في الذكرى الـ55 لتأسيسها.. «أوابك» العمود الفقري للطاقة والاقتصاد

منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول
منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول

تحل اليوم الإثنين 9 يناير 2023، الذكرى الـ55 لإنشاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".

وكانت مبادرة إنشاء المنظمة في عام 1968، إنجازًا عربيًا متميزًا ومهمًا، وأتى الإعلان عن إنشاء المنظمة كمحاولة جادة من مجموعة من الدول العربية، لإرساء مفهوم جديد للتعاون فيما بينها، قوامه التركيز على شئون البترول، باعتباره المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، وعلى الصناعة البترولية الوليدة المرتبطة بالبترول والغاز، باعتبارها العمود الفقري لاقتصادات العديد من الدول العربية.

اقرا ايضا.. أوابك: دراسة لتحقيق التكامل وإزالة الصعوبات التي تواجه إنتاج الوقود الحيوي وصناعة تكرير النفط

وبادرت كلا من: المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة ليبيا "المملكة الليبية آنذاك"، بتنفيذ هذا التوجه وكانت هي الدول المؤسسة لمنظمة أوابك، حيث تم التوقيع على اتفاقية إنشائها في بيروت يوم 9 يناير1968. ثم انضم إلى المنظمة 8 دول عربية أخرى، وهي: "الإمارات، ومملكة البحرين، الجزائر، قطر، سوريا، العراق، مصر، تونس".

تهدف المنظمة إلى إرساء دعائم التعاون والتنسيق بين أعضائها في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي المتعلقة بالصناعة البترولية، وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالحها والدفاع عن حقوقها، كما تسعى إلى توحيد الجهود لتأمين امدادات البترول إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومقبولة، وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء.

ولعل النجاح الأبرز للمنظمة يتمثل فيما انبثق عنها من شركات عربية مشتركة في مجال الصناعة البترولية بهدف تحقيق ما نصت عليه اتفاقية إنشائها، من تعاون في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول، وهذه الشركات هي: الشركة العربية البحرية لنقل البترول، والشركة العربية للاستثمارات البترولية "أبيكورب"، والشركة العربية لبناء واصلاح السفن، والشركة العربية للخدمات البترولية، ومعهد النفط العربي للتدريب، وتقوم الشركات العربية المنبثقة عن منظمة أوابك بدور مهم في الصناعة البترولية.

وعلى صعيد النشاطات التي تقوم بها المنظمة على الصعيدين العربي والدولي، تواصل أوابك مشاركتها في العديد من الاجتماعات التي تعقد في إطار الجامعة العربية والوكالات المتخصصة بالأمم المتحدة المعنية بالطاقة والبيئة كالاتفاقية الاطارية لتغير المناخ ومنظمة أوبك والاسكوا وغيرها، بالإضافة إلى تنظيمها للمؤتمرات والاجتماعات والندوات التي تتناول مختلف المواضيع في مجالات الصناعة النفطية لتبادل الخبرات في مجال النفط والطاقة، وكذلك الاهتمام بأمور التدريب بالتعاون مع معاهد التدريب والشركات المختصة، كما تعقد المنظمة كل سنتين ملتقى أساسيات صناعة النفط والغاز.

ومنذ عام 1979 تقوم المنظمة بعقد مؤتمر الطاقة العربي، كل أربع سنوات، والذي يعد منبراً للنقاش والحوار بين الخبراء والمختصين العرب والأجانب حول مختلف أوجه ومجالات صناعة الطاقة، ويهدف المؤتمر في جملة ما يهدف إليه، إلى إيجاد الإطار المؤسسي للأفكار والتصورات العربية حول قضايا النفط والطاقة، وبلورة رؤى متوائمة بشأنها، وتنسيق العلاقات بين المؤسسات العربية العاملة في النشاطات المرتبطة بالطاقة والتنمية.

كما تعمل المنظمة على دعم وتنمية علاقاتها واتصالاتها في المحافل البترولية العالمية، حيث تقوم بطرح المفهوم العربي حول القضايا ذات الصلة بالطاقة والتنمية المستدامة، والبيئة. وتسلك المنظمة في هذا الصدد عدة قنوات من بينها، الندوات العلمية المتخصصة التي تعقدها المنظمة بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المماثلة، وبخاصة تلك المهتمة بشكل مباشر بشؤون الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي

ويعتبر دعم البحث العلمي والباحثين العرب، من بين السياسات الثابتة للمنظمة، وفي هذا الصدد، أعلنت المنظمة في عام 1985 عن تأسيس جائزة "أوابك العلمية"، بهدف تشجيع البحث العلمي في مجال الصناعة البترولية، على أن تكون موضوعاتها ذات صلة بما أحرز من تقدم في ميادين البحث العلمي الأساسي أو التطبيقي التي تساهم في تطوير تقنيات الإنتاج البترولي في جميع مراحله، وتحسين اقتصاديات المشاريع البترولية على امتداد حلقات الصناعة البترولية.

وعلى الصعيد الإعلامي، فإن الأمانة العامة لمنظمة أوابك تفتح أبواب التعاون مع مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، حيث يتم تزويدهم بأخبار وأنشطة المنظمة، وبالمعلومات والبيانات المتوفرة في بنك المعلومات، ومكتبة المنظمة التابعة للأمانة العامة. كما يصدر عن الأمانة العامة عدد من الدوريات الثابتة ومنها النشرة الشهرية ومجلة النفط والتعاون العربي الفصلية، والتقرير الإحصائي السنوي وتقرير الأمين العام السنوي للمنظمة، وتساهم جميعها في رصد التطورات العربية والعالمية في صناعة الطاقة.