وجوه في الدير.. الراهب الطبيب يتابع الأبحاث الحديثة وبرنابا مهتم بالفلسفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعيون زاهدة ونظرة إلى السماء يحكى الأب الراهب برنابا عن دعوته إلى الرهبنة، فيقول: شعرت بالدعوة بعد أن أنهيت الدراسة الجامعية فى كلية التجارة وسافرت إلى دولة هولندا كأى شاب فى بداية عمره لاستكمال دراستى، ثم سافرت إلى إيطاليا وهناك جمعت الأموال، إلا أن فى هذه اللحظة جاءتنى إشارة ودعوة لتلبية الرهبنة، فتردد السؤال فى ذهنى مرات عديدة ماذا يأخذ الإنسان إلى العالم الآخر؟، وماذا قدمت للقاء الله؟!، فقررت الذهاب إلى أحد الأديرة فى إيطاليا.

ثم جئت إلى دير الأنبا بيشوى وأصبحت أتردد كثيرا وبدأت فترة الاختبار حتى رسمت راهبا وتم طقس الموت وبدأت رحلتى فى الرهبنة وهى فترة انحلال عن الكل وارتباط بالله، انحلال من الرغبة والطموح والحياة.

وأضاف الأب برنابا أن الصعوبة ليست فى حياة الرهبنة بل فى العقبات التى يضعها الأهل أمام رغبة طالب الرهبنة، حيث تنقطع الاتصالات نهائيا بين الراهب ووالديه وبينه وبين العالم كله، فلا يشاهد التليفزيون، ولا يزور أهله فى أى مناسبة، ولا يخرج من الدير إلا للعلاج.

وأشار إلى أن الراهب شخص يحب الله ويصلى من أجل العالم ولراحة كل العالم، فهو مجرد إنسان يعيش فى عزلة كاملة عن فكر العالم وشهواته وطموحاته، ويؤهل نفسه لكى يدخل ملكوت السموات، ولكن فى عزلته عن العالم لا ينسى العالم، ويلبى أى خدمة تطلب منه دون أن يعيش فى شهوات العالم.

وعن القراءة والرفاهيات، قال الأب برنابا إنه يقرأ عددا من الكتب الخاصة بالبابا شنودة الثالث وغيره من كتب الفلسفة ويشجع فريق كرة القدم الإيطالى انتر ميلان، وبين قلايته يقضى الأب ويصا الراهب الذى ترك مهنته كطبيب فى تخصص طب العناية المركزة وليس المهنة فقط بل ترك والديه والعالم أجمع للبحث عن الخلوة مع الله للتعبد والصلاة ، ورغم ممارسة طقوسه الدينية، إلا أنه يعمل فى العيادة الطبية بالدير، ويتابع الأبحاث الطبية الحديثة وذلك بجانب القراءة فى مجال الإليكترونيات والتكنولوجيا، بالإضافة إلى متابعة نتائج مباريات كرة القدم النهائية دون أن يشاهدها باعتبارها مهدرة للوقت حسب قوانين الرهبان.

وبمناسبة الحديث عن كرة القدم، فيقول الأب ويصا إنه مشجع فريق كرة القدم الإسبانى ريال مدريد، وذلك من أجل مواكبة العصر وكسب المزيد من الثقافة للتعامل مع العالم الآخر، ولذلك يقوم الرهبان باستخدام التكنولوجيا من هواتف حديثة وأجهزة «لاب توب» ويستخدمون شبكات الإنترنت، ولكن باستخدام محدود مثل التعامل مع نتائج الفحوصات الطبية للرهبان.

وعن علاقة الراهب بالعالم الخارجى يضيف: نستقبل زوار الدير، الذى يزدحم بين الحين والآخر، عدا ذلك يظل الراهب فى قلايته وعبادته بعيدا عن الاختلاط بالناس.

اقرأ أيضا | محافظ أسوان للأبنا بيشوي: روح المحبة والإخاء تحكم علاقتنا