عمرو الخياط يكتب: شرعية الإنجاز المستدام

عمرو الخياط
عمرو الخياط

عادت من جديد الجيوش الإلكترونية الإرهابية إلى مواقع التواصل.. لم تهدأ حركة هذه الجيوش بعد ثورة 30 يونيو.. لم يهدأ لها بال.. واستغلت طيبة وحسن نوايا الكم الأكبر من المصريين الذين يتعاطون وسائل التواصل المختلفة لبث سمومهم وأكاذيبهم.. وتشكيكهم.. وانضم إليهم بقصد أو بدون.. الحاقدين على الدولة المصرية.. ومجموعة الفشلة وهم ليسوا بقليل فى مجتمعنا.. وهم الذين ليس لهم وجود على خريطة الجمهورية الجديدة بعد أن أزيح عنهم النقاب فى أعقاب 30 يونيو.. وثبت للجميع مدى ضحالة فهمهم للإسلام وضآلة فكرهم ورغبتهم فى السلطة.

كل هؤلاء اجتمعوا من جديد.. وهم يعلمون جيداً أن القاعدة الشعبية الصلبة التى يرتكز عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية وراسخة وممتدة جذورها فى باطن الأرض المصرية..أساسها الاستقرار.. والأمان.. والبناء..اجتمع هؤلاء المخربون مرة أخرى بهدف الفوضى والتشكيك فى كل ما يحدث على أرض مصر.. من أجل التدمير والانتقام.. وهو ليس انتقاما من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حرمهم من أحلامهم السلطوية ولصالح الجماعة الإرهابية.. وإنما انتقام من الشعب ذاته الذى استدعى فى 30 يونيو القائد لينقذهم.. وكان استدعاء شعبياً مهولاً لم يحدث فى تاريخ أى أمة وفى ذات الوقت تدمير كل المكاسب التى تحققت منذ ذلك الحين على كل المستويات.

هؤلاء المخربون الذين استباحوا دم المصريين يستغلون الآن الوضع الاقتصادى فى محاولة للسيطرة على وجدان المواطنين ومنعهم من تجاوز الوضع الذى فُرضَ علينا بعد جائحة كورونا وفى أعقاب الأعمال العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.. والتى عانت منها شعوب العالم ولم تقتصر تداعياتها على مصر فقط.. فالعالم أجمع يعانى من ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار..وتناقص النمو وتراجع فى المعدلات الاقتصادية.

عندما تصدى الرئيس عبدالفتاح السيسى لإدارة دولة بحجم مصر.. لم يكن الرجل غائبا عن الحال التى كانت قد وصلت إليها الدولة.. شعب ظل سنوات طويلة فى خداع اقتصادى ووهمى على غير الحقيقة.. ودعم مستمر تتحمله الدولة يؤثر على نواحى البناء والتطوير.. فظهرت العشوائيات وخلفت ما خلفت على مستوى السلوكيات البشرية للمصريين.. وانعدمت الثقة فى الحكومات المتعاقبة وأصبح المصريون متعلقين فى رقبة الدولة دون أن يقدموا أو ينتجوا أو حتى يحلموا بوطن قادر على التطلع لمستقبل يضاهى الدول المتقدمة.

لم يكن أمام القائد وقتها سوى مصارحة الشعب واتخذ سياسة المكاشفة ونقل الحقيقة.. اعتماداً على أن الشعب هو شريك أساسى فى الحكم.. وهو الذى يرسم مستقبله.. وليس الأمر متروكا فقط للحاكم.. سعى القائد منذ اللحظة الأولى إلى إعادة الثقة للشعب التى فقدها بسبب تداعيات سنوات من الخداع وما خلفته أحداث يناير 2011 سعى لإعادة هذه الثقة فى نفوس المصريين ليؤكد انهم قادرون على بناء وطنهم فكان مشروع قناة السويس الذى كان البداية الحقيقية التى أخرست أفواه الحاقدين بالرغم من حملات التشكيك فيها.. ولكن كانت بمثابة نفير البداية لبناء الدولة الحديثة.

«شرعية الإنجاز» كانت عنوان حركة القائد عبدالفتاح السيسى.. حتى أصبح المصريون على موعد أسبوعى مع إنجاز جديد يحدث على أرض المحروسة من شرقها لغربها.. من جنوبها لشمالها.. ليتساءل المصريون فى جلساتهم على المقاهى: «متى حدث ذلك»؟. طرق جديدة.. محطات كهرباء بعد سنوات من العتمة.. اكتفاء ذاتى من الغاز.. مصانع عملاقة للإنتاج..استصلاح زراعى عملاق لإضافة رقعة زراعية كبيرة فى حجمها تتجاوز الحجم الذى عاش فيه المصريون طوال سنوات عمرهم.. مدن جديدة لعواصم المحافظات.. حياة كريمة لسكان مناطق عشوائية لتختفى هذه المناطق من على خريطة مصر.. قرى حديثة.. جامعات جديدة.. تعليم متطور.. وغيرها من الإنجازات التى تتم فى سباق مع الزمن.. سيسجل التاريخ أنها تم إنجازها فى أوقات قياسية.. كل ذلك لم يكن على هوى هؤلاء المخربين.. لأنهم يعلمون أن استمرار هذه الإنجازات هو رصاصة الرحمة الأخيرة التى ستُطلَق عليهم.

