لماذا سقط ليفربول وما سر تألق أرسنال.. انتكاسة فنية vs شغف المدفعجية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع انتهاء النصف الأول من الدوري الإنجليزي موسم 2022/2023 تربع أرسنال قمة ترتيب جدول البريميرليج، في مفاجأة لم يتوقعها أحد قبل انطلاق الموسم الحالي.

أرسنال، الذي يتبقى له مباراتين مؤجلتين، ينفرد بصدارة جدول الدوري الإنجليزي برصيد 44 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن مانشستر سيتي – حامل اللقب -، في المقابل تراجع مستوى ليفربول وصيف الموسم الماضي، محتلا المركز السادس في مفاجأة غير متوقعة أيضا هذا العام.

ومقارنة بما حدث في الموسم الماضي، فإن وضع المدفعجية تغير بشكل كبير إلى الأفضل وسط شكوك البعض باستمرار الجانرز على قمة الجدول إلا أن الرد جاء بثبات مستوى اللاعبين على مدار الدور الأول بالكامل ووصول الفارق عن الوصيف إلى 8 نقاط قبل أن يتراجع إلى 5 نقاط، فبعد أن كان أرسنال يحتل المركز الرابع بـ35 نقطة بعد نهاية الدور الأول في الموسم الماضي تغير الحال إلى احتلاله صدارة جدول الترتيب برصيد 44 نقطة وقد يصل إلى النقطة الـ50 حيث أنه يتبقى له مواجهتين مؤجلتين، الأمر الذي يدحض الاتهامات التي وجهت إلى أبناء أرتيتا.

سر نجاح أرسنال وعودته إلى قمة البريميرليج مرة أخرى بعد سنوات عجاف كان سببه ثقة وإيمان الإدارة بالمدرب الشاب ميكيل أرتيتا، الذي جاء إلى قلعة "الإمارات" في ديسمبر 2019 بعدما كان مساعدا للإسباني بيب جوارديولا، وعلى الرغم من النتائج المتذبذبة إلا أن إصرار إدارة الجانرز كانت أولى خطوات نجاح أرسنال.

أولى خطوات أرتيتا كانت الهبوط بعمر اللاعبين وبناء فريق شاب يكون هدفه الأول احترام القميص والترابط بين عناصر الفريق والعمل بشغف من أجل خلق بيئة مناسبة لتكوين فريق بطل من الصفر، وهو ما جنى ثماره بعد 3 سنوات من العمل المتواصل مع اللاعبين الشباب على الرغم من الاتهامات التي وجهت إلى المدرب الإسباني الشاب في بداية مسيرته كمدرب، بعدما كان الرجل الثاني في مان سيتي.


ويمتلك أرسنال أصغر معدل أعمار في الدوري الإنجليزي هذا الموسم بمعدل 24.1، ورغم اتهامات اللاعبين بنقص الخبرة قبل بداية الموسم اعتلى الجانرز قمة الدوري الإنجليزي بمستوى ثابت على مدار 17 لقاء أضاع خلالهم 7 نقاط فقط بالخسارة في لقاء واحد، والتعادل في مواجهتين.


في المقابل، تراجع وصيف الموسم الماضي بشكل غير مبرر، ومنذ بداية موسم 2022/2023 لم يقدم ليفربول أداء ثابت ونتائج مخيبة لآمال جماهيره التي كانت تمنى النفس بالمنافسة على لقب البريميرليج بعد إبرام صفقة داروين نونيز التي اقتربت إلى 80 مليون يورو لتكون أغلى صفقة في تاريخ الريدز.

نتائج ليفربول تراجعت بشكل كبير عن الموسم الماضي، وأسباب التراجع كثيرة ولا حصر لها ولكن السبب الأهم هو الهبوط الكبير في مستوى اللاعبين عن المواسم الماضية، وخاصة خط الدفاع الذي وجهت له انتقادات لاذعة بجانب الحارس أليسون بيكر الذي استقبلت شباكه الكثير من الأهداف.

وتأثر خط دفاع ليفربول بعدم قيام النادي بتدعيمه بصفقات جديدة في موسم الانتقالات على الرغم من تعرض المدافعين لإصابات طويلة في المواسم الماضية، بالإضافة إلى تراجع مستوى عدد من اللاعبين في بداية الموسم وعلى رأسهم العملاق الهولندي فيرجيل فان دايك، وترينت ألكسندر أرنولد.

ولم يختلف خط وسط ليفربول كثيرا عن خط الدفاع، وشهد تراجع ملحوظ في مستوى لاعبي الوسط بعدما استهلكوا بدنيا في المواسم الماضية ما أدى إلى تعرضهم لإصابات قوية وطويلة خلال الفترة التحضيرية أدت إلى غياب عدد من اللاعبين عن بداية الموسم ما أدى إلى التعاقد مع البرازيلي آرثر ميلو قبل نهاية الميركاتو الصيفي بدقائق قليلة ولكن لم يشارك في أي لقاء حتى الآن، بالإضافة إلى عدم إبرام صفقات قوية في الميركاتو الصيفي رغم الدخول في مفاوضات مع الشاب الإنجليزي جود بيلينجهام الذي تألق في كأس العالم قطر 2022.

كما لم يظهر خط هجوم ليفربول بالمستوى المطلوب عكس المواسم الماضية على الرغم من التدعيمات بقدوم داروين نونيز، ورغم محاولات هداف الفريق المصري محمد صلاح إلا أن تراجع مستوى الفريق ككل لم يشفع له وغاب عن التسجيل في بعض اللقاءات، ومع استعادة البرازيلي روبرتو فيرمينيو إلى جزء من مستواه إلا أنه تعرض للإصابة أبعدته عن المباريات، بالإضافة إلى تعرض لويس دياز وديوجو جوتا إلى إصابات طويلة.