مواجهة سياسية بين الاتحاد الأوروبي والصين بسبب «كوفيد -19»

مسافرون أمام مكتب تسجيل الوصول فى مطار  بكين الدولى
مسافرون أمام مكتب تسجيل الوصول فى مطار بكين الدولى

بقلم : سميحة شتا

اقترب الاتحاد الأوروبى والصين من مواجهة سياسية بشأن أزمة كوفيد -19، حيث رفضت بكين بشدة قيود السفر التى بدأت بعض دول الاتحاد الأوروبى فى فرضها والتى يمكن توسيعها فى الأيام المقبلة، فمع تصاعد القلق بشأن ارتفاع حالات الإصابات بكوفيد-19 فى الصين، يواجه المسافرون من الصين الآن قيودا عند دخول أكثر من 12 بلداً بعد انضمام أستراليا إلى الولايات المتحدة واليابان وكندا والعديد من الدول الأوروبية التى أصبحت تطلب إبراز اختبار سلبى للفيروس قبل الوصول إلى مطاراتها.

اتفق الاوروبيون أيضا خلال اجتماع للخبراء على توصيات أخرى يعود الى كل دولة عضو تطبيقها، وهى وضع كمامات بالنسبة للمسافرين الآتين من الصين واجراء فحوصات عشوائية عند الوصول او فحص مياه الصرف الصحى المستخدمة فى المطارات والطائرات الوافدة من الصين.


وكان الاتحاد الأوروبى قد عرض على الصين تزويدها بلقاحات مجانية لكوفيد-19 مع ارتفاع عدد الإصابات هناك بعد تخفيف بكين سياستها «صفر-كوفيد».. وتجنبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج الرد المباشر عما إذا كانت بكين ستقبل عرض الاتحاد الأوروبى.

وقالت لرويترز أن معدل التطعيم فى الصين وقدرتها على العلاج مستمران فى الارتفاع وإن إمداداتها من اللقاحات «كافية».. وقالت ان الصين تعارض بشدة محاولات التلاعب بإجراءات كوفيد لأغراض سياسية.

وسوف تتخذ إجراءات مضادة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.. وقد طلبت دول، بما فى ذلك الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا وايطاليا من المسافرين من الصين.

تقديم اختبارات فحص سلبية لـ«كوفيد-19» قبل المغادرة أو الوصول، مشيرةً إلى «نقص المعلومات» من بكين حول وضع الوباء، منذ أن قامت بتحسين إجراءات الاستجابة لـ«كوفيد» فى الشهر الماضى.


وكما أعلنت الولايات المتحدة عن متطلبات اختبار جديدة لجميع المسافرين من الصين، للانضمام إلى بعض الدول الآسيوية التى فرضت قيودًا بسبب زيادة عدد الإصابات.


وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، أنه «لا يوجد سبب للانتقام» من جانب بكين للدول التى «تتخذ إجراءات صحية حكيمة لحماية مواطنيها» مع قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا على المسافرين القادمين من الصين.

وقالت أن القيود «تستند إلى الصحة العامة والعلوم»، لكن العديد من الخبراء قالوا أن مثل هذه الإجراءات قد لا تكون الخيار الأفضل لحماية السكان المحليين لأن المتغيرات الجديدة القادمة الآن من الصين كانت موجودة بالفعل فى أوروبا، غالبًا من عدة شهور.


وقد أفادت أحدث دراسة عن التأثير أن المتغيرات المتداولة فى الصين يتم تداولها بالفعل فى الاتحاد الأوروبي، وعلى هذا النحو لا تمثل تحديًا للاستجابة المناعية لمواطنى الاتحاد الأوروبي.

وقال علماء آخرون أيضًا أن القيود المفروضة على السفر سيكون لها تأثير ضئيل على احتواء المرض، لكنهم أصروا أيضًا على قيمة البحث عن المتغيرات المحتملة غير الموجودة فى أوروبا فى الوقت الحالى.


وقد حذّر خبراء الصحة من أن ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19 فى الصين تزامناً مع رفع السلطات القيود الصحية الصارمة، قد يخلق أرضاً خصبة محتملة لظهور متحوّرات جديدة من الفيروس.

إذ أن نسبة الملقّحين بين الصينيين منخفضة.. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن المتحور الجديد «اكس بى بى 1.5» من فيروس كورونا ينتقل بسهولة أكبر من أى من السلالات المتحورة المعروفة سابقا.


ووفقا للتحاليل الجينية المتوافرة للفيروس، فإنه ينتشر بشكل رئيسى فى الولايات المتحدة وأوروبا وقد تم اكتشافه بالفعل فى 29 دولة. وهو ينتمى إلى مجموعة فرعية من المتحور أوميكرون، والذى ينتشر منذ نهاية عام 2021.


وقدرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن المتحور «اكس بى بى 1.5» يمثل نحو 40،5% من كل الإصابات الجديدة فى الولايات المتحدة فى الأسبوع الذى سبق نهاية العام.

اقرأ أيضًا | «الصحة العالمية»: قدمنا 850 مليون جرعة تطعيم ضد كورونا بمنطقة شرق المتوسط