بدون أقنعة

أزمة بدون لازمة

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

أعلم أن تقديم عرض مسرحى أو أمسية على خشبة المسرح القومى عن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان مجرد مقترح لم يصل إلى مرحلة الإنتاج ومن ثم لا يتم تداول أى أخبار عنه ما لم يتم تأليف نص وتحديد طاقم العمل فلماذا هذه الضجة المثارة الآن مما خلق «أزمة بدون لازمة» وسمح لكل مَن هب ودب بالتدخل والزج باسم الشيخ الشعراوى الذى لو كان حيا بيننا لرفض هذا المقترح تماما ونأى بنفسه عن عرض سيرته الشخصية؟! ومسلسل «إمام الدعاة» الذى قام ببطولته وأشرف عليه الفنان الكبير حسن يوسف تم إنتاجه وعرضه بعد وفاة الشيخ بعدة سنوات وبعد موافقة نجله الشيخ سامى والأسرة.
لا أحب وصف أن هناك مؤامرة على الشيخ أو محاولة للإساءة إلى الإسلام أو غير ذلك..
كل ما فى الأمر أن هناك خططا جديدة فى البيت الفنى للمسرح التابع لوزارة الثقافة ومرحلة جديدة بعد خروج رئيسه السابق إسماعيل مختار على المعاش.. إذن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى كل هذه الضجة المفتعلة.
ولأن هناك من يحب أن يكون مثل الدبة التى قتلت صاحبها فإن هذا المقترح بات خبرا فى الصحف مع اقتراب شهر رمضان المبارك واستعداد بعض المسارح لتقديم أمسيات دينية تحتفى بالرسول الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وبدون تمثيل أو حتى ديكور وكل ما هنالك إلقاء لممثلين يرتدون عباءات كنوع من اكتمال الصورة البصرية لدى المتفرج وكل عام يحدث هذا وتمر الأمور بسلام وسلاسة ولبضعة أيام فقط فى الشهر الكريم.. فلماذا أيضا تم اقتراح أمسيات عن بعض علماء الدين وعلى رأسهم الشيخ الشعراوى الذى نقدره لما قدمه للإسلام والمسلمين وأننا ما نزال نسمع دعاءه يوميا بعد انتهاء الأذان على شاشة التليفزيون المصرى.
وأرادت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أن تعالج ما حدث فقالت كلاما غريبا بررت به موقف وزارتها من إنتاج عرض مسرحى عن الشيخ.. كلام أقل وصف له أنه معيب.. قالت إن الشيخ عليه ملاحظات!
ورطت نفسها ووزارتها فى تصريح لم يكن مطلوبا ولا مناسبا أبدا فزادت الطين بلة.. وأن الوزارة ليس فى نيتها تقديم أى عمل عن الشيخ الجليل عليه رحمة الله. واستغل البعض ذلك -سواء عن قصد أو بحسن نية- فى الحديث عن الرجل وأضحت هناك معركة بين من يحبون الشيخ ومن يعترضون عليه بدون أى ضرورة لذلك.


والسؤال: منذ متى يتم تقديم عروض مسرحية عن رجال الدين على خشبة المسرح القومى أو مسارح الدولة عموما؟
الفنان إيهاب فهمى مدير المسرح القومى تسبب فى وضع الجميع فى ورطة لا مكان لها الآن أو مستقبلا وبدون داع.
الصمت أحيانا يعالج أى قضية.. وعدم الكلام يكون أجدى ومفيدا فى مثل هذه الأمور والثرثرة بدون لازمة تخلق «أزمة» لا لزوم لها !
مثل هذه الأمور لا تعالج هكذا.. فالشيخ الشعراوى لا يحتاج أن نقدم سيرته والرجل الآن فى دار الحق وإذا أردنا تكريمه فالمسرح ليس المكان المناسب للتكريم مهما أبدعنا فى الاختيار لإعداد سيرة تليق به..
وللعلم فإن الفنان حسن يوسف عندما أقدم على تقديم مسلسله عن الشيخ كان واعيا جدا ووافقت أسرته على السيناريو المكتوب أضف إلى هذا أن المسلسل يستغرق وقتا طويلا ويستطيع أن يطرح قضايا وأفكارا ويعالجها على حلقات مسلسلة عكس المسرح تماما، وبالضرورة ما يقدم على المسرح قد لا يصلح للدراما التليفزيونية والعكس صحيح.