«رجعت الشتوية ومعها السياحة».. «الفيوم»: ضفاف «قارون والريان» تحتضن السفارى

رحلات سفارى أثناء التخييم بقرب  البحيرة المسحورة
رحلات سفارى أثناء التخييم بقرب البحيرة المسحورة

الفيوم، تلك المحافظة التى حباها الله بمقومات سياحية وأثرية على مر التاريخ، حتى أنه يوجد بها أماكن تمتد لملايين السنين، لذلك تعد مقصدًا جاذبًا للعديد من السياح من مختلف البلدان لجوها الساحر وطبيعتها الخلابة فى كافة فصول العام.

وتتمتع الفيوم بكافة الأنماط السياحية فى فصول السنة المختلفة، منها السياحة الشتوية التى تقع فى العديد من الأماكن بالفيوم معظمها فى مكان واحد على ضفاف بحيرتى قارون والريان، تلك المحمية الساحرة التى تتمتع بها المحافظة، واحدة من أجمل الأنماط السياحية على مستوى العالم، خاصة السياحة الشتوية.

وتعد محافظة الفيوم صورة مصغرة لمصر حتى أن البعض يطلقون عليها مصر الصغرى. ويعود ذلك إلى أنه يوجد بها العديد من الملامح التى توجد فى مصر فمثلاً مصر تعيش على نهر النيل كذلك الفيوم تعتمد على ترعة «بحر يوسف».

ويوجد بها مجتمع زراعى وصناعى كذلك مجتمع بدوى بل هناك مجتمع الصيد على ضفاف بحيرة قارون، وتتعدد إمكانات الجذب السياحى فى الفيوم إلى عناصر مختلفة تتيح توفر أنواع عديدة من السياحة البيئية وسياحة السفارى والسياحة الثقافية والسياحة الترفيهي.

ومن أهم عناصر الجذب السياحى فى الفيوم المناخ المعتدل والنقاء البيئي، والموقع القريب من القاهرة على خط السير السياحي، وتوفر الإمكانيات التاريخية والحضارية وما خلفته من آثار ترجع إلى ما قبل الإنسان وما قبل الحضارة والآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، وتوفر الإمكانيات الثقافية والفلكلورالشعبي، وإمكانية ممارسة العديد من الأنماط السياحية وأهمها السياحة الشتوية.
يقول الدكتور معتز أحمد عبد الفتاح مدير عام إدارة السياحة بالفيوم، أن الفيوم تنفرد بمقومات عديدة للسياحة الشتوية وهناك العديد من أنواع السياحة الشتوية بالمحافظة منها السياحة الترفيهية والبيئية والرياضية والسفارى والسياحة العلمية، مشيرا إلى أن السياحة الترفيهية.

والتى تتمثل فى زيارة الآلاف من كل عام سواء من المصريين الذين يمثلون الشريحة الأكبر أو من الأجانب إلى منطقة الشلالات وجبل المدورة وذلك للتمتع بمشاهدة الشلالات والتقاط الصور التذكارية وتناول المشروبات والوجبات الخفيفة على الكافيتريات الموجودة هناك وكذلك ركوب المراكب.

أما السياحة البيئية فهو مصطلح ظهر منذ مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، وهو مصطلح حديث نسبيًا جاء ليعبر عن نوع جديد من النشاط السياحى الصديق للبيئة الذى يمارسه الإنسان محافظًا على الميراث الفطرى الطبيعى والحضارى للبيئة التى يعيش فيها ويمارس فيها نشاطه وحياته.

وهو فى هذه الممارسة والحياه ليس حرًا مطلقًا يفعل ما يشاء دون حساب بل هو حر مسئول عن ما يفعله، وتعتبر بيئة المحميات الطبيعية، عمومًا ومحمية وادى الريان خصوصًا من أهم مناطق السياحة البيئية فى مصر والتى يستطيع الزائر القيام بالعديد من الأنشطة منها ركوب الجمال ومشاهدة الطيور حيث إن محميتى وادى الريان وبحيرة قارون من أهم مقاصد الطيور المهاجرة من المناطق الباردة خاصة فى فصل الشتاء حيث أنها تتمتع بالمناخ الدافئ والصيد البرى وصيد الأسماك فى حدود ما يسمح به القانون وينظمه.


ويوضح مدير عام السياحة بالفيوم أن من أهم السياحات الشتوية التى تتمتع بها محافظة الفيوم السياحة الرياضية، وتعتبر محمية وادى الريان من المناطق المؤهلة بقوة إذا ما أخذت الاهتمام الكافى لأن تكون مضمارًا رياضيًا مهمًا للكثير من الزائرين حيث يمكنهم القيام بالعديد من الأنشطة منها ممارسة رياضة التجديف والشراع والكرة الشاطئية وكرة الماء والتزحلق على الرمال والتخييم والجرى ولعل ماراثون الجرى.

والذى تم انطلاقه من المحمية لعامين متتاليين أبرز الأمثلة على نجاح المنطقة فى مثل هذه الانشطة، كما تتمتع الفيوم بسياحة السفارى وهى من أهم السياحات الشتوية بالفيوم، وتعتبر محمية وادى الريان التى لا تقل أهمية عن باقى المناطق المهمة لرواد السفارى منها الصحراء الشرقية والغربية وجنوب سيناء والبحر الأحمر.

حيث تجمع رحلات السفارى بالمحمية بين زيارة وادى الحيتان كونها من أقدم مناطق التراث الطبيعى فى مصر والعالم وكذلك زيارة عيون الريان وجبال المدورة وجبال مشجيجة والبحيرة المسحورة.

وكذلك منطقتى قصور العرب وودان الفرس فى شمال بحيرة قارون، لافتا إلى أن الفيوم أيضا تتمتع بنوع آخر من السياحات الشتوية وهى السياحة العلمية، حيث يقصد العديد من الدارسين والباحثين والجيولوجيين محمية وادى الريان مِن أجل الوقوف على التاريخ الإنسانى وتاريخ الحفريات والكائنات الحية والتكوينات الجيولوجية والصخور والمعادن بقايا الأشجار المتحجرة ولعل منطقة وادى الحيتان أفضل مثال.


اقرأ ايضًا | الفتوى والتشريع: الاستزراع السمكي في محمية وادي الريان بالفيوم «محظور»