تفاعلا مع تصريحات وزير السياحة والآثار

خبير آثار يطرح مقترحات للوصول إلى 30 مليون سائح

الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار
الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار

أكد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار في تصريح له الأحد 8 يناير الجاري، أنه سيتم قريبًا إطلاق الحملة الترويجية الجديدة لمصر والتي تهدف إلى إبراز المقصد السياحي المصري بصورة ذهنية جديدة وتسليط الضوء على التنوع والثراء في المنتجات السياحية المصرية. مشيرًا إلى وضع 3 محاور رئيسية لتحقيق 30 مليون سائح خلال 3 سنوات مقبلة وهي تحسين التجربة السياحية وزيادة عدد مقاعد الطيران وتحسين مناخ الاستثمار.

وفى ضوء ذلك أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن المحاور الثلاثة هامة جدًا ولكن تطبيقها للوصول إلى 30 مليون سائح يحتاج إلى ترجمة تنفيذية لكل محور والتي تتطلب بخصوص المحور الأول وهو تحسين التجربة السياحية الاستفادة من تجارب سياحية ناجحة بالفعل وتحقق معدلات عالية في الدول السياحية في أنماط سياحية معينة خاصة السياحة الروحية والبيئية والتي تحقق أعلى إيرادات على مستوى العالم.

«التعليم» تواصل عرض مسرحية «تقدر» على خشبة دار الأوبرا.. مساء اليوم

ففي مجال السياحة الروحية والتي أنجزت فيه مصر شوطًا كبيرًا في تنمية وإحياء مسار العائلة المقدسة وإطلاق المشروع القومي مشروع التجلي الأعظم بمنطقة مجمع الأديان بسانت كاترين؛ والذي يجرى العمل به علاوة على مشروع القاهرة التاريخية يجب الاستفادة من التجربة الإسبانية في سياحة المسارات التاريخية الدينية حيث اعتمد اليونسكو مسار حج مسيحي في إسبانيا عام 1985 وهو طريق شنت ياقب أو طريق القديس يعقوب أو كامينيو دي سانتياغو بالإسبانية أو حج كومبوستيلا باللاتينية ويعرف رسميًا في اليونسكو باسم طرق سانتياغو دي كومبوستيلا وهو شبكة من طرق الحجاج إلى مقام الرسول القديس يعقوب بن زبدي في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في جليقية في شمال غرب إسبانيا. 

وكل حاج يجتاز 100 كيلومتر سيرًا على قدميه أو 200  كيلومتر على دراجة هوائية يحصل على شهادة حج هذا إلى جانب آلاف الأشخاص الذين يزورون المقام بالسيارة أو بواسطة النقل العام أو الذين يعبرون مسافة أقصر من 100 كم مشيًا مما لا يؤهلهم الحصول على الشهادة، وبدراسة هذه التجربة جيدًا وتطبيقها في مصر ستنجح بشكل كبير في مجال السياحة الروحية والتي تمتلك مصر مقومات بها تفوق أي بلد في العالم.

وأضاف الدكتور ريحان، بأن هناك دول رائدة في مجال السياحة البيئية يمكن الاستفادة منها مثل «أستراليا والبرازيل وتايلاند وكينيا والنرويج»، وأن مصر تمتلك من مقومات السياحة البيئية المتنوعة ما يؤهلها لمصاف هذه الدول وربما تفوقها لو أحسن استغلالها من محميات طبيعية متنوعة ومتميزة موزعة في محافظات مصر، علاوة على المناظر الطبيعية في أودية سيناء والوادي الجديد وكورنيش النيل خاصة في الأقصر وأسوان والمنيا، وأن سيناء وحدها تمتلك 7 محميات طبيعية من أجمل وأندر محميات العالم، اثنان بشمال سيناء وهما محمية الزرانيق والبردويل، الأحراش الساحلية برفح، وخمس محميات بجنوب سيناء وهي محميات طابا وأبو جالوم وسانت كاترين ونبق ورأس محمد ولا بد من تشريعات خاصة لتنظيم استغلال هذه المحميات وعمل منشئات خدمية داخلها وفتحها للسياحة مع الحفاظ عليها، و قد أشار مؤتمر المناخ (COP27) الذى انعقد بشرم الشيخ مؤخرًا إلى ثقافة الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق ببناء المدن الجديدة الذكية وأن مصر ذات ترتيب عال متقدم في سرعة التوجه نحو تلك المدن مثل مدينة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة

ونوه الدكتور ريحان إلى المحور الثاني؛ وهو زيادة مقاعد الطيران والذي يرى أنه ليس كافيًا وهو حل مؤقت ويرى أن الحل الدائم هو ربط السياحة بالطيران في وزارة واحدة لتوحيد برنامج الرحلات السياحية من الخارج شاملة الطيران والإقامة والزيارات وخلافه والذي يجب أن تكون في وزارة واحدة تسهل كل الإجراءات ومن ثم يقترح فصل الآثار عن السياحة لتكون الآثار وزارة مستقلة أو هيئة مستقلة تابعة لرئاسة الوزراء وتنضم وزارة السياحة والطيران في وزارة واحدة ليكون الوزير مسئولًا عن كل ما يخص السياحة بمقوماتها المختلفة  من سياحة تاريخية وثقافية وعلاجية وبيئية وترفيهية وسفاري وغيرها .

