«أيقونات.. مخطوطات نادرة».. تعرف على مقتنيات متحف دير سانت كاترين| صور

متحف دير سانت كاترين
متحف دير سانت كاترين

«أيقونات، أناجيل، أدوات وملابس كهنوتية»، مقتنيات نادرة كل هذا يدهشك داخل متحف دير سانت كاترين.. خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار يصطحبنا خلال جولته داخل دير سانت كاترين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد السيد المسيح ترى ماذا رأينا وما قصة إنشاء هذا المتحف داخل أشهر دير في العالم؟.

تاريخ إنشاء المتحف

ترجع فكرة إنشاء متحف دير سانت كاترين عام 2001؛ حين استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخي بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالي الشرقي وهو برج القديس جورج  ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير والذي يقع ببرج القديس جورج الشهير بالوادي المقدس داخل الدير الذي يضم شجرة العليقة الملتهبة والبئر الذي يطلق عليه بئر موسى وكنيسة العليقة وكل من يدخلها يخلع نعليه تأسيًا بنبي الله موسى عليه السلام.

برج الدير

ويشرح لنا الدكتور عبد الرحيم ريحان قائلا: "أن البرج استمد اسمه من وجود كنيسة القديس جورج بداخله ويتكون البرج من أربعة مستويات، المستوى الأول وبه مدخل الحجاج المسيحيين حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير والمستوى الثاني وبه ما يسمى «سكيفو فيلاكيون»؛ وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأواني مقدسة وثياب مقدسة ومخطوطات، فهو بمثابة متحف الدير القديم والمستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذي يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص للدير في العصور الوسطى، والمستوى الرابع  وبه كنيسة القديس جورج الذي أعيد بنائها عام 1803م.
 
مخطوط التوراة اليونانية

ويشير الدكتور ريحان إلى أهم مقتنيات المتحف وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم «كودكس سيناتيكوس»، وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها «أسبيوس» أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى دير طور سيناء عند بنائه للدير عام 560م، والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد جبال سيناء الذي عرف باسمها، اكتشفه في الدير "تشيندروف" (روسى الجنسية، وفي بعض المراجع ألماني الجنسية)، عند زيارته للدير أعوام 1844، 1853، 1859، والجزء الأكبر من الوثيقة حصل عليه «تشيندروف» في رحلته الأخيرة عام 1859 بتعهد منه للدير موجود بالمتحف على استعارة المخطوط وإعادته مرة أخرى، وقدم المخطوط إلى الإسكندر الثاني قيصر روسيا ولم يرده إلى الدير، وفي عام 1933 باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطاني بمبلغ مائة ألف جنيه استرليني وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودة المخطوط.

الإنجيل السرياني

وأردف بأن المتحف يضم الإنجيل السرياني المعروف باسم «بالمبسست» وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية يعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين وهناك نص أحدث يعود إلى القرن الثامن أو التاسع الميلادي، ومصطلح «بالمبسست» يقصد به المخطوط الذي يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر، الأولى هي الكتابة التي تم محوها وهي الأقدم وعادة ما تكون باهتة ومن الصعب قراءتها حيث أن هذه الطبقة الممحاة من الممكن أن تقدم معلومات هامة عن تاريخ الدير أثناء العصور الوسطي وكذلك من الممكن أن تضم هذه الطبقة نصوص قديمة لم تتم دراستها والطبقة الثانية تنتمي كتابتها إلي تاريخ أحدث.

العهدة النبوية

وقد اكتشف بالمخطوط أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى نفس الحقبة تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم (هيبوقراط) كما يضم المتحف العهدة النبوية وهي عهد الأمان لأهل الكتاب من رسول الله صل الله عليه وسلم يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم ومقدساتهم والمحفوظة صور منها بالدير باللغة العربية والتركية بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله مصر 1517م وحملها إلى الاستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهي أول وثيقة تضع نظامًا لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواءً في الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبد داخل صومعته وحددت ذلك بوضوح "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته.

تابوت القديسة كاترين

كما يضم المتحف تابوت سانت كاترين وقد اعتاد رهبان سيناء وضع رفات سانت كاترين في تابوت رخامي صنع في ورشة بالقدس في منتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م وأن كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة منها مخطوط طقسي محفوظ بالدير من عام 1214م كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ومنهم الحاج الألماني الدوق ثيتمار حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التي تقام عند تناول البركة من رفات القديسة وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين.

 أيقونة البانتوكراتور

والمتحف مقسّم إلى عدة قاعات، منها قاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية، وهناك عدة أيقونات للقديسة كاترين تعود إلى فترات مختلفة وأيقونة السيدة العذراء تحمل السيد المسيح القرن 6م، أيقونة البانتوكراتور «ضابط الكل» القرن 6م، أيقونة القديس بطرس القرن 6م، أيقونة الميلاد القرن 8م، أيقونة النبي موسى "يخلع نعليه أمام العليقة المقدسة" القرن13 م، أيقونة النبي موسى يتسلم الألواح القرن 13م، أيقونة البشارة القرن 13م، أيقونة سلم الفضائل من مخطوط يوحنا السلمى القرن 13م.

مخطوط كوزماس

ويضم قاعات للمخطوطات تضم الإنجيل السرياني القرن 4م، قانون الرهبان بالسريانية مكتوب على رق غزال ينظم حياة الرهبنة القرن 11م، إنجيل يوحنا باللغة العربية مكتشف حديثًا يعود إلى القرن 11م، مخطوط كوزماس الملاح القرن 12، 13م، مخطوط سفر أيوب، زمبيل من العصور الوسطى، وقاعة للتحف المعدنية من مقتنياتها مجموعة من الأواني المقدسة تشمل 17 إناء منها 2 كأس مناولة، 1 مبخرة، 2 صندوق لحفظ رفات القديسين، 3 قلادات، صليب المباركة، 1 قنديل، 2 تيجان للرهبان، حاملا لأرغفة "القربانة"، حافظة ذخائر خاصة بالقديسة كاترين.

تعميم التجربة

ويطالب الدكتور ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفي؛ لتشمل بقية الأديرة والكنائس التي تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة وكذلك في المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادي العريقة والبنوك وغيرها وتتمثل في معرض دائم  للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكي تاريخ المكان وتبرز دوره الحضاري، على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية أو خاضعة لإشراف وزارة السياحة والآثار في حال وجود مقتنيات أثرية وتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أي عائد مادي مما يسهم في تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادي كمركز عالمي لنشر الثقافة والمعرفة بما يتوائم مع حضارتها العظيمة التي علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن.
 

اقرأ أيضا

وزير القوى العاملة يزور دير سانت كاترين ويهنئ «الرهبان» بذكرى استشهاد القديسة