‏«Avatar 2» يواصل كتابة التاريخ

Avatar
Avatar

كتب: إنجي ماجد

لم يقدم كاميرون أي عمل سينمائي منذ فيلمه Avatar في عام 2009، وقد تجد نفسك تتسائل عما كان يفعله هذا المخرج العبقري طوال الـ13 عاما الماضية، وهي الإجابة التي ستعرفها بعد مشاهدة الفيلم، والذي يبدو أنه يستحق عقدا من الزمان لتقديم مثله على الشاشة الفضية، فنحن أمام عمل سينمائي محمل بالعديد من الخطوط الدرامية، ولكن يبقى الخط الأهم هو قوة الأسرة وأهمية العيش في وئام مع العالم الطبيعي.

بعد أن قدم جيمس رائعتهAvatar الذي أصبح الفيلم الأعلى ربحا في التاريخ، انتظر طويلا حتى يصنع الجزء الجديد، ولم يشغله أن منافسيه بأفلامهم ثلاثية الأبعاد متوسطة الجودة قد خيبت أمال الجمهور في عالم الـ”3d” الذي يعتبر كاميرون رائدا فيه، وبعودة الجمهور لمشاهدة The Way of Water، سيدرك ما هو المعنى الحقيقي لسينما الـ”3D” الراقية شديدة التميز.

في الجزء الجديد نعود إلى كوكب باندورا - الموطن الأصلي للكائنات الفضائية ذات البشرة الزرقاء والمعروفة باسمNa’vi” – “ وتتتبع الأحداث جايك سولي ضابط البحرية الذي يتحول إلى زعيم لقبيلة “Na’vi”، ونتابع كفاحه من أجل الحفاظ على سلام أسرته وشعبه؛ وخاصة بعدما كبرت أسرته ليصبح لديه 5 أبناء، 3 من نسله وأثنين قام بتبنيهما، الأولى هي المراهقة “كيري” التي ولدت بشكل غامض منAvatar” “ كان يتم إجراء تجارب عليه في مختبرات البحرية الأمريكية، أما الثانى فهو “سبايدر” وهو صبي مات والده الضابط مع نهاية أحداث الجزء الأول، ليقرر جايك ونيتيري تبنيه ورعايته مع أطفالهما، وتشكل الطبيعة المعقدة لهويات وانتماءات أبناء “سولي” الكثير من الدراما في قصةThe Way of Water” “، والتي شارك كاميرون في كتابتها مع فريق من 4 كتاب آخرين.

اقرأ أيضًا | 100 مليون دولار إضافية لفيلم Avatar: The Way of Water عن الأسبوع الماضى

وعلى الرغم من أن شعب “Na’vi” طرد المستعمرين البشريين من كوكبPandora” “ في نهايةAvatar” “ الأصلي، إلا أنهم عادوا إليه مجددا بقوة أكبر بكثير وأسلحة أكثر تخويفا، إلى جانب قائدهم القاسي “الكولونيل مايلز كواريتش”، الذي أصبح عدوا ﻠ”جايك” في الجزء الأول.

رغم جودة مستوى الفيلم الجديد، إلا أن الفيلم الأصلي يمتلك بعض العناصر المفقودة منThe Way of Water” “، حيث كانت شخصية الـ”أفاتار” بالنسبة لكاميرون أكثر شبها بالحلم، وتمثل ذلك عندما قفز وعي “جيك سولي” من جسده المشلول إلى “Na’vi”، يقوم بالتجول في غابات “باندورا”، ويعيش حلم الرومانسية مع الفتاة الغامضة “نيتيري”، ثم يعود إلى جسده الحقيقي عندما ينام الـ”أفاتار” الخاص به، أضفى هذا التناوب ذهابا وإيابا على الفيلم بأكمله نغمة أكثر سريالية، واستفاد من رغبات اللاوعي لدى المشاهدين المتعطشين للحرية والمغامرة والهروب والرومانسية، وفي الجزء الجديد أصبح جايك “Na’vi” بشكل كامل، ولم يعد يقفز بين عالمين مختلفين، وهي النقطة التي كانت في صالح الجزء الأول.

وبدلاً من ذلك، يصور الفيلم الجديد “سولي” على أنه رجل عائلة مصاب بجنون العظمة، ويبذل كاميرون جهدا كبيرا لإظهار أن صراعات الزواج والحياة عالمية بغض النظر عن لون بشرتك أو عدد أصابع يديك، فلا يزال يتعين على “جايك” و”نيتيري” التعامل مع مستعمرين بشريين فاسدين ومخلوقات غريبة، وعلى الجانب الآخر التعامل كذلك مع الاختلافات الأسرية أثناء تربية أطفالهما المتهورين، فإذا كان فيلم “Avatar” الأصلي هو تجربة خيالية للهروب من الواقع، فإن “The Way of Water” هو حكاية مجازية عن توازن المسؤولية الأبوية.

تبلغ مدة الفيلم 3 ساعات و15 دقيقة - وهي مدة أطول كذلك من مدة الفيلم الأصلي - فإذا كان هناك أي شخص يقترح تقليل مدة الفيلم أو حذف بعض المشاهد، فلن يحدث هذا الكلام أي تأثير على كاميرون، الذي يرى أن أحداث الفيلم وقصصه الفرعية تحتمل تلك الفترة الطويلة، فبالإضافة إلى القصة الرئيسية حول “جايك” و”نيتيري” وأسرتهما التي تحاول العثور على منزل آمن في “باندورا”، هناك خطوط فرعية أخرى تتضمن روايات عاطفية مراهقة، وألغاز مستمرة تتعلق بأبوي “كيري” و”سبايدر”، والصداقة بين أحد أبناء “جايك” وحوت فضائي منبوذ.

يمكن وصفThe Way of Water  على أنه صراع ملحمي في عالم البحار ما بين البشر و”Na’vi”، وهو الصراع المشابه للغاية للصراع الموجود في نهاية فيلم “Black Panther: Wakanda Forever”، بين قوى “واكاندا” الأرضية و”تالوكان” المائية، ومع ذلك فإن فيلم “”The Way of Water جاء أكثر كثافة وأكثر وضوحا بكثير، وكذلك أكثر إقناعا بكثير في تقديمه لواقع إصطناعي بالكامل، للدرجة التي جعلتني أقسم في بعض المشاهد أن كاميرون وجد بالفعل عالما فضائيا حقيقيا، وقام بتصوير فيلمه في أماكنه.

وفي الوقت الذي تنتج فيه استوديوهات “مارفل” 3 أفلام و3 مسلسلات تليفزيونية في العام الواحد، قضى كاميرون غالبية السنوات الـ13 الماضية في العمل على فيلمه الجديد، وهو الفيلم الذي أظهر براعة جيمس المتفردة في كل مشهد به، خاصة مشهد المعركة النهائية في البحر، فلا يمكنك القول مطلقا أن “The Way of Water” لم يمنحك قيمة لا نهائية من المتعة البصرية نظير ثمن تذكرة مشاهدة الفيلم.