«ماذا يريد الجمهوريون؟»| حلفاء ترامب يضعون الكونجرس في «موقف محرج»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يلجأ مؤيدو الرئيس السابق دونالد ترامب دائمًا لسيناريو عرقلة عمل المؤسسات الأمريكية من أجل الوصول إلى متطلباتهم مهما كلف الأمر، فبعد أن حاولوا تأجيل اعتماد نتيجة الانتخابات الرئاسية في يناير 2021 الماضي من خلال أحداث اقتحام الكابيتول، يحاولوا الآن عرقلة عملية انتخاب رئيس الكونجرس من اجل التفاوض على مزيد من المكتسبات لصالحهم.

وفي سيناريو لم يشهده الكونجرس منذ ما يقرب من 100 عام، تقف كتلة مكونة من 20 نائب يميني أمام حصول المرشح الجمهوري كيفن مكارثي – الأوفر حظًا لرئاسة الكونجرس- على عدد الأصوات اللازم من أجل فوزة بمنصب رئاسة الكونجرس خلفًا لنانسي بيلوسي.

اقرأ أيضًا: في سابقة لم تحدث من 100 عام 20 صوتاً ضد مكارثي داخل مجلس النواب

وبعد عشرة جولات تصويتيه، صوت فيها الـ20 نائب ضد مكارثي، يجد المرشح الجمهوري نفسه قد قدم بالفعل تنازلات عديدة لهذه المجموعة المؤيدة للرئيس السابق دونالد ترامب، دون الوصول لنتيجة مرضيه لأي من الأطراف.

ويشل هذا الوضع المؤسسة برمتها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين وبالتالي تمرير أي مشروع قانون.

ومن دون دعم هذه الكتلة التصويتية، لن يتمكن مكارثي من الوصول إلى المنصب، وقد وافق على أحد طلباتهم بتسهيل إجراءات عزل رئيس المجلس، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

ويتطلّب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم شخصية في السياسة الأمريكية بعد الرئيس ونائبه، غالبية من 218 صوتا. بينما لم يتمكّن مكارثي من تجاوز عتبة الـ201 صوت. 

وسيواصل النواب التصويت الى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. وهو الأمر الذي يمكن أن يستغرق ساعات أو حتى يمتد ليصل إلى أسابيع.

ففي عام 1856 لم يتفق أعضاء الكونجرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.

ويبدو أنّ مكارثي سعى دائمًا لتقديم ضمانات لمعارضيه تفادياً لعرقلة حظوظه، ففي عام 2015 فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب، لكنّه أيضا لا يستطيع الذهاب بعيدا

وإبعاد الجمهوريين المعتدلين. ورغم أن هامش المناورة لديه بات محدودا، ليس هناك حاليا أي منافس جدي له. 

موقف محرج

من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الوضع بأنه «محرج» مؤكداً أن «بقية العالم» يتابع هذه الفوضى.

ويراقب الديموقراطيون هذا الوضع بشيء من المتعة، خاصة وان المجلس الذي تسيطر عليه الأغلبية الجمهورية، هي نفسها من تعرقله عن مواصلة عمله.

على الجانب الآخر تعلو الكثير من الأصوات بين الجمهوريين غير المتشددين من اجل الوصول على تسوية.

أما الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد دعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه إلى بذل كل الجهود لتجنب «الهزيمة». وقال: «لقد آن الأوان حاليا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح كيفن مكارثي الذي سيقوم بعمل رائع، إلا إن دعوى ترامب في حد ذاتها، يبدو أنها لم تعد كافية.

ومع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيون في الوقت الحالي من تمرير أية مشاريع كبرى جديدة.