كشف د.محمد سامح خبير التراث الطبيعي والمحميات أنه لأول مره منذ 30 عاما، تظهر الأزهار بجانب تكوينات وادي الحيتان الجيولوجية، حيث يعد الوادي منطقة صحراوية قاحلة، وظهرت هذه النباتات بعد السيل الأخير الذي وقع بنهاية شهر نوفمبر وهو الأكبر علي الإطلاق .
ويقع وادي الحيتان آخر حدود محمية وادى الريان من الجانب الشمالي الغربي يتم الوصول إليه عن طريق مدق طوله حوالى 35كم مارا بهضبة جبلية واسعة بها جبل جهنم .
ويمثل وادى الحيتان متحفاً فريداً مفتوحاً حيث أثبتت الدراسات وجود أكثر من 400 هيكل عظمى للحيتان الأولية وعرائس البحر، كما يرجع عمر تلك الحيتان إلى حوالى 42-40 مليون سنة وهذه المنطقة تعتبر من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملى ذات الأشكال المتنوعة التى أعطت للمنطقة هذه الأهمية العالمية وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذى كان يزخر بثروات طبيعية، كما يوجد بها إحدى المناطق اليابسة التي ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع نهر النيل القديم ووجود العديد من غابات الشورى (المانجروف) .
ويعود أصل وجود الحيوانات التى تنتمى إلى فصيلة الحيتان إلى حيوانات أصغر حجماً من ذوات الأربع كانت تتغذى على اللحوم مثل الأمبلوسيتوس Ambulocetus وهى حيوانات برمائية كانت تعيش منذ حوالى 50 مليون سنة وتكيفت فى معيشتها مع البيئة البحرية ، ونظراً لأن المنطقة قد تعرضت إلى تغيرات كبيرة فظهرت حيوانات الحوت البازيلوصورصBasilosaurus isis والتى كانت تشبه الثعابين الكبيرة المفترسة ذات الأحجام الضخمة والتى يصل طوالها إلى حوالى 22م تكيفت مع البيئة البحرية وهى تتغذى على الأسماك وصغار الحيوانات الأخرى مثل الدرودونDorudon atrox الذى لا يتعدى طوله عن 5م وهذه الحيوانات تمثل فصيلة الحوتيات التى منها الحيتان الأولية.
اقرأ ايضا :- سفارى| «وديان وواحات مصر» .. جمال ساحر وطبيعة نادرة تنتظر الزائرين
وتم اكتشاف أول مجموعة من هياكل هذه الحيتان فى بداية القرن العشرين (1901) ويرجع وجودها إلى عصر الأيوسين وتمت دراسة مجموعة من الحفائر خلال الفترة 1983- 1993 حيث تم اكتشاف عدد 406 هيكل عظمى متحجر منها 205 هيكل عظمى كامل ومعظم هذه الهياكل تنتمى إلى فصيلة البازيلوصورص كبيرة الحجم ،كما يوجود حفريات أخرى لأسماك عظمية وأسماك القرش والسلاحف والثعابين البحرية وعروس البحر وخلافه،وترجع أهمية هذه الاكتشافات العلمية لتلك الهياكل التى كانت تعيش فى المحيط والذى كان يغطى الصحراء الغربية منذ حوالى 40 مليون سنة وتلك الحفريات تعكس البيئة الاستوائية لمصر فى تلك الحقبة الجيولوجية.
وسبق أن تم اكتشاف جمجمة أحد هذه الحيتان عام 1989 والعثور على عظام نفس الحوت التى وصلت إلى 100 عظمة كما تم العثور على أطراف الحوت عام 1999 الممثلة فى الأيدى والأرجل الصغيرة وعظام القدم وبذلك اكتملت الصورة لشكل الحيتان القديمة التى كانت تمشى على الأرض وتمثل هياكل الحيتان المتحجرة أحد قصص التطور الطبيعى للحيتان من ثدييات برية فى الأزمنة السحيقة إلى كائنات بحرية وذلك يوضح تطور الحيتان عبر الزمن .
ويضم وادي الحيتان منطقة رئيسية مساحتها حوالى 200 كم2 تكونت بفعل امتداد بحر التيثى القديم ليصل إلى جنوب البحر المتوسط منذ حوالى 40 مليون سنة والذى تراجع تدريجياً نحو الشمال تاركاً رواسب صخرية بمنطقة وادى الحيتان أقدمها هو مكون جارة جهنم الأيوسينى الوسط حوالى 41 – 40 مليون سنة وهى تتكون من الحجر الجيرى الأبيض الغنى بالكالسيوم والطين الجبسى، يوجد العديد من هياكل الحيتان وعرائس البحر وأسنان أسماك القرش والسلاحف البحرية والتماسيح كما قدمت الطبقة الوسطى مكون بركة قارون الذى تكون من الحجر الجيرى الأحدث فهو تكوين قصر الصاغة الذى يرجع إلى حوالي 39 مليون سنة (عصر الأيوسين المتأخر) وهو تكوين غنى بالحيوانات البحرية اللافقارية ويوجد بجوار وادى الحيتان منطقة ذات أهمية حفرية عالية تظهر فى تعاقب الصخور الواضح فى شكل مكون جبل قطرانى من العصر الأيوسينى والأوليجوسينى .
ويمثل وادي الحيتان متحفاً مفتوحاً فريداً من نوعه يقع فى قلب الصحراء فى الطرف الشمالى الغربى لوادي الريان والذي يضم أكثر من 400 هيكل عظمى لحوت البازيلوصورص أحد سلالات الديناصورات والذى يعتبر جد الحيتان المعروفة لنا الأن .
