مقتل سائق ميكروباص.. جريمة خلف «الخزان» بالمقطم

الضحية
الضحية

آمال فؤاد

 من وقت لآخر نصادف ضحايا يسقطون نتيجة شهامتهم ونخوتهم، وهذا ليس ببعيد عن المصريين فهي صفات أصيلة في جيناتهم، شباب كل ذنبهم أن تدفعهم شهامتهم وإنسانيتهم للدفاع عن الآخرين حتى ولو كانوا هؤلاء الافراد لا يمتون بصلة لهم.
 فهذه الواقعة التي بين أيدينا بطلها شاب سائق ميكروباص خرج سعيًا وراء لقمة العيش، دفعته شهامته ودفاعه عن أحد الركاب لا يمت بصلة له، أن يسقط قتيلا وتسيل دماؤه على الأرض على مرأى ومسمع الجميع في وضح النهار على يد شخص بلا قلب عقب طعنه 9 طعنات، في السطور التالية تفاصيل شهدت أحداثها منطقة المقطم، كيف وقعت الجريمة؟، ووقع هذاعلى أسرته؟،وما الذي جناه هذا الشاب المسكين ليلقى هذا المصير؟،ولماذا تنفلت أعصابنا إلى الدرجة التي ممكن أن نقتل فيها لسبب تافه؟ كواليس وملابسات وصدمات تكشف تفاصيل القصة كاملة.

البداية بلاغ تلقته غرفة عمليات النجدة بالقاهرة من غرفة الطوارئ بمستشفى البنك الأهلي بالمقطم مفاده؛ وصول جثة شاب في العقد الثاني من عمره،بواسطة عدد من أهالي منطقته مصابا بعدة طعنات مميتة في جميع أنحاء جسده، وعلى رقبته آثار ذبح قطعي، أودت بسقوطه جثة هامدة غارقا في دمائه على باب المستشفى؛على الفور تحركت الأجهزة الأمنية، ورجال الشرطة بقسم شرطة المقطم الى مكان البلاغ، وفور وصولهم الى المستشفى  تبين صحة الواقعة، قام فريق من رجال المباحث بمعاينة الجثة؛ حيث كشفت المعاينة عن مأساة حقيقية؛ شاب في عمر الزهور يرتدي كافة ملابسه مطعون بـ 9 طعنات في الجانب الايسر  والبطن والظهر والقدم وجروح وكدمات في أماكن متفرقة بالجسم،غارق في دمائه ملقى جثة هامدة داخل غرفة الاستقبال، تم التحفظ على الجثة ووضعها تحت تصرف النيابة.

كاميرات المراقبة

عقب المعاينة، تحرك فريق البحث الجنائي الى مسرح الجريمة الكائن بمنطقة الخزان بالمقطم بالقرب من عمل المجني عليه، أشار شهود عيان الواقعة ممن قاموا بنقل المجني عليه الى  المستشفى لرجال المباحث؛ انهم بعد الحادث نقلوا السائق إلى المستشفى في محاولة لإسعافه، كانت الدماء متناثرة في كل مكان بمسرح الجريمة، كما قام فريق البحث بالتحفظ على الكاميرات المحيطة بمكان الحادث؛ حيث كشف تفريغ الكاميرات مشاهد مختلفة للجاني وهو يطعن المجني عليه بطريقة وحشية، صارخًا ومهددًا أي شخص يحاول أن يتدخل، وقتها تملك الخوف من الجميع وهم يرون الجاني يطعن المجني عليه دون أدنى رحمة ولا شفقة، حاول المجني عليه في بداية الامر الدفاع عن نفسه، حاول أن يلقي على قاتله الطوب والتراب ليشغله عنه، كما حاول أن يبحث عن شيء يدافع به عن نفسه لكنه لم يصمد أمام طعنات الجاني القاسية التي تلقاها هذا الشاب المسكين، وسقط بعدها على الأرض ومع ذلك لم يتوقف الجاني وإنما ظل يطعنه في أماكن متفرقة في جسده حتى سقط جثة هامدة وذبحة من رقبته من الخلف، وظل يدهس فيه بقدميه وفر هاربا بعدها.

