اختراق العالم السري للغرف المغلقة | الاسم «بلاي ستيشن».. والفعل غرف للدعارة وتعاطي المخدرات

محلات الفيديو جيم
محلات الفيديو جيم

محمد عطية

 انتشرت محلات الفيديو جيم والسايبرات وألعاب «البلاي ستيشن» على مدار السنوات الماضية، ولم تكن هناك مشكلة في انتشارها رغم أن معظمها غير مرخص ولكن الجميع تعامل معها على انها وسيلة مناسبة وغير ضارة يتجمع فيها الشباب لممارسة هواياتهم المفضلة.


ولكن كعادتنا في استخدام الوجه السيئ للتكنولوجيا تحولت بعض محلات «البلاي ستيشن» إلى شكل جديد مرفوض تمامًا.


أصبح العديد منها داخل شقق سكنية، وداخل تلك الشقق عدة غرف وكل غرفة بها جهاز وكنب واضاءة خافته لتوفير الجو المناسب للعب، والكارثة أن هذه الغرف أصبحت توفر ملاذاً آمنًا لتعاطي المخدرات والخمور بل والدعارة أيضا.

 

تفاصيل أكثر اثارة سوف نسردها لكم خلال السطور التالية..

حيلة جديدة لجأ اليها ضعاف النفوس للكسب السريع حتى لو كان غير قانوني، فهذا غير مهم بالنسبة له؛ منهم من اتخذ رغبة الشباب في مواكبة التطور التكنولوجي حجة لهم، تحت ستار ما يسمى بالسايبر أو «البلاي ستيشن» وبالنظر الى مفهوم الكلمة سنجد أن الكلمة تشمل مكان غير قانونى مقسم الى غرف مغلقة داخل كل غرفة جهاز «بلاي ستيشن» وكنب مريح، وغرف أخرى داخلها ترابيزة بلياردو، وبل يوجد غرف أخرى مكتوب عليها “vip” قد تكون حجرة للاستراحة الخاصة لممارسة الجنس وسط كل الغرف والمكان بشكل عام؛ ستجد المخدرات في كل مكان فهناك دخان مخدرات فقط، من الخارج يسمى سايبر أو كافيه وغير قابل للتقنين وبعيد عن أعين الشرطة.


«اخبار الحوادث» أجرت مغامرة لرصد هذا العالم المتخفي؛ بدأنا من أحد محلات «البلاي ستيشن» بمنطقة حدائق الاهرام وفي ساعة متأخرة من الليل دخلنا إلى المحل الذي بمجرد دخولنا إليه وبالنظر ستجد أنه ينقسم الى حوالي 10 غرف، وقتها حجزنا غرفة ودخلنا واغلقنا علينا الباب، وجلسنا نعاين الغرفة فكانت إضاءتها خافتة، بها مشغل موسيقى وحمام خاص وشفاط وتكييف.


جلسنا وبدأنا نلعب «البلاي ستيشن» بشكل طبيعي جدًا، وبعد مرور نص ساعة سألنا أحد العاملين بالمكان «هل المكان أمان لتعاطي المخدرات» فكان الرد «الدنيا أمان محدش يخاف من حاجة كل اللي حواليكم مولعين ولو حد ناقصه حاجة انا موجود معاكم هنا»!
 

24ساعة!

وفي مساء اليوم التالي ذهبنا لمحل آخر بمنطقة زهراء المعادي حيث يتواجد المحل بالدور الأرضي بالعقار وله مدخل خاص ببوابة حديد كبيرة محكمة الغلق من الداخل بجوار مدخل العقار، وبمجرد طرقنا الباب فتح لنا شخص من الداخل شباكا صغيرا ينظر من بالخارج؟!، بعدها سمح لنا بالدخول، لم يختلف المكان كثيرا فهو الآخر عبارة عن شقة مقسمه إلى 8 غرف كبيرة وحمام وبار صغير.

