صحف دولية: مصر من أفضل الوجهات السياحية فـى الشتاء

مشروع الصوت والضوء فى أحد المزارات
مشروع الصوت والضوء فى أحد المزارات

 

تشهد مصر خلال هذه الفترة نشاطاً ملحوظاً فى موسم السياحة الشتوية وتستقبل بعض المناطق السياحية مئات الآلاف من الأجانب من مختلف دول العالم للاستمتاع بالطقس الدافئ فى منتجعات البحر الأحمر والأقصر وأسوان والفيوم ومطروح والمنيا والاسكندرية لممارسة كافة أنواع الأنشطة السياحية والتى يأتى فى مقدمتها السياحة البيئية والسفارى والسياحة النيلية والرحلات البحرية وممارسة الطقوس الدينية بالاضافة الى السياحة العلاجية «بحرى والصعيد» يسلط الضوء على حركة الرواج السياحى التى تشهدها هذه المناطق خلال فصل الشتاء والمردود الإيجابى لها.

تتميز مصر بتعدد المزارات السياحة الشتوية ويتجه السياح لأماكن بعينها بهدف الاستمتاع بطبيعة تلك الأماكن التى تمنحهم الشعور بالدفء فى ظل برودة الشتاء.. الصحافة العالمية سلطت الضوء على المقصد السياحى المصرى على أنه أحد أهم المقاصد السياحية الشتوية، حيث أبرزت صحيفة فاينانشيال تايمز» البريطانية عددا من المقومات السياحية الشتوية والأثرية التى يتمتع بها المقصد السياحى المصرى وذلك من خلال تقرير مصور تناول زيارة كاتبه لمصر، حيث بدأ التقرير بالتأكيد على أنه بالرغم من أن عجائب مصر القديمة لا تزال تثير الدهشة والإعجاب إلا أن حاضرها النابض بالحياة يتسم أيضا بالإبهار.
وأشار كاتب التقرير إلى زيارته للقاهرة والتى استمتع فيها بمزيج من الحياة العصرية إلى جانب زيارته للمتاحف ومشاهدة ما بها من روائع أثرية، مشيراً إلى أن السياحة المصرية بدأت فى الانتعاش مرة أخرى، وتحدث الكاتب عن واحة سيوة فى الصحراء الغربية، وبدء تطبيق مفهوم التنمية المستدامة بها منذ عام 1996.. وأعرب عن مدى استمتاعه بالرحلة النيلية التى قام بها من الأقصر إلى أسوان، مشيرًا إلى ما شاهده من آثار ضخمة وعريقة فى الأقصر مثل معابد الكرنك ومعبد الأقصر وطريق الكباش الذى أعيد افتتاحه فى نوفمبر 2021 فى احتفالية ضخمة، بالإضافة إلى معبد خنوم فى إسنا ومعبد حورس فى إدفو والتى تعد من أروع المعابد، ومعابد فيلة فى أسوان الذى يبدو رائعًا كما لو كان يطفو على النيل.


وفى رحلته بأسوان، أوضح الكاتب أن آثار مصر التى تمثل حضارتها العريقة تعكس أيضا نموذجاً مصغراً لعوالم وثقافات مختلفة تواكبت على هذه الأرض وهذا ما يفسر سحر مصر الممتد واللانهائى واصفاً إياه بأنه «قد تجاوز حدود الزمن.»
كما نوه خلال التقرير إلى الفعاليات الهامة التى ساهمت فى جذب أنظار العالم لمصر مرة أخرى والتى من أبرزها نقل 22 مومياء إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط وسط عرض مذهل فى أبريل 2021، علاوة على أنه من المقرر افتتاح المتحف المصرى الكبير قريبا والذى يضم العديد من الكنوز المصرية القديمة بالإضافة إلى تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وكنوز الملك الذهبى توت عنخ أمون والذى يصادف يوم ٤ نوفمبر هذا العام الذكرى المئوية لاكتشاف هوارد كارتر مقبرة الملك الشاب فى الأقصر.
وأوضح أنه على الرغم من عراقة وقِدم مدينة القاهرة إلا أنها تشهد تطوراً مستمراً على الصعيدين الحضرى والثقافي، مثل الخطوات التى تم اتخاذها لتطوير شبكة الطرق والكبارى التى أدت إلى ربط المقاصد السياحية بالعاصمة إلى جانب المبادرات التى تتم للحفاظ على المبانى التاريخية.