كل ذلك يتم.. والدولة المصرية كانت على موعد مع وأد الإرهاب على حدودها نيابة عن العالم تصدى له أبناء القوات المسلحة الذين تسلحوا بإيمان قوى راسخ بحماية مقدرات هذا الوطن.. ومعهم أبناء الشرطة الذين كشفوا كل المخططات التى كانت تُحاَك ضد مصر.. على كافة الأصعدة ورجالها ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن استقرار وطن وشعب كان مستهدفا عقابه على توحده وتمسكه بوطنه ورفضه للجماعة الإرهابية وحكمها.

تمر السنوات.. وتزداد الإنجازات.. لتكون هذه الإنجازات بداية طريق الإصلاح الذى اختاره الرئيس السيسى.. وهو طريق لم يكن ممهداً.. بل كان محاطاً بصعوبات كبيرة.. فى ظل وجود مخربين استباحوا كل شىء من أجل تفكيك قاعدة هذا الوطن.. وإيجاد غضب شعبى مصطنع ضد قيادته.. وتصعيد هذا الغضب فى اتجاه انقلاب على الأجهزة الأمينة على مفهوم الدولة الوطنية التى لا يؤمنون بها وصولاً لتنفيذ مشروعهم التنظيمى الذى سيطرت عليه أوهامهم وأحقادهم.

جميع الحسابات كانت تؤكد أن المهمة صعبة.. بل مستحيلة.. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان يعلم ويدرك أن البناء الحضارى للشخصية المصرية التى ارتكزت على تاريخ سبعة آلاف عام من الزمن جعلها قادرة على التحدى والانتصار بعد الانكسار.. وأن مصر ليست أرضا على الخريطة وإنما هى دولة عميقة استمد العالم قيمته من تاريخها.. ووقف أمام الشخصية المصرية عاجزاً عن فهم مكوناتها خاصة وقت الأزمات.. إنه شعب توحد على فكرة الإعجاز فى الوقت الصعب وفى الوقت الذى يتصور البعض أنه انهار أو انتهى ولديه القدرة على تحويل كل انكسار إلى انتصار معجزة يشهد عليها التاريخ.. إنه الشعب المصرى.

أول أمس كان الموعد مع إنجاز جديد على أرض المحروسة فى صعيد مصر.. بمحافظة سوهاج بلد المواويل وعروسة النيل.. كما وصفها شاعرنا الراحل الكبير صلاح جاهين وتغنت بها داليدا بنت حى شبرا.. لم يكن الإنجاز الذى تحقق فى هذه المحافظة الجنوبية إلا استكمالاً لخطط الإنجاز فى ربوع الدولة المصرية.. ليثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر قادرة على تجديد شبابها.. وأن جذور هذه الدولة العظيمة الضاربة فى قلب التاريخ ما هى إلا دليل على أن مصر قادرة على الإعجاز وليس العجز.. الاعجاز فى أصعب الظروف.. بناء حديث.. وحياة كريمة للمواطن وتطوير غير مسبوق فى الصعيد «الجوانى».. فى وقت العالم كله متوقف.. ويقف مشلولاً أمام التداعيات الناتجة عن العمليات العسكرية الروسية- الاوكرانية.. واقتصاديات العالم تهتز.. ومصر تبنى.. فى صمت وتسير بخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة.

الإنجازات التى تحدث تدعونا للفخر.. وتدعو هذا الشعب العظيم إلى عدم النظر لهؤلاء المخربين.. والأهم هو أن على هذا الشعب التخلى عن المكاسب الشخصية وتحويلها إلى مكاسب عامة.. لدعم هذا الوطن.. فمن تصور أنه سيحقق ثروات بالمضاربة فى الذهب أو العملة.. هو واحد من هؤلاء المخربين.. هو الذى قرر أن يُعلى من ذاته على حساب الوطن.. التجار الذين يستغلون الأحداث فيبادرون برفع الأسعار من أجل زيادة أرصدتهم الربحية فى البنوك هم أيضاً من المخربين الذين يحققون مكاسبهم على حساب شعب اختار البناء وضحى أبناؤه بأرواحهم من أجل أن يعيش هؤلاء الذين سيسألون فى اليوم العظيم عن النعيم الذى حققوه من استغلالهم وفسادهم وطمعهم.

«مَن دخل فى شيءٍ من أسعارِ المسلمينَ لِيُغْلِيَهُ عليهِم كان حَقًّا على اللهِ تبارك وتعالى أن يُقْعِدَهُ بعُظْمٍ من النارِ يومَ القيامةِ» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.