في عبود..

جحود أم.. وعشيق قاتل

الطفل الضحية
الطفل الضحية

آمال فؤاد

طفولته تحكي براءته، وملامحه تصف آماله وتمسكه «وتشبثه» بالحياة، لكن قدره وحظه السيئ جعله يعيش سنوات عمره القليلة معذب وسط أم مع الاعتذار الشديد لمعنى كلمة أم بكل ما تحمله من تضحيات ورعاية وخوف على أبنائها حتى لو وصل الامر أن تضحي بنفسها  حرصًا منها علي سلامتهم، لكن مرتكبة هذه الواقعة  ليست هذه الام وحدها، ولكن كان شريكها في الجريمة هو عشيقها؛ ما حدث للطفل «أحمد» يجعلنا نتساءل؛ ماذا جنى هذا الطفل المسكين لكي يلقى هذا المصير البشع؟، على يد وحش كاسر نزعت من قلبه  الرحمة ومات ضميره، وأخذه فريسة ينهشها وينتهك براءتها بوحشية حتى سقط جثة هامده بين يديه؟ وكيف حاول  المجرم الهرب بعدما تركه بالمستشفى؟ وأين والد الطفل المسكين من كل هذا؟وكيف استقبل خبر وفاته؟!، كل هذه الأسئلة وأكثر تجيب عنها تفاصيل القصة التي تكمن في تفاصيلها مأساة إنسانية حقيقية.


طفل صغير تكفي ابتسامته وملامحه أن تنير الحياة بأكملها وبكل أسف هان على أمه وبدم بارد تغلبت على الام اللعوب شهواتها الشيطانية وعشقها الحرام،تركت فلذة كبدها مع عشيقها بدون أي خوف عليه بتواجده مع شخص لا يمت له بصلة وفي محافظة أخرى رغم علمها  بظروفه الخاصة إصابته «بالتوحد»وفرط الحركة ولا أحد يتحمل طفل في ظروفه هذه إلا الأم وحدها، معنى ذلك أنها كانت غير أمينة على سلامته، وبمنتهى الجبروت حاولت إخفاء مقتله عن والده، وتوريطه بأنه السبب في وفاة نجله، بعد شهر ونصف من وفاته؟، كيف دارت أحداث هذه القصة الغريبة؟!،وكيف راح الطفل الصغير ضحية الام المهملة؟!ما بقي من سطور تجيب عن هذه الأسئلة.

بلاغ إلى النجدة
بداية هذه الجريمة كانت بتلقي شرطة النجدة بلاغا وإخطارا من مستشفى طنطا بوصول طفل يدعى»أحمد 7 سنوات» إلى قسم الطوارئ بالمستشفى على يد شاب يدعى «محمد. ا» تنتابه حالة من الفزع والارتباك الشديد، ملامحه مريبة وأقواله وردوده توحي بأن في الامر قصة وراء حالة الإعياء الشديد التي كان يبدو عليها الطفل، فضلا عن أنه قام بإخطارهم ببيانات  مغلوطة عن الطفل لكي يبعد أي شبهة عنه؛ مما أثار شك إدارة المستشفى في الامر، ولم يتوقف الامر عند هذا المشهد فقط بل ترك الطفل وهرب.                                                                                                                                                                                                                      الأم المتهمة