وتطرق الكاتب خلال المقال للحديث عن الحرف والمشغولات اليدوية والخبرة المصرية فى هذا المجال، والجهود التى يقوم بها بعض المبدعين للحفاظ على هذه المهارات والحرف الأصلية من خلال تدريب الأجيال القادمة عليها، كما أشار إلى أن مصر بها واحدة من أقدم كليات الفنون الجميلة وأن بعض أهم أساتذة الشرق الأوسط المعاصرين فى هذا المجال هم مصريون، مثل محمود سعيد ومحمود مختار، وأشار إلى ما أكده أحد الخبراء إلى أن المشهد الثقافى الحالى فى مصر متنوع حيث تمتزج بها المتاحف إلى جانب المواقع الأثرية التى تمثل المعالم التاريخية مثل المتحف المصرى وأهرامات الجيزة.


من ناحية أخرى نشر الموقع الإخبارى لجريدة الديلى ميلا البريطانية الشهيرة تقريراً صحفياً سلط خلاله الضوء على الميزة التنافسية التي يتمتع بها المقصد السياحى المصري خاصة فى فصل الشتاء بالنسبة للسائحين البريطانيين والتى تتمثل فى إمكانية قضاء أجازة طويلة بتكلفة منخفضة، داعياً البريطانيين للهروب من الطقس البارد فى بريطانيا خلال فصل الشتاء والسفر إلى مصر لقضاء أجازة ممتعة بالمدن السياحية بها حيث الطقس المشمس الدافئ، لمدة قد تصل إلى شهر بنفس تكلفة إقامتهم فى منازلهم بموطنهم.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تشجيع وتسهيل الإقامة لمدة شهر فى مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنشآت الفندقية على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أنه توجد رحلات طيران مباشرة من عدد من المدن البريطانية إلى مدينتى الغردقة وشرم الشيخ، حيث أن المقاصد السياحية المصرية أصبحت الآن وجهة سياحية شتوية شهيرة للإقامة الطويلة.
وأبرز التقرير تصريحات عمرو القاضى الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى والتى دعا من خلالها السائحين من أوروبا لزيارة المقاصد السياحية المصرية لقضاء فصل الشتاء تحت شمس مصر الدافئة وبتكلفة غير مرتفعة والاستمتاع بتجارب سياحية جديدة رائعة.
من ناحيه أخرى تعمل وزارة السياحة والآثار على استثمار فرص السياحة لزيادة معدلات السياحية الوافدة لمصر بمعدلات نمو تتراوح ما بين 25% و 30%، ضمن محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة.


حيث أكد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار أنه تم عمل دراسة تتضمن المحددات التى تؤثر على جانب العرض وتواجه صناعة السياحة فى مصر، موضحاً أن هذه المحاور تتضمن العمل على إتاحة الوصول للمقصد السياحى المصرى بصورة أكبر ومضاعفة الطاقة الاستيعابية للطائرات بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، وتحسين مناخ الاستثمار وتشجيع الاستثمارات السياحية لزيادة الطاقة الفندقية وأساطيل النقل السياحي، بالإضافة إلى العمل على تحسين تجربة السائحين بالمقصد السياحى المصرى ورفع جودة الخدمات المقدمة به.
وأكدت الدراسة على وجود أعداد كبيرة من السائحين المحتملين فى العالم بالنسبة لمصر يمكن اجتذابهم، وقسمت الدراسة السائحين إلى عدة شرائح على رأسها السياحة الثقافية، والسياحة الشاطئية والترفيهية، وسياحة العائلات، وسياحة المغامرات، والسائحين الذىن يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية، لافتاً إلى أنه تم تحديد دول هؤلاء السائحين وتم الاستقرار عليها كأسواق سياحية مستهدفة.


من جانبه أكد د.مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار استمرار أعمال مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك بمحافظة الأقصر، موضحا أن المشروع يهدف إلى إزالة الإتساخات والتكلسات التى تراكمت على مر السنين على جدران وأعمدة صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك وإظهار الألوان الأصلية للنقوش، موضحا أن مشروع الترميم يقوم به فريق عمل من مرممى وأثريى المجلس الأعلى للآثار.
وأشار إلى أن أعمال الترميم تجرى على قدم وساق وفق خطة زمنية محددة للإنتهاء من المشروع فى أقرب وقت ممكن، ما يأتى ضمن خطة وزارة السياحة والآثار للنهوض بمنتج السياحة الثقافية خاصة فى ظل الموسم السياحى الشتوى واستعدادات المحافظة لاستقبال الزائرين من المصريين والسائحين.. ومشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك بدأ فى يوليو 2021 حيث تم الإنتهاء من المرحلة الأولى منه والتى شملت ترميم وإظهار النقوش الأصلية لعدد 28 عمودا من أصل 134 عمود بالصالة، ومن المقرر ترميم باقى الأعمدة تباعا لحين الإنتهاء من ترميمها بالكامل وإظهار الألوان الأصلية لنقوشها بما يتناسب وأهميتها وقيمتها الأثرية والفنية والتاريخية.