الرئيس البرازيلى يتعهد بمعاقبة مقتحمى مقار السلطة

الشرطة تعتقل متظاهرين بعد استعادة السيطرة على  قصر بلانالتو الرئاسي « صورة من أ ف ب »
الشرطة تعتقل متظاهرين بعد استعادة السيطرة على قصر بلانالتو الرئاسي « صورة من أ ف ب »

برازيليا- وكالات الأنباء:
أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، استئناف العمل فى مكاتبه بمدينة برازيليا، بعد تعرّضها مع مقرّ الكونجرس والمحكمة العليا لهجوم من جانب المئات من أنصار سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. وكتب الرئيس اليساري الذي تفقّد المباني المخرّبة فى برازيليا فى تغريدة: «يجري التعرّف على الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة فى برازيليا، وسيُحاسبون. سنستأنف العمل فى قصر بلانالتو».


وجاءت تغريدة دا سيلفا بعدما أكد فى وقت سابق أن «الديمقراطيّة تضمن حرّية التعبير، لكنّها تتطلّب أيضًا احترام المؤسّسات». وأصدر مرسومًا يقضي بـ «تدخّل اتّحادي» للقوى الأمنيّة بغية استعادة السيطرة على أمن العاصمة.

تابع لولا «ما فعله هؤلاء المخرّبون، هؤلاء الفاشيّون المتعصّبون.. لم يسبق له مثيل فى تاريخ بلادنا. أولئك الذين موّلوا هذه الاحتجاجات سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسئولة وغير الديمقراطيّة».


وألحق المتظاهرون أضرارًا جسيمة فى المقارّ الثلاثة الضخمة التي تُعتبر تحفًا معمارية من الطراز الحديث وتزخر بالأعمال الفنية.

وذكر الهجوم باقتحام مناصري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس فى واشنطن فى 6 يناير 2021. وبعد فوضى استمرت لساعات، استعادت قوات الأمن السيطرة على المباني التي اقتحمها مئات المتظاهرين المناهضين للولايات كما اعتقلت أكثر من مائتَي شخص، وفقًا لتصريحات وزير العدل فلافيو دينو.


من جانبه، أدان بولسونارو «اقتحام ونهب المبانى العامّة»، لكنه رفض اتّهامات لولا له بأنّه هو من حرّض على اقتحام مقارّ السلطة فى برازيليا، معتبرًا أن هذه الاتّهامات «لا أساس لها». كما دافع بولسونارو عبر تويتر عن الحقّ فى تنظيم «احتجاجات سلميّة». وسافر بولسونارو إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب لولا، رافضًا تسليم الوشاح الرئاسي إلى خصمه الذي هزمه بفارق بسيط فى الانتخابات الرئاسية فى أكتوبر الماضي.


كما نأى عدد من حلفاء الرئيس البرازيلي السابق بأنفسهم عن هذا العنف، بمن فيهم فالديمار كوستا نيتو، رئيس حزب بولسونارو. وأعرب كوستا نيتو عن أسفه لهذا «اليوم الحزين للأمة البرازيلية». وقدّم حاكم مقاطعة برازيليا الفيدرالية، إيبانييس روشا، حليف بولسونارو، اعتذاراته للرئيس لولا فى مقطع فىديو. ووصف المسئولين عن نهب المباني العامة بأنهم «مخربون وإرهابيون حقيقيون».

وأثارت أعمال التخريب وابلاً من ردود الفعل الدولية. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره لولا أنه يمكنه «الاعتماد على دعم فرنسا الثابت».

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم الذي شنّه مؤيّدون لبولسونارو بأنه «شائن». كما أدان الكرملين أعمال العنف فى البرازيل وأعرب عن دعم روسيا الكامل للرئيس لولا. وأكدت  الصين أنها «تعارض بشدة الهجوم العنيف» على مقار السلطة فى البرازيل، مشيرة إلى أنها تدعم «التدابير التي اتّخذتها الحكومة البرازيلية» لتهدئة الوضع.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبّي شارل ميشال عن «إدانته المطلقة» لاقتحام المقار الحكومية. وكتب على تويتر «الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكلٍ ديمقراطي ملايين البرازيليّين»، بعد انتخابات نزيهة وحرة.