فى الصميم

النجاح أجمل .. مع قناة السويس

جلال عارف
جلال عارف

كان جيدا أن تبادر هيئة قناة السويس إلى الإعلان فورا عن حادث السفينة «جلورى» وأن تقطع الطريق مبكرا على الحديث عن «جنوح» السفينة وتوضح أن السفينة لم تجنح بل تعطلت ماكيناتها، وأن قاطرات الهيئة تتعامل مع الحادث.

وبالفعل.. خلال أقل من أربع ساعات كان يتم قطر السفينة إلى حوض الاصلاح، وكانت الأوضاع تعود لطبيعتها بالنسبة للسفن القادمة من الشمال، فى حين أن القافلة القادمة من الجنوب لم تتأثر مطلقا من الحادث حيث استمرت الملاحة الطبيعية بفضل التفريعة الجديدة لقناة السويس.

نجاح تعودنا عليه من الإدارة المصرية للقناة منذ أن استعادتها مصر بقرار التأميم التاريخى.. ومنذ أن قبلت التحدى وهزمت مؤامرة سحب المرشدين الأجانب، واستطاعت الكفاءة المصرية أن تقدم للعالم نموذجا فريدا فى إدارة أهم ممر ملاحى عالمى وحمايته وتطويره. بأيدى المصريين وحدهم، وبإدارة تعرف كيف تتراكم الخبرات وتواكب التقدم وتنشد الأفضل على الدوام.

هذه الكفاءة والقدرة على مواجهة أى طارئ على مدى ٢٤ ساعة يوميا، وفى أى ظروف جوية، وبسرعة لا تسمح بتفاقم الموقف، وبخبرة فنية مصرية لا تُضاهى..

هذا هو ما يجعل القناة عنوانا للإدارة الكفء التى يقدرها العالم ويطمئن على حركة التجارة العالمية فى حمايتها.

رئيس الهيئة الفريق ربيع توقع أن يتواصل الارتفاع فى عائدات القناة ليصل هذا العام إلى ٨٫٧ مليار دولار بإذن الله رغم ظروف التجارة العالمية الآن. إنها الثقة فى كفاءة الإدارة المصرية والتطوير الدائم لاستيعاب حركة السفن الأكبر.

النجاح جميل، لكنه أجمل بكثير عندما يكون مرتبطا بقناة السويس وبأيدى المصريين وقدرتهم على قهر كل التحديات. هكذا كان الأمر منذ أن عادت القناة لأصحابها مع قرار عبدالناصر «تأمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية»، وهكذا تستمر قصة النجاح التى تؤكد كل يوم أن مصر تستطيع..

وأنها استطاعت بالفعل وهى موضع تقدير العالم لإدارتها لقناة السويس بهذه الكفاءة التى يعترف بها العالم كله.