فاتن عبدالرازق تكتب: مصيدة الكوارث

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

هل من المعقول أن تتحول الكثير من الألعاب الإليكترونية التى يمارسها الشباب على المواقع ويطلق عليها التحديات إلى مصيدة للكوارث.. هذا ما تمت ملاحظته بوضوح خلال السنوات الأخيرة بدءا من ألعاب الحوت الأزرق وكتم الأنفاس واستعداد الأرواح إلى السقوط من ارتفاعات شاهقة ومحاولات الشنق.

كل هذه الألعاب الإليكترونية أو التحديات كما يطلقون عليها ما هى إلا وسائل تؤدى إلى الخلل النفسى والعقلى وإحداث عاهات مستديمة وإعاقات جسدية لدى الأطفال والشباب الذين يمارسونها تصل فى كثير من الأحيان إلى أن يفقدوا حياتهم، فكم من الوقائع المؤلمة التى حدثت خلال الفترة الأخيرة لأبنائنا بسبب انسياقهم وزملائهم لممارسة هذه التحديات المخيفة.

منظمة الصحة النفسية العالمية أكدت أن هذه الألعاب الخطرة تشكل ظاهرة كارثية حيث تؤدى إلى وساوس سمعية وبصرية لدى من يمارسها وتجعله يعيش فى واقع خيالى يمكنه من القيام بأية أعمال خطيرة وطالبت بالبعد عنها وأكدت أيضا ضرورة ألا تزيد المدة التى يقضيها الطفل أو المراهق أمام أى شاشة إليكترونية عن ساعتين. 

وبعد أن تحولت هذه الألعاب الإليكترونية الخطيرة إلى مصيدة للكوارث، رجائى للأسرة المصرية أن تقوم بواجبها نحو أبنائها وتشدد الرقابة عليهم وتتابعهم عن قرب قبل أن تتسبب لهم فى حالة إدمان لا يتمكن الابن من التوقف بعدها أو قبل أن تسلبه إرادته وتدخله فى عالم افتراضى لا يمكن إنقاذه منها. 

كلى أمل أن تستعيد المدرسة دورها التربوى وتقوم بتوعية الطلاب بمخاطر هذه الألعاب الكارثية وتعلمهم كيفية الاستفادة بطريقة صحيحة وإيجابية من مواقع التواصل الاجتماعى والبعد عن المخاطر والمشاكل التى تسببها لهم ولأسرهم وأن توجههم للأنشطة الرياضية والترفيهية المفيدة كما أتمنى أن تقدم وسائل الإعلام برامج توعوية مستمرة تبرز ما تسببت فيه هذه الألعاب الإليكترونية من كوارث وحوادث قاتلة لعلها تردعهم عن الزج بأنفسهم إلى التهلكة.