رجعت الشتوية.. ومعها السياحة.. «الأقصر»: النيل يجذب ٧٥٪ من الوافدين

كورنيش مدينة الأقصر بعد التطوير
كورنيش مدينة الأقصر بعد التطوير

يعتبر الموسم السياحي الحالي في الأقصر موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس ليس في زيادة عدد السياح الوافدين إلى الأقصر فحسب وإنما في نوعيته حيث عاد فيه السائح الياباني إلى مصر بعد رفع الحظر عنها، وهو الأمثل بين سياح العالم كله في الإنفاق إذ ينفق ما يزيد على 7 أضعاف السائح الأوروبي، وهو الموسم الذى تلاحم فيه الموسمان الصيفي والشتوي دون فصل لأول مرة من بعد عام 2010 وهو العام الذى تقاس به نسبة التدفق السياحي.


وهذا الموسم أكد أيضًا أن مصر دولة لا يمكن احتكارها تسويقيًا بعد أن تراجع السوق الإنجليزي عن مركز الأول الذى يحتله منذ زمن بعيد تاركًا مكانه إلى السوق الإسبانى بين الدول الأكثر تدفقًا فى الحركة الوافدة إلى مصر والأكثر أنه خرج من التصنيف بالنسبة للخمس الكبار بعد أن سبقه السوق الفرنسي وبعده الولايات المتحدة الامريكية ثم إيطاليا وألمانيا.


ونزول انجلترا إلى ما بعد المراكز الخمسة الاولى يعطى انطباعًا بأن مصر أكبر من ان تحتكر وهذا يؤكد أن مصر غنية بحضارتها وكنوزها الاثرية بحيث لا تعتمد على منتج سياحي واحد وهذا دليل على أن مصر غنية بتراثها وحضارتها وتاريخها العتيد.

وأنها لا تعتمد على سوق واحد بمعنى أنها لا تعتمد على منتج واحد وكذلك يؤكد أن لا أحد يستطيع أن يعاقب مصر حيث كان يعتقد البعض أن عدم ورود الانجليز يعنى فشل الموسم السياحى فى مصر.


ولم تتوقف مميزات نجاح هذا الموسم عند هذا الحد بل هناك مجموعة من العوامل ساعدت على هذ التميز، كما يقول المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر بدأت بنهاية الموسم الصيفي الذى شهد إقبالًا منقطع النظير بعد أن رفعت المحافظة درجة الاستعداد القصوى من أجل زيادة التدفق السياحي على الأقصر خاصة أن السياحة تمثل مصدر الدخل الرئيسي للمواطن الأقصري سواء كانت هي الدخل المباشر له أو غير مباشر وقبل هذه وتلك فإن انتعاش السياحة يتأثر به أي بيت من بيوت الأقصر.


والأقصر حصلت على شهرتها ليس كمحافظة مصرية وإنما لكونها مدينة المدائن الأثرية وتأتى على رأس اهتمامات القيادة السياسية حيث يسعى فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء إلى توفير حياة كريمة لأهلها وفى نفس الوقت نقوم بتطوير حياتهم وتجويد الخدمة المقدمة للمواطن والسائح.

وعلى حد سواء وقد حبا الله المحافظة بالطبيعة الخلابة حيث الشمس المشرقة التي تبعث الدفء ونهر النيل والصحارى والجو الصافي فرص هطول الأمطار قليلة وسقوط السيول فيما ندر.

وبالتالي السائح عندما يقارن بين وضع الأقصر بأي من دول العالم التي يحيط بها الصقيع في الوضع الحالي مع ارتفاع أسعار الوقود والغاز يجد الدفيء والراحة والأمن والأمان الحقيقي هنا مما يجعل الأقصر تعد من أهم المقاصد السياحية.


ويضيف المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر أن المحافظة سعت إلى إضافة أنماط سياحية جديدة لتشجيع حركة السياحة الوافدة ومن أهمها سياحة المؤتمرات أو الحوافز وتمكنا من استضافة أكثر من 60 مؤتمرًا.

وفى نفس الوقت التي شاركت المحافظة في خطة وزارة السياحة فى التفتيش والمرور على المنشآت الفندقية والسياحية بالمحافظة للتأكد من التزامها باشتراطات السلامة الصحية وجودة الخدمات المقدمة وكذلك تقييم وتقنين أوضاع المنشآت الفندقية العائمة والثابتة والذهبيات وتدريب العاملين في القطاع السياحي.


وأما الخبير السياحي محمد عثمان رئيس لجنة تشجيع السياحة الثقافية فأكد أن الأقصر على موعد موسم سياحي بالغ الروعة ومن المتوقع أن يحقق نجاحًا يفوق ما تحقق فى موسم 2010 الذى تقاس به نسبة الإقبال والرواج السياحي حيث انفتحت مصر على الأسواق العالمية.