ما دعا أمن المستشفى الى البحث عنه في المنطقة المحيطة بالمستشفى، وبالكشف عن ما رصدته كاميرات المراقبة وتتبعه منذ أن دخل وعلى يديه الطفل الى المستشفى وأثناء هروبه وتوصلوا الى هويته، فقام رجال الامن باحتجاز والديه وشقيقته وبمناقشتهم، ارشدت شقيقته عن مكان اختبائه عند أحد أصدقائه، بعدها تمكن  الأمن من إلقاء القبض عليه، وفور ذلك تحركت الأجهزة والأمنية ورجال الشرطة الي  المستشفى محل البلاغ؛ تبين من خلال المعاينة الأولية صحة البلاغ، ووجود الطفل جثة هامدة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة على باب المستشفى على يد هذا المجرم، تبين أنه عشيق الأم ويدعى «محمود. أ.ح 25 سنة»، والأم تدعى «دعاء. س.م33 سنة»، وبمناظرة الجثة تبين وجود شبهة جنائية في الوفاة إثر وجود جروح وكدمات متفرقة بجسم الطفل، كما كشفت المعاينة عن آثار ضرب عنيف وشديد بعصا خشبية تلقاها المجني عليه على رأسه، هذا بالإضافة ‘لى آثار كسور في القدم والفخدين، وآثار تعذيب عنيف بباقي أجزاء الجسم، وفور ذلك تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة المرتكبة في حق الطفل المسكين، تحرر  محضر بالواقعة والتحفظ على جثة الطفل تحت تصرف النيابة، بعد أن كشفت  تحريات رجال المباحث  أن وراء الجريمة عشيق الام، أحيل المتهم الى النيابة التي وجهت له تهمة قتل الطفل عمدًا في بداية التحقيقات، معها انكر المتهم التهم المنسوبة اليه وعقب تضييق الخناق عليه اعترف بتفاصيل جريمته في حق الطفل المسكين وطبيعة العلاقة بينه ووالدته، فأمرت النيابة بإلقاء القبض على الأم وبعد التحقيق معها أخلت النيابة سبيلها، فحرر الأب محضرًا آخر اتهم فيه الأم بالاهمال خاصة وأنها هربت بطفلها الثاني، ما حدا بالأب الى رفع قضية يطلب من خلالها إسقاط الحضانة عن الأم.

الجريمة
لكن كيف وقعت الجريمة..؛
 في  صباح يوم الواقعة ذهبت الام المهملة الى المستشفى الخاص بعبود لإجراء عملية داخل الرحم،اتصلت بعشيقها لكي يكون بجوارها أثناء إجرائها العملية وفي الوقت ذاته يكون الأطفال معه، وعندما حضرجلس معهم وعقب خروجها من غرفة العمليات عرض عليها المتهم أن يأخذ  أحد نجليها معه الى منزله بطنطا، ليظهر لها مدى حبه وإخلاصه لها وحرصه على سلامتها، لانها لن تستطيع السيطرة عليهم نظرًا لفرط الحركة التي يعاني منها الطفل الأكبر المجني عليه،اصطحبه الى منزله وقبل وصوله الى المنزل التقى المتهم ببعض أصدقائه، فجلس على المقهى ومعه الطفل وأثناء تناولهم المشروبات الساخنة، أسقط الطفل «كوب  النسكافيه» على الأرض فور ذلك تعدى الشاب المتهم عليه بالضرب وتدخل أصدقاؤه ليخلصوه من بين يديه، وعقب ذلك ترك أصدقاءه وتوجه بالطفل الى المنزل،وعقب وصولهم جلس امام التليفزيون وجلس الطفل يلعب وبمرور الساعات نام الشاب واستغرق في النوم، وظل الطفل يلعب  بجواره، وعندما استيقظ  من نومه وجد الطفل يلعب في جهاز الكمبيوتر الخاص به فأتلف الصغير بعض الملفات خاصة وأن المتهم يعمل في مجال «الدي جي»، فأسرع اليه وبدون مقدمات صفعه علي وجهه وظل يضربه بقدمه في بطنه، لم يوقفه بكاء الطفل بل انهال عليه بالضرب بعصا المكنسة الخشبية على رأسه، حتى أن الصغير ظل يصرخ ويجري في ارجاء الشقة كأنه يبحث عن أمه أو أي شخص ينقذه من هذا المجرم، حتى سقط مغشيا عليه، توقف غليظ القلب في هذه اللحظة، فحمل الطفل وأخذه الى والدته وهو في حالة يرثى لها، وقص عليها ما حدث معه وطلب منها أن ترعاه وتركه معها وخرج  الى أصدقائه، ثم اتصل ببرود بوالدة الطفل المجني عليه وأخبرها بما فعله ابنها وضربه لإتلافه جهاز الكمبيوتر، ولم يحرك للأم ساكنا، وبعد مرور عدة ساعات اتصلت والدة المتهم بابنها، وأمرته أن يأخذ الطفل فورا الى المستشفى بعدما استشعرت أنه بين الحياة والموت، وهذا ما فعله هذا الشاب لكن الأحداث تأتي سريعة بعدها.

