خبير آثار يكشف شخصية حاكم إقليم «تاور» وتفاصيل إعادة تركيب مقصورته

دكتورمحمود حامد الحصري
دكتورمحمود حامد الحصري

كشف خبير الآثار دكتورمحمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، تفاصيل إعادة تركيب مقصورة القائد وني حاكم إقليم تا- ور.

وأشار الحصري إلى أن "أبيدوس" Abydos   AbDw (العرابة المدفونة) التي تعد مسقط رأس حاكم الإقليم وني تقع في مدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج، وعرفت في النصوص المصرية القديمة باسم "آبجو" و"آبدو" ثم أصبحت في اليونانية "أبيدوس" وهو الأسم المعروف به حالياً، وتحوي أبيدوس الكثير من المعابد ومقابر الملوك والقبور الأخرى التي يرجع تاريخها إلى أقدم العصور، حيث ترجع أهمية أبيدوس إلى بداية التاريخ، حيث أقام فيها ملوك العصر "الثني" - أو "الطيني" جباناتهم على الجبل الصخري الضخم الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة، وظهرت أهميتها واضحة من خلال الناحية الدينية والتاريخية والأثرية.

وأوضح خبير الآثار أن المدافن الأولية للأفراد في الدولة القديمة كانت جزءًا من الموقع الذي أطلق عليه حديثاً اسم "الجبانة الوسطى".

كان الموقع مستهدفًا من قبل الأثريين في أوائل القرن التاسع عشر، تم فحص الموقع في عام 1860م من قبل المدير الأول لمنظمة الآثار المصرية أوجست مارييت، الذي قام بالتنقيب عن مقابر كبار عصر الدولة القديمة.

ومن خلال نقوش تلك المقابر عثرنا على واحدة من أطول روايات السيرة الذاتية المعروفة حتى الآن من أواخر الدولة القديمة، وهي رواية المسئول ويني الأكبر، وقد ساعدت ترجمة السيرة الذاتية لويني في إعادة كتابة التاريخ السياسي والاجتماعي في مصر من الألف الثالث إلى أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.

وعن حياة ويني الكبير حاكم الإقليم في عصر الدولة القديمة أكد الحصري، أن ويني Weni عمل كجنرال تحت قيادة الملك بيبي الأول، وكان حاكمًا لصعيد مصر في عهد مر-إن-رع الأول. وبصفته قاضيًا حقق مع الملكة التي يُشتبه في تورطها في مؤامرة. وبينما كان جنرالا أعاد تنظيم الجيش في شكل كان لا يزال يستخدم في المملكة المصرية الحديثة.ارتقى ويني في صفوف الجيش ليصبح قائد الجيش. اعتبره كل من معاصريه والعديد من علماء المصريات إستراتيجيا بارعًا. أكسبته انتصاراته امتياز تصويره كقائد للقوات في المعركة، وهو تقليد مخصص عادة للفراعنة. بعد وفاة بيبي تم تعيين ويني حاكما لصعيد مصر. قام بالعديد من التحسينات في البنية التحتية - بعضها كان مفيدًا للجيش- وكان مشروعه الأكثر ملاحظة هو القناة الموازية للنيل في الشلال الأول.

وحول إعادة تركيب مقصورة القائد وني حاكم إقليم تا-ور بمتحف سوهاج القومي أشار الحصري إلى أن وزارة السياحة والآثار قامت بالتعاون مع البعثة الأمريكية بجامعة ميتشجن العاملة بمنطقة أبيدوس، بعمل سيناريو عرض متحفي جديد لإعادة تركيب مقصورة القائد وني حاكم إقليم تا-ور والموجودة حاليًا بمتحف سوهاج القومي، حيث تم حتى الآن تنفيذ ما يقرب من 70% من أعمال إعادة التركيب. وكانت مقصورة "وني" في الأصل ملحقة بالجدار الشرقي للمقبرة الخاصة به بالجبانة الوسطى في منطقة أبيدوس، والتي تم الكشف عنها عام 1860، ونُقل بعض أجزاءها إلى المتحف المصري بالتحرير والمخازن الأثرية بمنطقة آثار سقارة ومخزن متحف سوهاج. 

يذكر أن متحف سوهاج القومي يقع على شاطئ النيل، والمتحف مقام على مساحة 5600 م مربع تقريبا ويتكون من طابقين و بدروم. ويعرض المتحف أهم القطع الأثرية التي استخرجت من مواقع متفرقة بالمحافظة، ويصل عددها إلى أكثر من 7000 قطعة أثرية، وينفرد المتحف بعرض عدد من المومياوات النادرة. ويتناول العرض المتحفي أهم ملوك مصر الفرعونية الذين خرجوا من أرض سوهاج، كما يلقي الضوء على الديانة المصرية القديمة ومنسك الحج إلى أبيدوس، بالإضافة إلى التراث الشعبي للمحافظة وأهم حرفها وصناعاتها ، وقد  صمم متحف سوهاج من الخارج على شكل معبد سيتى الأول  بابيدوس مركز البلينا. وافتتح المتحف  في 12 أغسطس 2018 بحضور الرئيس السيسى ود. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وبعض الوزراء ، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمتحف 72 مليون جنيه.

اقرا ايضا:

خبير آثار: عالم مصري أدخل اللغة العربية إلى روسيا