التى تحتوى على ثغرات لتسريب بيانات المستخدمين، فليس هناك قانون يمنع التراهن أون لاين.


دار الإفتاء تحرم


أما عن تحريم القمار أو التراهن فى الإسلام فقد حسم الله هذا الجدل بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِى الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين)، حيث أجابت دار الإفتاء على سؤال يخص مدى حرمانية التراهن والقمار أم لا فكان الرد أن الميسر هو القمار والمراهنة بالأموال، ومن معانيه السهولة؛ لأن الرجل يأخذ مال غيره بيسر وسهولة من غير كدّ ولا تعبٍ، وهو محرّم شرعًا إلا ما استثناه الشارع وأجازه لدوافعَ مشروعةٍ؛ كالتَّسابق بالخيل والإبل، والرّمي، وبالأقدام، وفى العلوم.


 وأوضحت دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعًا من المراهنة فى مجال الرياضة إذا كانت مما استثناه الشارع وأجازه، وكانت الجائزة مقررة من ولى الأمر، أو كانت من أحد المتسابِقَين دون الآخر، أو كانت من كِلَا المتسابِقَين ودخل بينهما ثالث، فإن كانت الجائزة من كلٍّ من المتسابقين فهو من القمار المحرم.