وأصبحت قِبلة للسياح من كل أجناس الأرض ولم تعد حكرًا على السوق الإنجليزي الذى بعد عن تصنيف الخمسة الكبار من بين الدول المصدرة للسياحة فى مصر، كما شهد السوق المصري ظهور السائح الياباني مرة أخرى بعد رفع الحظر وجاء معه الهنود والصينيون.


ويضيف الخبير السياحي محمد عثمان أنه من أهم العوامل التى ساعدت على نجاح الموسم السياحي خروج تقرير من اليونسكو بأن مصر حافظت على الإرث العالمى والبشرى من تاريخ العالم بالإضافة الى أن الاحتفالية الرائعة التى تمت للاحتفال بمرور 200 عام على حل كلمات اللغة الهيروغليفية القديمة باكتشاف طلاسم حجر رشيد.

3وكذلك الاحتفال الرائع بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون 4 نوفمبر الماضي ورد فعل العالم كله بالإضافة إلى تجديد البنية التحتية وأهمها شبكة الطرق الجديدة التى قفزت بجودة الطرق إلى 90 مقعدًا من التصنيف العالمي فى جودة الطرق وأصبحت مصر فى الترتيب الـ 16 على مستوى العالم.


وكل هذا جعل الموسم السياحى موسمًا متميزًا تعدت فيه التدفقات الدولارية الـ12 مليار دولار بامتياز فنحن العاملين فى المجال السياحي لدينا حلم بأن نصل الى 30 مليون سائح بـ ٣٠ مليون دولار.


وبالنسبة للسياحة النيلية فيؤكد الخبير السياحى محمد عثمان أنها سياحة متميزة تشمل ما يقرب من 75% من تدفق السياحة فى الاقصر بمعنى لو أن هناك 100 سائح 75% منهم يذهبون الى السياحة لسببين الأول متعة الرحلة والثانى هو قلة البنية الاساسية للسياحة المتمثلة فى الفنادق الثابتة والتى لم تعد كافية لاستقبال تدفقات سياحية.


وقال إننى أحلم بأن يأتى عليَّ اليوم الذى أرى فيه السائح الذى يريد أن يقوم برحلة نيلية بين الاقصر وأسوان أن يحجز لها قبلها بخمس سنوات بحيث تتحول سياحة الاقصر وأسوان الثقافية الى سياحة كيف وليست كمًا وتكون بمثابة أحد أهم مصادر النقد الاجنبى لمصر.


ولايزال البالون السياحى المطلب الأول للسياح الذين يفدون إلى الأقصر يوميًا، فالبالون والتحليق به فى سماء الأقصر هدف أسمى بالنسبة للسياح ويبقى لرحلات البالون الكلمة العليا بالنسبة للسائح.

ولايمكن أن يمر يوم دون أن يحلق البالون الطائر فى سماء المدينة لينشر رسالة حب وطمأنة للعالم كله فحواها أن مصر بلد الأمن والأمان وستظل آمنة بعناية الله.


فالسياح يحرصون على صعود الباسكت لتحلق بهم البالونات السياحية وهو يشاهد من الوضع طائرًا المناطق الأثرية فى البر الشرقى حيث معبد الأقصر أجمل وأكمل المعابد الفرعونية أو مجموعة معابد الكرنك التى يبلغ مساحة مبانيها مايزيد على 202 فدان وكذلك.

وهو يحلق فوق 9 معابد جنائزية فى البر الغربى بالإضافة إلى آلاف المقابر والفتحات الأثرية بوادى الملوك الملكات ومقابر الأشراف من لا يعرف ذلك التاريخ يسمعه من خلال قائد البالون الذى يجلس.

ومِن حوله الزوار يتسابقون بتسجيل الرحلة بكاميراتهم الفوتوغرافية والفيديو بالإضافة إلى تليفوناتهم المحمولة فى تجربة تملؤها الإثارة والمتعة تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر وباختصار يعد البالون شريان السياحة النابض فى الوقت الحالى.

والذى لا يزال زائر المدينة حريصًا عليه، وقد أخذت تركيا تجربة سياحة البالون الطائر من مصر بعد نجاحها بشكل مبهر فى مدينة الأقصر عام 2006، وأن مصر بدأت رحلتها فى تطوير البالون قبيل قرابة ربع قرن بتدريب 30 طيارًا.

وأن قائدي البالون الطائر من المصريين باتوا يتمتعون بخبرات واسعة فى هذا المجال، بشهادة خبراء العالم الذين شاركوا فى مهرجان دولى للبالون استضافته مدينة الأقصر نهاية عام 2016.

اقرأ ايضًا | محافظ الأقصر يفتتح معرضي «أهلا رمضان» بإسنا والبياضية