يوسف القعيد يكتب: العدو يقتحم المسجد الأقصى

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أما اسمه فهو إيتيمار بن غفير، وزير الأمن الإسرائيلى. الذى اقتحم المسجد الأقصى يوم الثلاثاء الماضى فى خطوة وصفها العالم بالاستفزازية. وأثارت موجة من الإدانات العربية. فالمسجد الأقصى أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوى بالمدينة المنورة.

وكالة الأنباء الفلسطينية قالت إن الوزير المتطرف اقتحم ساحة البُراق وسط حراسة مشددة من قوات الإحتلال الصهيونى. بينما حلَّقت طائرة مُسيَّرة فوقه. وطلب الوزير الإسرائيلى بإدخال تغييرات على إدارة الموقع للسماح بالصلوات اليهودية فيه. وهذا تحدٍ صارخ للفلسطينيين والوطن العربى والأمة الإسلامية.

واستمرار الاستفزازات سيؤدى للمزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع فى القدس التى يحتلها العدو الإسرائيلى. كما أن محاولات سلطات الاحتلال تغيير الواقع التاريخى والقانونى القائم فى الأقصى مرفوضة ومصيرها الفشل. فالقدس الشريف خط أحمر لا يمكن تجاوزه. واقتحامات الأقصى تحولت من اقتحامات مستوطنين إلى اقتحامات إسرائيلية حكومية.

مصر الكبيرة أعربت فى بيانٍ صحفى عن أسفها لاقتحام مسئول رسمى بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية. ومصر رفضت أى إجراءات مُخالفة للوضع القانونى والتاريخى للقدس. وأن هذا سيؤثر على مستقبل عملية السلام. ودعت مصر كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلى بالمسئولية والامتناع عن أى إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.. ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية الرافضة للخطوة الإسرائيلية توالت من الجميع. فنحن نرى الآن أول ما قامت به حكومة نيتانياهو الجديدة. والمعروف بمواقفه شديدة العداء لكل ما هو فلسطينى وعربى وإسلامى.

فالحرم القدسى هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وإدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى هى الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصرى بإدارة شئون الحرم القدسى. حتى سفير الولايات المتحدة الأمريكية قال إن إدارة بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية الجديدة أنها تُعارض أى خطوات قد تضر بالوضع الراهن فى الأماكن المقدسة. وأنها قد تشوه الوضع الحالى فى فلسطين.. أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أدان بأشد العبارات اقتحام الوزير الإسرائيلى للمسجد الأقصى، وتدنيسه لحُرمة المسجد.. خاصة أن الاقتحام تم بقرار من الحكومة الإسرائيلية وتحت حماية من أجهزتها الأمنية.. ويأتى هذا فى سياق بدء تنفيذ حكومة نيتانياهو لبرنامجها المتطرف، وأجندتها الاستيطانية بكل ما ينطوى عليه هذا البرنامج من احتمالات إشعال الموقف فى القدس وبقية الأراضى المحتلة على نحو بالغ الخطورة ولم يحدث من قبل.
إن الأمر يتطلب ما هو أكثر من بيانات الإدانة والاستنكار. لابد من وقفة عربية وإسلامية حازمة وحاسمة.