القدس تحت وطأة الاستيطان الإسرائيلي مع بداية حكومة نتنياهو المتطرفة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تتسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس وتتزايد حدتها مع وصول حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل.

وبدأت حكومة اليمين المتطرف عهدتها في إسرائيل نهاية العام الماضي، لتشرع مع بداية هذا العام في إجراءات تهدف لتوسيع الرقع الاستيطانية وتحديدًا في مدينة القدس المحتلة.

13 ألف مقدسي مهددون بالتهجير 

وفي غضون ذلك، قال أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، "إن حوالي 13 ألف مواطن مقدسي مهددين بالتهجير القسري من أحياء كاملة في محيط البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لإقامة مشاريع استيطانية، وكنس، وحدائق توراتية، ومتاحف".

وأوضح الرويضي، في بيان أن أعمال الحفريات التي تقوم بها سلطة الاحتلال الإسرائيلي وفتح أنفاق في محيط المسجد الأقصى المبارك تهدف إلى تعزيز الاستيطان في محيط البلدة القديمة، ودفع المقدسيون إلى الهجرة الطوعية لخطر الحفريات على منازلهم وحياتهم، أو الهجرة الجبرية ضمن سياسة التهجير القسري لإخلاء أحياء عدة في محيط البلدة القديمة.

وأشار الرويضي إلى أن سلطات الاحتلال تسعي من وراء هذه للحفريات تقديم رواية مصطنعة تلمودية لا أساس لها تاريخيًا على حساب الحقيقة التاريخية للمكان الكنعاني العربي.

وقال الرويضي "نعمل منذ أشهر على جمع أكبر قدر من الوثائق والمستندات التاريخية التي تعكس الحقيقة والرواية للمسجد الأقصى المبارك، ومحيطه، مؤكدًا أن كافة الوثائق والمستندات والروايات القديمة والعثمانية وحتى اليوم تشير الى عروبة المدينة، وتاريخها الاسلامي المسيحي".

وأكد أن الوثائق كافة التي تم جمعها تحمل نفس الحقيقة التاريخية، ولا تقدم أي إشارة لأي رواية تلمودية يحاول الاحتلال ترويجها.

وطالب الرويضي منظمة "اليونسكو" بتحمل مسؤولياتها القانونية بإرسال لجنة تحقيق عاجلة، للبحث في المساس بالإرث الحضاري في القدس، باعتبارها مسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام  1981.

مزاعم الحوض المقدس

وحول ما يسمى "منطقة الحوض الوطني المقدس"، أشار الرويضي ان هذا مصطلحًا وهميًا سوقته أجهزة الاحتلال محليا ودوليا، لخدمة الاستيطان والأمن الإسرائيلي؛ للسيطرة على محيط البلدة القديمة، وتحديدا في سلوان، ومن ثم فرض حلول سياسية تمنح الإسرائيلي حقوقا في هذه الأحياء، وخاصة سلوان، وهو ما نرفضه.

وأشار إلى أن كل الحفريات التي قامت بها سلطات الاحتلال فيما تسميه "الحوض المقدس" كشف عن آثار رومانية واسلامية، وذلك بالاستناد الى ما نشره علماء آثار اسرائيليين.

وقال الرويضي "اننا وبتكليف من الرئيس محمود عباس نعمل مع منظمات متخصصة عربية واسلامية لجمع كافة الوثائق التاريخية المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك"، مشيرا الى اهمية تعزيز روايتنا العربية، وتفعيل نشرها، باعتبارها الحقيقة الوحيدة الصحيحة للقدس، وتاريخها، وعمقها العربي.

حكومة إسرائيل المتطرفة

وأجرت إسرائيل في الفاتح من شهر نوفمبر الماضي خامس انتخابات تشريعية في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، في ظل أزمة طاحنة للداخل الإسرائيلي، نتج عنها اللجوء لصناديق الاقتراع أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت نتائج تلك الانتخابات لا تحمل أي حسم يؤدي لتشكيل حكومة مستقرة في دولة الاحتلال.

وعلى عكس سابقاتها من الانتخابات، جاءت نتائج هذه الانتخابات حاسمة، فيما يتعلق بتوزيع المقاعد بين الكتل، فنال المعسكر اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو 64 مقعدًا داخل الكنيست، ليتمكن من الوصل إلى أغلبية مريحة تُمكنه من نشكيل الحكومة منفردًا، دون الحاجة إلى استقطاب أحزاب تحمل أيدلوجية سياسية مغايرة لليمين المتطرف في إسرائيل.

وعلى إثر ذلك تم تسمية نتنياهو رئيسًا جديدًَا للحكومة الإسرائيلية، في حقبة ثالثة، بعدما أوصى 64 نائبًا بالكنيست لصالحه توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما تم بالفعل، ليعود نتنياهو، أكثر من جلس على كرسي الحكم في إسرائيل إلى موقعه في السلطة مرة ثالثة، وسبق أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة في حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، وحقبة ثانية بين عامي 2009 و2021.