في قضية قاتل زوجته.. شهادة الطبيب الشرعي أمام المحكمة تنقذ الزوج من السجن

صورة موضوعية
صورة موضوعية

منى ربيع

 تدخل الأهل ما بين الزوجين دائمًا ما يخرب البيوت ويهدم استقرارها، وهذا ما حدث بالفعل عندما قررت أم أن يكون شغلها الشاغل ابنتها وزوجها بتدخلها في أدق تفاصيل حياتهما بشكل مستمر حتى تسبب تدخلها في وقوع جريمة راحت ضحيتها ابنتها الطبيبة الشابة على يد زوجها المهندس؛ بسبب معايرتهما له بأنه غير قادر على الانجاب أسوة بشقيقه.

الزوج مثل أمام محكمة جنايات الجيزة، وبسبب تقرير الطب الشرعي انقلبت موازين القضية رأسًا على عقب، ومعها تغير القيد والوصف للتهمة، تفاصيل القضية مثيرة ومريرة ترويها السطور التالية.


تعرف مهندس الإلكترونيات ويدعى احمد على الطبيبة الشابة ايمان في حفل زفاف احد الاصدقاء المشتركين بينهما، خطفت قلبه بهدوئها ورقتها، ومن هنا طلب من صديقه أن يختلق الفرصة لكي يتعرف عليها، وأخذ الصديق المشترك وزوجته التقريب بين المهندس والطبيبة الشابة وقاموا بدعوتهما على العشاء حتى يتعرف كل منهما على الآخر بشكل أكثر، وفي اللقاء اﻷول شعر المهندس بأن الطبيبة الشابة خطفت قلبه وبادلت الطبيبة الشابة المهندس نفس الشعور.

وفي نفس اللقاء تبادل الاثنان ارقام هواتف بعضهما البعض وأخذ يتقرب كل منهما للآخر، لم يمض وقت طويل إلا وتقدم المهندس الشاب لخطبة الطبيبة، ولم يختلف الطرفان في شيء فأحمد أبدى استعداده لتوفير كافة طلبات اسرة ايمان من شبكة ومهر وكافة شيء وتزوج الاثنان بعد فترة خطوبة استمرت لعدة اشهر في حفل كبير بأحد الفنادق الكبرى بعد تجهيز شقة الزوجية في احد الأحياء الراقية بمدينة ٦ أكتوبر.

«نكد حماتي»!

وبعد حفل الزفاف سافر العروسان إلى احدى الدول الأوروبية لقضاء شهر العسل، وعاد الزوجان لعشهما الهادئ لكن تأتي الرياح دائما بما لاتشتهي السفن فبعد شهرين فقط من الزواج بدأت والدة ايمان تتدخل في حياتهما الزوجية وتتهم الزوج انه عقيم وليس لديه القدرة على الإنجاب بعدما عرفت أن شقيقه الاكبر متزوج منذ اكثر من ٧ سنوات ولم ينجب وبما انه مر شهران ولم يظهر على ابنتها علامات الحمل فاستنتجت انه مثل شقيقه.

وبدأت الحماة تتدخل في حياة ابنتها وزوجها، ومن هنا عرفت المشكلات والخلافات طريق احمد وايمان والتى كانت تستمع إلى والدتها وفي كل خلاف يدب بينهما، كانت تعايره بعدم الإنجاب وبعد مرور عام على الزواج تحول الشك للزوجة إلى يقين خاصة بعدما طلبت منه أن يقوم بإجراء تحاليل ويفحص نفسه لدى احد الاطباء المتخصصين؛ وفي احدى المرات أخذت حماته تتحدث مع زوجة صاحب مصانع الاثاث الشهير عن الانجاب، وأن ابنتها طبيبة وسليمة من الامراض وأنه كان يتعين عليه أن يكشف طبي نظرًا لكون اخوه الاكبر لم ينجب منذ تسع سنوات، وغضب الزوج من الحديث وترك المنزل إلا أن الاصدقاء المقربين تدخلوا للإصلاح بينهما وعاد الزوج إلى منزل الزوجية.

وفي كل يوم يمر عليهما كانت الخلافات تزداد بينهما بسبب إصرار ايمان على أن يذهب زوجها للطبيب.
المنزل اصبح لا يحتمل بالنسبة لأحمد بسبب كثرة الخلافات بينهما، هنا قرر احمد أن يدافع عن حبه؛ امتثل لطلب زوجته وذهب لإجراء التحاليل التي تطلبها زوجته، وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة للحماة ان احمد لم يكن به عيوب وبالرغم من اجرائه لفحوصات طبية اثبتت انه ليس عقيمًا إلا انها اتهمته بتزوير التقرير الطبي وأنه يخدعها.

