بوتين: العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تسير وفق خططنا

 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

 إسراء ممدوح

 

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تصريحات تليفزيونية لقناة "روسيا1" ، اليوم الأحد 15 يناير، أن "ديناميكية العملية الخاصة في أوكرانيا إيجابية" وأن كل شيء يتطور في إطار خطة وزارة الدفاع وهيئة الأركان الروسية، وتابع: "آمل أن مقاتلينا سيسعدوننا أكثر من مرة بنتائج أعمالهم القتالية"، وأتى ذلك بعد الإعلان عن السيطرة على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا، الأمر الذي تواصل كييف نفيه.
 

هجمات روسية علي البني التحتية

وحذر مسئولون من أن الضربات أصابت البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا وأماكن أخرى، ما يؤدى إلى تقييد إمدادات الطاقة في ذروة الشتاء بالنسبة للعاصمة ولأجزاء كبيرة من البلاد خلال الأيام المقبلة.

وأوضح الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن المبنى "سقطت كل طوابقه الثمانية نتيجة انفجار صاروخ روسي".

وفي كريفي ريج في جنوب البلاد، قتل شخص وأصيب آخر إثر قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية.

وأصيب مدني بشظايا جراء قصف مدفعي من الأراضي الروسية، بمنطقة سومي شمال البلاد، حسب الرئاسة الأوكرانية.

وأعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارجا في شمال البلاد، وقالت الرئيسة المولدافية، مايا ساندو، إن "الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أثرت على مولدوفا مرة أخرى".

وزير الطاقة الأوكراني: الأيام المقبلة صعبة

وقال وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان جالوشينكو، إن الأيام المقبلة ستكون "صعبة" على صعيد الطاقة بعد الهجوم الصاروخي المكثف الذي شنته روسيا على البنية التحتية الحيوية في عدة مناطق.

 وكتب جالوشينكو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "بسبب القصف في غالبية المناطق تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ، والأيام المقبلة ستكون صعبة".

وأشار الدبلوماسي الأوكراني، إلى أن البنية التحتية للطاقة في 6 مناطق أوكرانية تضررت بعد الهجمات، وقالت "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا، إن اثنتين من محطات الطاقة الحرارية التابعة لها تضررتا في ضربات السبت، وإن إحداهما توقفت عن إنتاج الكهرباء.

وفي وقت سابق، قال مسئولون حكوميون إن نحو 40 % من منظومة الطاقة الأوكرانية تضررت بسبب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدى ثلاثة أشهر على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وأوضح نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، كيريلو تيموشينكو، أنه جرى تسليم أكثر من 300 ألف مولد كهربائي في ديسمبر إلى بلاده، حيث يكافح الناس من أجل البقاء على قيد الحياة في أشهر الشتاء الباردة. 

وفي وقت آخر، كانت أوكرانيا قد اضطرت إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق، السبت، إثر ضربات روسية في وقت أعلنت لندن عزمها منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاج إليها بشدة.

وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسة في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا بحسب مسئولين أوكرانيين.

مقاطعة دنيبرو

وفي سياق متصل، قال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، صباح اليوم الأحد، إن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي الذي دمر مبنى سكني في مدينة دنيبرو ارتفع إلى 18 قتيلاً في حين واصلت فرق الإنقاذ عملها الدؤوب طوال الليل بحثًا عن ناجين.

وأكد فالنتين ريزنيشنكو حاكم المنطقة الواقعة في شرق وسط أوكرانيا أن "عملية البحث جارية"، وإنه تم إنقاذ حوالى 38 شخصًا، وفقد حوالى 24 ولا يزال عدد غير معروف من السكان محاصراً تحت كومة هائلة من الأنقاض بعد الهجوم الذي وقع ظهر السبت وتسبب أيضًا في إصابة 64 شخصًا، حسبما أفادت  صحيفة "اندبندنت عربية" البريطانية.

بريطانيا تبدأ تدريب القوات الأوكرانية

وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، اليوم، بأن بريطانيا سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسة إلى جانب دعم مدفعي إضافي إلى أوكرانيا، في تجاهل للانتقادات الموجهة من السفارة الروسية لدى لندن.

وكشف المكتب في بيان أن مجموعة من 14 دبابة "تشالنجر 2" ستذهب إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يتبعها نحو 30 من المدافع ذاتية الدفع طراز "أي أس 90" يديرها 5 من المدفعيين.

