في أوائل حقبة السبعينيات، قام المفكر والباحث التاريخي الدكتور فؤاد زكريا الذي يعد واحدا من ابرز الفلاسفة والمفكرين فى العالم العربى بعمل دراسة عميقة ليوم ميلاد السيد المسيح والتى نشرت على متن صفحات جريدة اخبار اليوم فى 2 من شهر يناير عام 1971 والتى تقول :-
اختلفت روايات العهد الجديد "كتاب المسيحية المقدس" حول تاريخ ميلاد المسيح فيذكر لوقا فى الإصحاح الثاني من انجيله ان القيصر اغسطس اصدر مرسوما يقضى بإحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية
فيأتي يوسف خطيب السيدة مريم كما اشار انجيل لوقا باصطحابها وهى على وسك الولادة من منطقة الناصرة الى بلدته "بيت لحم" لغرض الاكتتاب فى التعداد فولدت السيد المسيح
بحضور 7000 مصل.. البابا فرانسيس يحتفل بعيد الميلاد ويدعوا لمساعدة الفقراء
ويذكر "متى" فى الاصحاح الثاني من انجيله ويؤيده "لوقا" فى اصحاحه الاول ان يسوع ولد فى بيت لحم اليهودية فى ايام هيردوس الملك الذي حكم بين عامى 4 و37 ق.م
بداية الاحتفال بمولد المسيح ..
يرجع الاحتفال بمولد السيد المسيح الى القرن الثانى الميلادى وقد قوبل هذا الاحتفال بكثير من النقد من رؤساء بعض الكنائس المسيحية امثال اوريجينيس وارنوبيوس
الاختلاف فى تحديد يوم الميلاد
فى القرن الثالث، قامت الكنيسة بالسير فى تحديد اليوم والشهر الميلادى فبدأت بشهر ابريل ثم اختلفت على انه ولد فى الاول من ابريل ثم اختلفت وتم التعديل الى اليوم التاسع والعشرين ثم من شهر ابريل الى شهر نوفمبر وأخيرا الى اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر فى القرن الرابع الميلادى
وقد ظل هذا اليوم هو العيد الرسمي للكنيسة الكاثوليكية حتى يومنا هذا فى معظم دول أوروبا
وعندما تمكنت المسيحية من فرض طريقها الى روما وفرض سيطرتها على الإمبراطورية الرومانية قررت الكنيسة اتخاذ يوم احتفال بالشمس التى لا تهزم عيدا رسميا لميلاد يسوع المسيح لكي تتزامن مع عبادة "اتون" التى كانت الدين الرسمي للإمبراطورية وكان ذلك فى القرن الرابع الميلادى
ومن هنا جاء يوم 25 ديسمبر عيدا للميلاد الى سائر انحاء أوروبا بل والى الشرق أيضا فقد شق طريقه الى الإسكندرية قبيل عام 431 م وبلغ أورشليم حوالى منتصف القرن الخامس
ولم يقف ايمان القيصر "اورليان" وشعبه بالإله "اتون" عند هذا الحد بل قام بتعيين هيئة من الكهنة الرومان باسم "يوقتيفيكوس" اى كهنة الشمس وقد ظل هذا اليوم هو العيد الرسمي للكنسية الكاثوليكية
لماذا تحتفل بعض الدول يوم 7 يناير
اقام يوليوس قيصر بتكليف العالم الفلكى "سوسيجينيس" بتعديل التقويم القديم واصبح طول السنة الرومانية 12 شهر اى 365 يوم لذلك ظل التقويم اليوليانى سائدا فى معظم انحاء العالم حتى عام 1582 حتى لاحظ العلماء ان عيد الميلاد لا يقع فى اطول ليلة واقصر نهار فى السنة بل وجدوا فرقا بنحو 10 أيام
فأمر البابا جريجورى بحذف عشر أيام من التقويم اليوليانى (الميلادى) ليضمن وقوع عيد الميلاد فى موقعه الفلكي
ولكن نظرا للانقسام بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذوكسية عام 1054 فقد اعتمد التاريخ الجديد لدى الكنائس الغربية فيما رفضت الكنائس المشرقية اعتماده وظلت على التقويم البوليانى الذي يتزامن مع يوم 7 يناير.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