 

حجزنا غرفة ودخلنا إليها فكانت ذات اضاءة فاترة وصوت الموسيقى منخفض يغطي عليه صوت ماتش البلاي ستيشن، جلسنا وبدأ احد العمال بتشغيل اللعبة ثواني وقال لنا: «اتفضلوا الدنيا آمان هنا اللي معاه حاجة يعيش ومتقلقوش خالص كل الناس تبعنا خليكوا براحتكوا ولو عاوزين أي حاجة نادوا عليا انا اسمي حسن»، وقتها تحدثنا معه إذا كان يعرف شخصا يوفر مخدرا لنا «الحشيش» بحجة اننا لم نكن نعرف أننا نستطيع التعاطي داخل المحل، فتواصل مع ديلر، وبالفعل استطاع أن يحضر لنا مخدر «الحشيش»، قائلاً : «عيشوا والحساب في الآخر بعد ما تخلصوا قعدتكم»، مرت حوالي ساعتين وخرجت بحجة دخول الحمام واثناء الذهاب تحدثت مع أحد الأشخاص الذين اعتادوا التردد على المكان فبدأ يروي لي قائلاً: هنا الصراحة بتبقى في المكان مقفول علينا وامان وقاعد مع نفسي وصحابي وكله مولع حشيش بدل ما أقف في الشارع وحد يشوفني ويعرف أهلي أو الشرطة تقبض علينا، واهو بالمرة بنلعب فكل حاجة هنا حلوه، ولو حابب تشرب خمرة اتصل بأقرب حد هيجيلك ديلفري كمان»!.

 

لم نتوقف هنا فقط بل ذهبنا بعدما اكتشفنا وجود شقة في إحدى عمارات منطقة الهرم يتردد عليها بعض الشباب لتعاطي المخدرات؛ فبمجرد وصولك تطرق الباب بطريقة معينة، ويفتح لك شخص وبمجرد دخولك تجد شاشة كبيرة ترصد جميع الغرف والمكان من خلال كاميرات مراقبة، وبسؤال أحد العاملين عن إمكانية حجز مكان للعب، رد قائلاً: نص ساعة وفي غرفه هتفضى.. انتظروا في الاستراحة، فبمجرد دخولك الاستراحة وجلوسك والنظر داخل الغرفة ستجد غرفة كبيرة اضاءتها حمراء الالون بها شاشة تلفاز كبيرة تعرض فيلم اجنبي وبها بار كبير، بعدها يأتي اليك شخص لمعرفة مشروبك حتى لا تشعر بملل اثناء انتظارك، وبسؤال احد العاملين عن موعد المكان فكان الرد: «الشقة شغالة 24 ساعة، ولو عايز تيجي أي وقت تعالى، واعمل كل اللي نفسك فيه وخد رقمي، ولما تكون عايز تيجي أحجزلك أوضة».

 

ختمنا يومنا بإحدى الشقق بمنطقة مصر الجديدة فوجدنا محلا بالدور الأرضي وبه بدروم اي دورين مقسم إلى عشرات الغرف لم تختلف كثيرا، ربما الاختلاف الوحيد أن غرفها كبيرة تسع إلى 10 افراد، وداخل كل غرفة انتريه مودرن وكنبة يمكن تحولها إلى سرير وهاتف للتواصل مع العاملين وقت احتياجهم فمكان يتضح عليه الرقي في كل شيء عن الاماكن الأخرى، لكن في تلك المرة وبسؤال احد العاملين لم يعترض على أن يأتي لنا بالحشيش أو الخمور الذي نريده، دخلنا بالفعل وجلسنا فالمكان مريح للغاية، وبمرور ساعه تقريبًا خرجنا بعد استكشاف المكان، التقينا بأحد الاشخاص وبسؤاله عن المكان وقف يسرد لنا قائلاً: طول ما أنت قاعد محدش يقدر يدخل الأوضة نهائيا غير بعد خروجك من أجل التنضيف فقط، وأنت بتحجز الوقت اللي عايزه ومحدش بيسألك أنت جوه بتعمل إيه ومعاك مين، وعادي يعني كل أصحاب الاماكن كده وحتى اللي شغالين عارفين وساعات بيجيبولنا حاجات لو ناقصه معانا بس بتكون أغلى من اللي بره في السعر.

