أمهات المؤمنين l السيدة خديجة

السيدة خديجة
السيدة خديجة

منى محمود

ضربت السيدة خديجة رضى الله عنها خير مثال للزوجة المساندة لزوجها والداعمة له.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رواية عند الإمام أحمد: «آمنت بى إذ كفر بى الناس وصدقتنى إذ كذبنى الناس وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس» ويكفى شرفا هذه الشهادة النبوية العطرة اعترافا بصنيع جميلها فاصبحت قدوة بمواقفها الحاسمة فى نصرة واحتضان الدعوة وهى فى اشد ظروفها حتى قبل الدعوة كانت خير داعما للنبى صلى الله عليه وسلم فعندما أشرف عليه السلام على الأربعين حبب إليه الخلو لمناجاة ربه استعدادا للحدث العظيم، وما كانت السيدة خديجة، فى وقارها وجلال أمومتها، لتضيق بهذه الخلوة، أو تعكر صفو تأملاته وتفكره فى ملكوت الله، بل حاولت ما وسعها الجهد أن تحوطه بالرعاية والهدوء ما أقام فى البيت، فإذا انطلق إلى غار حراء ظلت عينها عليه من بعيد وربما أرسلت وراءه من يحرسه ويرعاه . وتتجلى أعظم مواقف السيدة خديجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تلقى رسالة الوحى فى ليلة القدر، حيث اصطفاه الله تعالى خاتماً للنبيين عليهم السلام، وبعثه فى الناس بشيراً ونذيراً، وكانت الرسالة إيذاناً بحياة جديدة شاقة كادحة.

وتروى السيدة عائشة، رضى الله عنها، أن أول ما بدئ به النبى صلى الله عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصالحة إلى أن جاءه جبريل عليه السلام فى غار حراء وقال له: «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، فرجع يرتجف، حتى دخل على خديجة فقال: «زملوني»، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وأخبرها الخبر وهو يخشى على نفسه فطمأنته قائلة له: «كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق».فكانت السيدة خديجة أول من آمن بالله ورسوله وعندما كذبه قومة كانت رضى الله عنها نعم المعين والداعم والمساند لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث وقفت معه فى تلك الظروف الصعبة بنفسها وبمالها الوفير، وبعقلها الراجح، وآزرته فى دعوته فكان لها فضل السبق فى ذلك على الرجال والنساء وتعظيما لها لتضحياتها وعطاءها للإسلام ولحبها الصادق لرسول الإسلام، والمواقف المشرفة دعماً لدين الله الخاتم، كان النبى صلى الله عليه وسلم يثنى عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين،وبشرت بالجنة جزاء من الله سبحانه وتعالى فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: أتى جبريل النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشّرها ببيت فى الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

أقرأ أيضأ :صلوا عليه وسلموا تسليما l فضل الصلاة على الرسول الكريم