وأشار «ريحان»، إلى المحور الثالث وهو تحسين مناخ الاستثمار فإن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة في توفير مناخ ملائم للسياحة والاستثمار بفضل توجيهات القيادة السياسية من توفير الأمن وهي القاعدة الأساسية لأي نهضة بأن يكون الضيف آمن على نفسه وممتلكاته في أي بقعة في مصر عكس كثير من الدول الأوروبية السياحية علاوة على النهضة غير المسبوقة في توفير البنية الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي وغاز طبيعي وشبكة طرق وتكليف كل الوزارات بالعمل مع وزارة السياحة والآثار للتنمية السياحية وتذليل كافة المعوقات.

ويوضح الدكتور ريحان، أن تحسين مناخ الاستثمار يتطلب معالجة عدة أمور أخرى ومنها نقص الخدمات في المواقع السياحية التي تساعد السائح في زيادة عدد الليالي السياحية من توافر مركز معلومات بكل موقع سياحي وفنادق ومطاعم وبازارات وأماكن وميادين مفتوحة للجلوس دون إزعاج من أحد وتوفير كل الإمكانيات للسائح غير المرتبط بمجموعة من التعرف على المواصلات المتاحة وأسعارها وكيفية التحرك داخل المواقع وتزويدة ببروشورات بلغات مختلفة تيسر له الرحلة وتوافر عمالة مدربة لكل العاملين والمرتبطين بقطاع السياحة بشكل مباشر وغير مباشر والاهتمام ببانوراما الرؤية البصرية في المواقع السياحية وهي العامل المشترك الموجود بكل الدول السياحية وهو من عناصر الجذب الرئيسية لأي موقع بحيث لا تقع عين السائح إلا على ما هو جميل متناسق للموقع وما حوله مما يتطلب تغيير معالم المساكن والمنشئات التجارية فى نطاق وحول المواقع السياحية وإزالة التماثيل المسخ التى تضعها المحافظات فى المواقع السياحية.

وتابع بأن ذلك يتطلب أيضًا منع ما يطلق عليهم «الخراتية» وهم منتشرون بكل المواقع السياحية يبيعون منتجاتهم بالإكراه وأحيانًا التعدي على السائح وجذبه بشده من ملابسه وتتكرر هذه الأعمال والتي تتسبب في هروب العديد من السائحين وذلك بتشريعات خاصة بالسياحة يتم تطبيقها فورًا تشمل غرامات مالية كبرى والسجن مع الاهتمام بسياحة كبار السن والسياحة النباتية وفتح أسواق جديدة غير مألوفة مثل سوق أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وتنمية السوق العربية وتطوير منظومة السياحة البينية بين الدول العربية واستغلال المقومات الثقافية والسياحية المشتركة ودراسة أذواق السياح من كل الجنسيات ثقافتهم وأنواع الطعام والمشروبات الساخنة والباردة  المحبوبة لهم وأنواع الإقامة المفضلة فنادق أم قرى سياحية مفتوحة أو مخيمات بدوية وأن يوضع ذلك ضمن خطة الدراسات العليا بالجامعات لأهمية ذلك فى توفير الخدمات المناسبة لكل الجنسيات.

كما يتطلب استغلال وتنظيم المنتجات التراثية وهي متنوعة في مصر منها منتجات سيناء والوادي الجديد والنوبة والقاهرة وغيرها والتي تحتاج إلى وزارة أو مجلس أعلى تابع لرئاسة الوزراء ينظم العمل والتدريب لتعليم الخريجين حرف والمحافظة عليها من الانقراض وتسهيل الحصول على الخامات اللازمة لصناعتها ومعظمها مستورد وفتح أسواق لها محلية ودولية وترويج منتجاتها محليًا ودوليًا وطرح مشاريع استثمارية كبرى لتنميتها، وعلاج كل المشاكل المادية المرتبطة بمستثمري السياحة ليعملوا في جو صحي نقي وتعويضهم فترات انحسار السياحة وعمل دورات تدريبية للمرشدين السياحيين بصفة دائمة باعتبارهم سفراء ينقلون صورة مصر الحقيقية لحظة بلحظة وتعيين مستشار سياحي بكل سفارة مصرية خاصة في الدول السياحية يشرف على المكاتب السياحية للتوعية بمقومات مصر السياحة وجذب أعداد كبيرة منهم إلى مصر.