«سياسية أم سرية».. لماذا أثارت وثائق «بايدن» الجدل في الأوساط الأمريكية؟

ارشيفية
ارشيفية

أزمة غير متوقعة أثارت الجدل داخل البيت الأبيض خلال الأيام القليلة الماضي في أعقاب إعلان وزارة العدل الامريكية عن اكتشاف وثائق سرية في مكتب الرئيس جو بايدن تعود لفترة عمله كنائب للرئيس الأسبق باراك أوباما.


أثار الاكتشاف ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، خاصة وأن الرئيس السابق دونالد ترامب تعرض للكثير من الانتقاد لذات السبب وبعد العثور لدية على عدد من الوثائق السرية تعود لفترة عمله كرئيس للولايات المتحدة الامريكية، الأمر الذي دفع الجمهوريين للهجوم على بايدن واتهامه بالنفاق.


وتعتبر مسألة الوثائق السرية سياسية أكثر منها قانونية، حيث وقع السياسيون وأصحاب المناصب في مشاكل بسبب سوء التعامل أو الاستحواذ غير المصرح به على الوثائق وعانوا سياسياً من مواجهة التداعيات القانونية، لهذا السبب، فلطالما كانت الوثائق السرية هي سبب للخلافات داخل البيت الأبيض في واشنطن لعقود.

العثور على وثائق سرية إضافية في بيت الرئيس بايدن بولاية ديلاوير‎‎

تعود الأزمة لعام 2017، وتحديدًا في الفترة الأخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما، حيث اعتاد بايدن استخدم مكتب مركز الأبحاث حتى بداية حملته الرئاسية لعام 2020.
وقال بايدن في تصريحاته للصحفيين: "يعرف الناس أنني آخذ المستندات السرية أو المعلومات السرية على محمل الجد. عندما كان المحامون يفرغون مكتبي في جامعة بنسلفانيا، أنشأوا لي مكتبًا آمنًا في مبنى الكابيتول. كما عملت أستاذاً في جامعة بنسلفانيا بعد أربع سنوات من تولي منصب نائب الرئيس".
إلا إن تصريحات الرئيس والتي جاءت بعد الانتقادات التي وجهها هو شخصيا لترامب في قضية مماثلة ووصفه إياه بأنه " غير مسئول"، لم تحسن من وضعه بأي شكل، بل أدت إلى تكثيف هجمات الجمهوريين عليه.
كما أصدر الرئيس الجمهوري الجديد للجنة الرقابة في مجلس النواب طلبًا إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، التي من المفترض أن تتلقى جميع المواد الحساسة بعد مغادرة الإدارة لمنصبها، لمراجعة وثائقها والتحقيق في الامر.
إلا إن أعاد محامو بايدن كانوا هم من الوثائق طواعية إلى الأرشيف، في الوقت الذي كان فيه ترامب يقاوم إعادة الوثائق التي كانت بحوزته في منزله بفلوريدا.
كما الرئيس تعهد الرئيس بايدن بالتعاون في إجراءات المراجعة.
في 12 يناير، عين وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند، مستشارًا خاصًا للتحقيق في قضية الوثائق السرية التي احتفظ بها الرئيس جو بايدن.
وقال وزير العدل الأمريكي " سأضمن أن المستشار الخاص بالوثائق السرية يتلقى جميع الموارد التي يحتاجها للقيام بعمله".
إلا إن الرئيس السابق ترامب لم يدع الأمر يمر دون ان يعلق، حيث كتب على شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي متهكمًا: "متى سيداهم مكتب التحقيقات الفيدرالي العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟ هذه الوثائق بالتأكيد لم ترفع عنها السرية"، في اشاره لمداهمة منزلة على خلفيه الوثائق السرية التي تم العثور عليها في منزله الخاص.