 

إزعاج مستمر
وبسؤال «جاسر» أحد العاملين بالمكان بدأ حديثه قائلاً: في حقيقة الأمر المكان هنا شغال أن اي زبون عايز يعمل حاجة يعملها لكن داخل نطاق الغرفة فقط سواء خمور او حشيش أو اي شيء، في الحقيقة اوقات كتير يأتي زبائن للعب فقط دون شرب سيجارة واحدة، فطبيعي هنا انا بشوف كل حاجة محدش زي حد وكل واحد حر في نفسه المهم يكون المكان تحت السيطرة ولا تحدث مشاكل بالداخل، وكل زبون يطلب شيء لازم يحضر لحد باب غرفته وده نظام مريح الكل وعشان كده دايماً لينا زبائن خاصه يترددون علينا بأستمرار.

 

ويستكمل «سامي» صاحب أحد محلات «البلاي ستيشن» بمنطقة المعادي قائلاً: يجب ترخيص المحل قبل اي شيء قد يكون الترخيص صعب لكن لابد منه لأن أحيانًا يسأل عليه الحي، بالاضافة إلى الرقابة من قبل المصنفات، كما يجب أن يكون في كاميرات في كل مكان حتى اذا حدث شيء ما في المكان نستطيع العودة للكاميرات، وفي الحقيقة لا انكر أن في اماكن كثيرة سواء محلات او شقق سكنية مقسمة الى غرف مستقلة يتعاطى الشباب فيها المخدرات والخمور، لكن اصحاب تلك الاماكن على علم بهذا وفي نفس الوقت يكون هدفه الوحيد الربح السريع والكبير ليس أكثر، بعكس اصحاب أماكن أخرى لا يسمحوا بهذه التجاوزات داخل محلاتهم من أجل حفنة من الأموال.


لتصبح محلات «البلاي ستيشن» غرف وشقق داخل عمارات سكنية وبيوت يسكنها أهالي وأطفال، اي أصبحت ملاذًا آمنًا لتعاطي وبيع المخدرات والخمور واحيانًا ممارسة الدعارة إذا امكن في بعض الاماكن.

 

وبالتقابل مع «سيد» أحد سكان منطقة حدائق الاهرام بدأ حديثه  قائلاً: بجوار العقار يوجد مكان لالعاب البلاي ستشين وفي الحقيقة في بعض الاحيان نعاني من ازعاج وفوضى يوميه لما يصدر من هؤلاء الشباب المتواجدين بالمكان أو خارجه، والحقيقة في صباح كل يوم اثناء الذهاب إلى العمل، ارى اطفالا وشبابا مراهقين تركوا مدارسهم من أجل اللعب وحقيقي السؤال الذي يراودني اين متابعة الأهل من هذا الأمر؟، خصوصًا أن تلك الاماكن يوجد بها تدخين وغيرها من السلوكيات الخاطئة قد تصل لتعاطي المخدرات أو الخمور، فنحن احيانًا نشعر بالازعاج من تلك الاماكن خصوصًا أنهم يعملون على مدار الـ 24 ساعة، يأتي اليهم اطفال ومراهقون وفي الليل شباب في أعمار العشرينات تقريبًا.

 

ليستكمل «طه» قائلاً: دائمًا واثناء الليل خصوصاً وهو موعد عودتي من العمل أجد الكثير من الشباب يخرجون ويدخلون الى تلك الاماكن وفي بعض الاوقات وعند الذهاب لصلاة الفجر، وبمجرد المرور من أمامهم اسمع صوت أغاني بصوت عال جدًا وكأنها حفلة بالداخل، وهذا الأمر يثير غضب الجيران بشكل عام.