شهود العيان

استمع فريق البحث إلى أقوال شهود عيان الواقعة ومدى بشاعة الجاني الغادر صاحب الضمير الميت، وكيف تملكت منه نفسه الشيطانية ووسوست له لارتكاب هذا العمل الإجرامي في حق شخص لا تربطه به أي علاقة، والسؤال ما الذي جرى؟!، الأحداث بدأت من اللحظة التي وقف فيها الميكروباص الذي يعمل عليه المجني عليه لتحميل الركاب، فتح الجاني باب الميكروباص، وبلا سابق انذار يطلب من أحد الأشخاص النزول ليجلس هو بجوار السائق، فحاول السائق فض النزاع مدافعاعن الراكب، وفجأة يتحول الجاني الى مجرم يترك الشخص الذي كان يتعدى عليه وأمسك بالمجني عليه «السائق» الذي راح ضحية شهامته على يد شخص لا يعرفه من قبل، وضعت الأجهزة الأمنية خطة محكمة للقبض على الجاني، وخلال ساعات معدودة تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه وإلقاء القبض عليه، وتحرر محضر بالواقعة وإحالة المتهم الى النيابة، التي قررت نقل الجثة الى مشرحة زينهم لمعرفة سبب الوفاة وعقب ذلك التصريح بدفن جثة المجني عليه، استمعت النيابة إلى شهود عيان الواقعة اكدوا ارتكاب الجاني للجريمة، ووجهت النيابة إلى المتهم بعد التحقيق معه تهمة القتل العمد وحبسته 4 أيام مع مراعاة التجديد له في الميعاد، وقف المتهم ينظر يمينًا ويسارًا أي مصير في انتظاره بعد أن أنهى حياة شاب مسكين في جريمة تقشعر لها الابدان، حاول الإنكار في بداية الأمر وادعى إصابته بجرح قطعي باليد لكي يفلت من العقاب، ولكن عقب تضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه الواقعة، كما أرشد عن السلاح الأبيض المستخدم في الجريمة.

مكالمة موت

كنا في منزل المجني عليه، يقول شقيق المجني عليه «عمر عرفة»: انه كان يجلس بمنزله عقب صلاة الظهر رن هاتفه، إذا بأحد جيرانه يخبره بأن شقيقه بين الحياة والموت بمستشفى البنك الأهلي بالمنطقة إثر طعنات تلقاها على يد أحد الأشخاص بمنطقة عمله، فأسرع إلى المستشفى، وفور وصوله وجد شقيقه ممزقا بالطعنات في انحاء جسده والدماء تسيل منه من كل جانب، كان لا يصدق ما يراه امامه قي غمضة عين وجد شقيقه جثة هامدة وهو الشاب الصغير الذي كان يحلم بالزواج وتكوين أسرة.

كما قالت شقيقته أسماء: أن شقيقها معروف عنه حسن الخلق والطيبة بين أهالي المنطقة عمره لا يتجاوز 21 سنة، يعمل سائق على ميكروباص لا يعرف الجاني ولا تربطهما أي علاقة، وأن شقيقها شاب في مقتبل عمله يسعى على لقمة عيشه بالحلال، لا يشغله إلا رعاية عائلته، ويحلم بمستقبله كأي شاب في عمره بالزواج والارتباط والاستقرار من فتاة تصونه وتحافظ عليه، ولكن جاء الجاني وطاح بأحلامه المشروعة في لحظة غدر دون رحمة أو شفقة  من قبل شخص نزعت من قلبه الرحمة مستهينًا بدمه دون أي ذنب ارتكبه، بعدها انهمرت الدموع من عيون شقيقته قائلة:»حسبنا الله ونعم الوكيل»

وأضافت؛ أن شهود عيان الواقعة عجزوا عن نجدته بسبب تهديد القاتل لهم، حتى وصل الامر أن إحدى السيدات المسنات كانت تعبر الشارع فشاهدت الجاني يطعن شقيقها، فصرخت وطلبت من القاتل أن يكف ويتوقف عما يفعله في حق الشاب المسكين وفور حديثها له اسرع نحوها يجري وراءها «بالمطواة»لكي يضربها بها وفور ذلك فرت العجوز من امامه قبل أن يصل اليها خوفا من اعتدائه عليها.

كما ذكرت الشقيقات الثلاث؛ أن الطعنات التي مزقت جسد شقيقهم عددها 9 طعنات وإحدى الطعنات تكررت ثلاث مرات وهم في حالة يرثى لها من الحزن الشديد والبكاء الذي لا يتوقف، مضيفين؛ انهم واثقين في القضاء العادل أنه سوف يقتص لهم.
كما شهد أحد الجيران ويدعى نور، ر؛ أنه مصدوم لما وقع علي جاره الشاب الذي يشهد له الجميع بالخلاق والاحترام،فما فعله المجني عليه هو تهدئة الأمر بين أي طرفين نزاع، فهل هذا جزاؤه؟

أقرأ أيضأ : حبس قاتل والده بفأس في الغربية 4 أيام.. والتصريح بدفن الجثة