«مبارك شعبى مصر»
7 يناير.. يوم ليس كأى يوم.. إنه عيد الميلاد المجيد للمسيح عليه السلام حسب التقويم اليوليانى المأخوذ عن التقويم القبطى والذى تعمل به الكنيسة الأرثوذكسية منذ دخول المسيحية مصر.
حملت الأيام الأخيرة من سنة 2022 أخبارا سارة بإعلان نجاح مصر فى تسجيل الاحتفالات المرتبطة بزيارة العائلة المقدسة لمصر على قائمة التراث الثقافى غير المادى للإنسانية التابعة لليونسكو.
تعتز مصر بداية من رأس الدولة ممثلا فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحرص على حضور الاحتفال بعيد الميلاد سنويا، إلى أصغر مواطن بتراثنا القبطي.
ولأول مرة ننجح فى تسجيل هذا التراث المصرى الخالص المرتبط بالطقوس والعادات والتقاليد التى مارسها أقباط مصر منذ دخول المسيحية وحتى يومنا هذا..توارث المصريون عبر أجيال فنونا تؤرخ لزيارة العائلة المقدسة، مثل فنون النسيج، والأيقونة، والفسيفساء والرسم على الزجاج، وغيرها من الفنون.
ومن هؤلاء الفنان أرميا القشطة الذى نال شرف رسم الأيقونة التى أهداها الرئيس السيسى لبابا الفاتيكان عند زيارته لمصر، كما نال شرف رسم صحن وجداريات كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية، قضى 3 سنوات.
ومنها أكثر من سنة ونصف السنة فوق سقالة.. أرميا يفتخر بأنه تلميذ دكتور إيزاك فانوس، ورسم لوحات 80 كنيسة داخل وخارج مصر ووصل إلى رسم أيقونات أول كنيسة أرثوذكسية فى اليابان.
الفنان القبطى المصرى ليس كأى فنان فهو يرسم الشخصيات الرئيسية مثل «العذرا مريم» والمسيح عليه السلام ويوسف النجار على كُنفى أولا.. التعامل مع «الأيقونة» يماثل التعامل مع كائن حي.. حسب العقيدة الأرثوذكسية.. فالقماش يحتاج 7 طبقات تمثل أيام الخليقة وبعدها يكون الإنسان نقياً وأبيض ثم يخطىء «الخطية» الأولى.
فيستخدم الفنان الألوان الغامقة ولكن الرب يرسل الأنبياء والرسل ليصنعوا لنا خطة التوبة حتى نعود إلى طريق الرب ويتوب فتكون الأيقونة منورة.. ولكن يبقى «كنتور» أسود يفكر بالخطية الأولي.
أرميا يقضى 12 ساعة على السقالة أو 16 ساعة إذا كان داخل الأتيليه، وقبل أن يعمل لابد أن يقرأ فى الكتاب المقدس ويرتل بعض التراتيل حتى يستشعر عظمة ما يرسمه، ويسجله على جدران الكنائس ليبقى لقرون قادمة.
هنا نحتفل بالإنجاز، ونقدم تفاصيل الاحتفالات التى تتضمن عشرات الممارسات الشعبية والروايات حول مسار العائلة المقدسة.