وستبدأ المملكة المتحدة أيضًا في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الدبابات والمدافع في الأيام المقبلة، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني في بيان، "مع اقتراب شعب أوكرانيا من عامه الثاني الذي يعيشه تحت قصف روسي لا هوادة فيه، يكرس رئيس الوزراء، جهوده لضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب"، بحسب قوله.

وأضاف، "قام مع أقرب مستشاريه العسكريين بتحليل الصورة العسكرية وبحث التأثير الاستراتيجي للدعم البريطاني وحدد نافذة يعتقد أنه يمكن للمملكة المتحدة وحلفائها من خلالها أن تحقق أقصى تأثير".

وجاء ذلك بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني، السبت، حدد خلالها رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، "طموح المملكة المتحدة لتكثيف الدعم لأوكرانيا بما يشمل توفير دبابات "تشالنجر 2" وأنظمة مدفعية إضافية".

وكشف مكتب سوناك، في وقت سابق، بأن بريطانيا ستنسق دعمها مع الحلفاء بعد أن أشارت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أنها ستوفر مركبات مدرعة لأوكرانيا، وقال المكتب أيضًا، إن وزير الدفاع سيطلع البرلمان البريطاني على تفاصيل الدعم الأمني.

ومن جهتها، أفادت السفارة الروسية لدى لندن، بأن قرار إرسال الدبابات سيؤدي إلى إطالة أمد المواجهة وسقوط مزيد من الضحايا بما يشمل المدنيين، وهو دليل على "ضلوع لندن الذي يزداد وضوحًا في الصراع".

وأشارت وزارة الخارجية الروسية، يوم السبت، إلي أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدي إلا إلى "تكثيف" المعارك.

القتال في سوليدار

وفي وقت سابق، أشارت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، جانا ماليار، الخميس 12 يناير، إلي أن الجيش يقاتل من أجل سوليدار بشرق أوكرانيا لكن "الوضع صعب" على الأرض في ظل معارك هي "الأشرس" مع القوات الروسية.

وأفادت ماليار، خلال مؤتمر صحافي، بأنه "تتواصل المعارك الأشرس والأعنف اليوم في سوليدار"، مضيفة "رغم أن الوضع صعب، يقاتل الجنود الأوكرانيون من دون توقّف".

وأوضحت ماليار، أن روسيا تعزز قواتها في البلاد، قائلةً إن عدد الوحدات العسكرية الروسية في أوكرانيا ارتفع إلى 280 صعودًا من 250 قبل أسبوع فيما تحاول موسكو امتلاك زمام "المبادرة الإستراتيجية".

وتابعت المسئولة الأوكرانية، "القتال ضارٍ في اتجاه سوليدار، وإن الروسين يسيرون فوق جثثهم"، وأضافت أن "روسيا تدفع شعبها إلى القتل بالآلاف، لكننا ما زلنا صامدين".

وكشف مسئول عسكري كبير آخر يدعي البريجادير جنرال أوليكسي جروموف، في الإفادة الصحافية، بأن الوضع العسكري في أوكرانيا ما زال "صعبًا"، وأن أعنف مواجهات تدور على الجبهة الشرقية.

وذكر جروموف، أن القوات الروسية تحاول اختراق الخطوط الأوكرانية ومحاصرة قواتها، مضيفًا أن خطر شن هجوم من بيلاروس، حليف روسيا في شمال أوكرانيا، سيظل قائمًا طوال هذا العام.

روسيا تلغي عملية جديدة لتبادل الأسرى

وعلي صعيد آخر، أفادت الهيئة الأوكرانية، التي تتعامل مع ملف الأسرى بأن روسيا ألغت في اللحظة الأخيرة، السبت، عملية تبادل مقررة لأسرى الحرب.

وقال مركز التنسيق لمعاملة أسرى الحرب على "تيليجرام"، "كان من المقرر إجراء جولة أخرى، اليوم، من عملية تبادل الأسرى مع الجانب الروسي، ولكن ألغيت في اللحظة الأخيرة بمبادرة من الجانب الروسي".

ويذكر أن، روسيا وأوكرانيا أجرت عديدًا من عمليات تبادل الأسرى، كان آخرها في 8 يناير، وشملت مئات الأسرى من الجانبين خلال الحرب التي دخلت الآن شهرها الحادي عشر.