عباس شومان: المحتكرون عرضة لغضب الله

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

حذر الدكتور عباس شومان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، من يستغلون الأزمات من التجار والمحتكرين من غضبة الله وأوضح أن ما يقومون به ليس شطارة فى التجارة؛ بل هي معصية وضلال وبعد عن طريق الله وسيحاسبهم الله على ذلك في الدنيا بمحق بركة رزقهم وسيحاسبهم فى الآخرة.

ودعا إلى تغيير الثقافة الاستهلاكية لدى الناس والاكتفاء بما يحتاجون إليه من سلع وخدمات، قائلا: «المفترض عندما تزيد الأسعار أن يقلل الناس استخدامهم بقدر ما يستطيعون ليزيد المعروض ويقل الطلب وتنخفض الأسعار، ولكن للأسف نجد ما يحدث عكس ذلك فتزداد الأسعار».

ودعا التجار والمنتجين والمستوردين أن يتقوا الله في الناس وألا يستغلوا الأزمات ولا يغشوا ولا يغير أحد تاريخ الصلاحية كذلك ليبيع شيئًا فاسدًا للناس فتغيير تاريخ الصلاحية واستغلال أزمات الناس جريمة أكل لأموال الناس بالباطل، وأن الاحتكار عمل غير أخلاقي.

اقرأ أيضًا | ما المقصودُ بالمهر؟ وفيمَ يُصرف؟ وما قيمته؟.. «الأزهر للفتوى» يُجيب 

وأضاف أنَّ الإسلام جاء بمنهج متكامل للتعامل مع الأزمات والتخفيف من حدتها، فأمر بالإنفاق مما آتى الله العباد من مال، وألا يتكلف العباد فوق طاقتهم وأن يكونوا وسطًا في كل أمورهم لا يسرفون ولا يقترون: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ ومَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلّا ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾، وأن ما نراه من البعض فى العيش ببذخ وإسراف يتناقض مع شرع الله ويبين عدم الإحساس بالمسئولية، كما شرع الإسلام الادخار ليُستعان به فى وقت العسر والشدة، وشرع لنا الاقتصاد في شراء السلع والمستهلكات حتى ينتظم السوق ولا تندر الحاجة فى الأسواق جراء تهافت الناس عليها، وشرع لنا الوقاية لدفع العلاج ونفقاته، فإذا أخذنا طريق الوقاية انصرف عنا الكثير من الأمراض ووفرنا ما ينفق عليها من علاج بأمل بسيط وهو اتباع أساليب الوقاية، وهذا منهج دائم أراده الله لعباده لا يرتبط بأزمة ولا ضيق ولا بشح الموارد، ولكنها حياة المسلم: حياة وسطية، ولو أن المسلمين طبقوا هذا ما كنا لنرى كثيرًا من هذه الأزمات.