الانفصال
هنا يحكي الأب أنه يعمل «كهربائي»، تزوج عام 2015، وكان يقيم وزوجته في شقة بالقرب من منزل عائلته وعائلة زوجته، انجب منها طفلين وكانت الحياة في بداية الزواج مثل أي زوجين تارة هادئة وأخرى لا تخلو من خلاف، وبعد  ثلاث سنوات قام بتطليقها بسبب طلباتها التي لا تنتهي، وانها  من السنة الأولى في الزواج وهي متمردة وغير راضية بما قسمه الله لهما وتعايره بفقره وعدم قدرته على توفير احتياجاتها ودائما تطمع في أشياء تفوق استطاعته وظروفه ورغباتها في التنزه والخروج وشراء الملابس غالية الثمن والجلوس على الكافيهات  دون أي مراعاة لظروفه أو تحملها أي مسئولية، وعقب انفصالها أخذت طفليها وذهبت الى شقة والدتها في نفس المنطقة المقيمين بها «مدينة النور بعبود»كان عمر الطفلين، الأول 4سنوات والآخر عامان، كان الأب يداوم على إرسال نفقتها ونفقة أولاده، وبين الحين والآخر يتردد عليها لرؤية طفليه كما إن الطفل المجني عليه كان يقضي معظم الوقت مع والده، وأحيانا كانت تتركه بالشهر معه بسبب قرب المسافات بينهما، وبعد مرور عدة شهور توفيت والدتها، وذهبت الأم الى خالتها للإقامة معها بمنطقة الجيزة وهناك تحررت من كل القيود وعاشت كما تريد دون رقيب بعدها نشأت علاقة محرمة بينها وشاب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بطنطا.

تعرفت الام المتهمة بالإهمال في حق طفلها المجني عليه بالشاب المتهم بقتله عن طريق الانترنت وتطورت العلاقة بينهما وبدأ يطلب منها مقابلتها وتطورت العلاقة بينهما، كانت تترك منزل خالتها ثلاثة أيام في الأسبوع بحجة ترددها على شقة والدتها بمنطقة عبود حتى شك الجيران في أمرها خاصة وانهم لاحظوا شابا يصعد الى شقتها،فسألوها عنه واقنعت الجميع أنه ابن خالتها يتردد عليها بين الحين والآخر لكي يطمئن عليها وعلى طفليها وتطورت الأمور أكثر وعرض الشاب على اهله فكرة الزواج منها لكنهم رفضوا لانها مطلقة ولديها طفلان وتكبره بسبعة أعوام، وطلبوا منه أن يقطع علاقته بها، فأوهمهم أنه قطع علاقته معها،وكتب ورقتين غير مؤثقين وبلا شهود بينهما على اعتبار انهما متزوجين عرفيا، واستمرت بينهما العلاقة حتى وقعت الجريمة.

مكالمة صادمة
ويقول عم الطفل المجني عليه؛ أن شقيقه شخص في حاله طيب القلب الجميع يحترمه ويقدره في المنطقة المقيمين بها، فوجئ أي الأب أثناء مهاتفته لطليقته لإخبارها بإرسال النفقة الشهرية اليها، أنه يرغب في رؤية الأولاد، فانهالت عليه بالشتائم واتهمته بأن ابنه توفى وأنه السبب في وفاة نجله، هنا تلقى الأب صدمة عمره كما يصفها لنا عم الطفل، فكيف حدث ذلك؟ومن المسئول؟ توجه الأب فورا الى خالة طليقته ولم يتوصل الى  شيء، فطلب شقيقه من محاميه استخراج شهادة وفاة الطفل والاطلاع على محضر الشرطة، ومن هنا ادرك أن القاتل هوعشيق طليقته، وتوجه الى قسم الشرطة بطنطا وكشف محضر التحقيقات عن كل الكواليس الكارثية التي ارتكبها المتهم وطليقته؛ حيث أنها اتهمت عشيقها بقتل طفلها وتم إخلاء سبيلها وفرت هاربة بالطفل الثاني خوفا من طليقها والد الطفل المجني عليه، وأمرت النيابة بحبس المتهم وجاري التحقيق في الواقعة، فلم يتردد والد الطفل بتحرير محضر إهمال تسبب في قتل طفله، ورفع دعوى ضم الصغير الثاني وإسقاط نفقة طليقته، ولا تزال الام هاربة والاب يبحث عن نجله الصغير؛خوفا من أن يكون مصيره مثل ابنه الأكبر.

اقرأ أيضا: السجن المشدد 3 سنوات لتاجر بتهمة حيازة فرد خرطوش في قنا