ترى هل انتهت الأمور عند هذا الحد؟!

جريمة قتل

ايمان حاولت طرد تلك الهواجس من رأسها وقررت أن تصالح زوجها، وفي عيد ميلاده اقامت له حفلا صغيرًا حضره افراد عائلة الأسرتين إلا أن حماته عاودت الحديث اثناء الاحتفال امام اقاربه مما سبب له جرح بالغ في مشاعره ليرد عليها امام الجميع أن كل شخص حر في حياته مما سبب لها الحرج امام الأسرتين وتركت المنزل وخرجت وبعدها انصرف المدعوون وفجأة اخبر احمد ايمان انه يصمم على عدم دخول حماته لمنزله نهائيا؛ لتنشب مشادة بين الزوجين اهان كل منهما الآخر؛ لتقرر ايمان ترك المنزل ليلا واتصلت بوالدتها لتأتي لتأخذها من هذا الجحيم وهي تصرخ، فمنعها  احمد وتعدى عليها بالضرب بعد أن حضرت حماته وانتظرت اسفل المنزل لأخذها بالقوة بصحبة سائقهم ليلا.. فرفض الزوج ودفع الزوجة للداخل فارتطم رأسها بمنضدة السفرة واصيبت بكسر في الجمجمة.

وفور سقوط الزوجة غارقة بدمائها اصيب احمد بحالة ذهول لثواني معدودة ثم تمالك نفسه وحملها لينقلها إلى المستشفى؛ شاهدت الحماة ابنتها وزوجها يحملها بين يديه، حاولت اخذها منه لتنقلها هي إلا انه دفعها وسبها واتهمها بأنها السبب لما وصلا اليه، لم يستطع احمد انقاذ ايمان حيث توفيت فور وصولها للمستشفى من شدة الصدمة.

وفور علم الام بوفاة ابنتها اتصلت بالشرطة واتهمته بقتل ابنتها عمدًا، وتم القبض على احمد واحالته للنيابة وهناك اعترف احمد بدفع زوجته الطبيبة الشابة اثناء مشادة وقعت بينهما وانه لم يقصد قتلها فهو اكثر الناس حزنًا عليها لأنه كان يحبها بشدة لكن حماته لم تترك مناسبة بينهما إلا وتتدخل في حياتهما، قررت النيابة حبس الزوجة واحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.

المفاجأة

وامام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد عبد اللطيف، وعضوية المستشارين خالد الشباسي، وابراهيم عبد الخالق، استمعت المحكمة الى المتهم والذي اكد اقواله السابقة امام النيابة وكذلك دفاعه، وجاء تقريرالطب الشرعي ليغير مسار القضية ومعها يتغير القيد والوصف؛ اكد التقرير أن الوفاة حدثت نتيجة اصطدام رأس الزوجة بجسم صلب، وكشف الطب الشرعي مفاجأة لم يكن يعرفها احد في تقريره؛ والذي شهد به أحد الأطبار الشرعيين في المحكمة؛ وهي أن الزوجة كانت حاملا في شهرين ولاتدري من هنا غيرت المحكمة قيد ووصف القيد من القتل الى ضرب أفضى إلى موت.

حاول محامي الحماة باعتباره مدعي بالحق المدني بتوجيه تهمة القتل العمد إلى الزوج الشاب، إلا أن المحكمة لم تنصاع لطلبه وقررت اعتبار الواقعة ضرب افضى لموت، واخذت المتهم بقسط من الرأفة؛ وقضت بحبسه سنة مع إيقاف التنفيذ بعد أن قضى منها عدة شهور محبوسًا بعد أن ثبت لها عدم وجود نية او قصد للايذاء، وأن سبب ما حدث هو خروجه عن مشاعره والدليل على ذلك هو احضار الام للسائق للتعدي عليه امام الجيران وانها هددته بذلك في الهاتف.

وامام المحكمة فجر شقيق الزوج مفاجأة من العيار الثقيل وهي؛ أن زوجته اصبحت حاملًا بعد تسع سنوات مما اوقع الخبر الصدمة على رأس الحماة وليثبت للمحكمة انها ادعت ما ليس فيهم.