قانوني: الغرامة.. الغلق ..والسجن لمن يخالف شروط الترخيص

هل من السهل ترخيص سايبر أو كما يطلق عليه «كافيه» لألعاب الفيديو جيم؟، يجيب اسلام محمد المحامي قائلاً: في بداية الامر نبدأ بالإجراءات والأوراق المطلوبة لترخيص بلاى ستيشن أو ما يسمى بـ مقهى كافيه وهي؛صورة السجل التجارى أو قرار الإشهار، صورة البطاقة الضريبية، صورة عقد الشركة أو صحيفة الاستثمار أو الشركات، صورة إثبات الشخصية للمدير المسئول، صحيفة الحالة الجنائية للمدير المسئول، عدد صورة شمسية للمدير المسئول 4×6 ألوان، عدد 2 صورة فوتوغرافية للمكان من الداخل والخارج أو رسم كروكى للمنشأة، صورة عقد الإيجار أو التمليك او قرار التخصيص موثق.

 

أما في حالة عدم وجود ترخيص مكان؛فتنص المادة رقم 30 من القانون رقم 154 لسنة 2019 بإصدار قانون المحال العامة، على أن يعاقب كل من قام بتشغيل محل دون ترخيص بغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه، وفى حالة العود تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز سنة والغرامة المشار إليها أو بإحدى هاتين العقوبتين، فضلا عن غلق المحل على نفقة المخالف، ويعاقب بذات العقوبة كل من قام بتشغيل محل عام خاضع لأحكام الفصل الثالث من هذا القانون دون إخطار مسبق للمركز المختص أو إذا تضمن نموذج الإخطار بيانات غير صحيحة.

 

كما نصت المادة 2 على أن تكون مزاولة المحال العامة لنشاط أو أكثر وفقا للأحكام والإجراءات المنصوص عليها فى هذا القانون، ولا يجوز تشغيل أى محل عام، أو تغيير غرضه، أو تغيير مكانه، إلا بترخيص من المركز المختص ووفقا لأحكام هذا القانون ولائحته التنفيذية، كما نصت المادة 3 على أن يكون الترخيص الصادر وفقا لأحكام هذا القانون غير محدد المدة إلا في الأحوال التي تحددها اللجنة، ويتعين أن يتضمن الترخيص جميع البيانات المتعلقة بنوع النشاط، واسم المرخص له، والمدير المسئول  إن وجد والمساحة المرخص بها، ومواعيد مزاولة النشاط، وغيرها من البيانات التي تحددها اللجنة.

وفي حالة إذا كان المكان يقدم المخدرات فقد حددت المادة 34 من قانون رقم 182 لسنة 1960 عقوبة كل من حاز أو أحرز أو باع أو سلم أو نقل أو قدم للتعاطي أو اشترى جوهر المخدرات، حتى إذا وقعت الجريمة في إحدى دور العبادة أو دور التعليم ومرافقها الخدمية أو النوادي أو الحدائق العامة؛ فيعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز خمسمائة ألف جنيه.


اما في حالة أن الشخص المتعاطي احضر معه مخدرا فالمادة 39 من القانون نصت على معاقبة متعاطي المواد المخدرة بالحبس لمدة سنة، مع إلزامه بدفع غرامة مالية تتراوح ما بين ألف جنيه مصري وثلاثة آلاف جنيه مصري.

إذا تم إلقاء القبض على المتهم في مكان مخصص أو تم إعداده لتناول المواد المخدرة، وتعاطيه للمواد المخدرة مع معرفته التامة بذلك، كما تزيد العقوبة بالضعف لتصل لمدة عامين إذا كانت المواد المخدرة هيروين وكوكايين.


وفي حالة قد يكون المكان يسهل الدعارة؛ فهنا تصل العقوبة في جريمة التحريض على الفسق والفجور والفعل الفاضح المخل بالحياء العام، في القانون إلى الحبس ثلاث سنوات، وفقا للمادة 1 من قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، فكل من حرض شخصًا ذكرًا أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهله له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة من مائة جنيه إلى ثلاثمائة جنيه.

أقرأ أيضأ : غول يطارد الطلاب.. «مقاهي الإنترنت» في قفص الاتهام