فى الصميم

فتش على شبح ترامب!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن "الجمهوريين" فى الولايات المتحدة سيستمرون طويلاً فى دفع فواتير تسليم قيادة حزبهم إلى الرئيس السابق دونالد ترامب!! سيطرة الرجل الكاملة على الحزب اهتزت كثيراً بعد أن قاد الحزب فى الانتخابات النصفية فى ظل أجواء كانت ترجح عودة السيطرة الجمهورية الكاملة على مجلسى النواب والشيوخ. لكن النتيجة جاءت مخيبة لآمال الجمهوريين. احتفظ الديموقراطيون بمجلس الشيوخ، وفاز الجمهوريون بأغلبية بسيطة فى مجلس النواب. وذهبت وعود ترامب بعاصفة جمهورية تقتلع الديموقراطيين هباء!!

اهتزت صورة ترامب داخل حزبه. وارتفعت أصوات تنادى بتجديد القيادة، وتعمقت الانقسامات داخل الحزب. ثم كانت المفاجأة أن أخذ نواب الحزب انقسامهم وخلافاتهم العميقة معهم إلى مجلس النواب ليسجلوا سابقة لم تحدث منذ قرن من الزمان، حيث فشلوا فى انتخاب رئيس للمجلس الذى يمتلكون الأغلبية فيه رغم إجراء ثلاث دورات لانتخابه، وليتم التأجيل إلى الأربعاء وربما لأكثر من ذلك!!

وكان النواب الجمهوريون قد اختاروا فى نوفمبر "كيفن مكارثى" ليكون زعيماً للأغلبية ومرشحاً -نتيجة لذلك - لرئاسة المجلس. لكن هذا الاختيار  لم يكن بالإجماع حيث نال منافس له من الجناح اليمينى المتطرف حوالى أربعين صوتاً من غلاة أنصار ترامب ورغم المحاولات التى تمت لترويض هؤلاء فقد بقى عدد كبير منهم مصراً على أن الرجل لا يصلح لرئاسة المجلس لأنه  - كما قيل - كان قد طلب من ترامب أثناء حصار الكونجرس أن يطلب من أنصاره فك الحصار!!..

وأياً كان ما سيحدث بعد ذلك، فإن "فشل الجمهوريين" كان بمثابة هدية عيد الميلاد وللرئيس بايدن وللديموقراطيين. ليس فقط لأنه يمثل ضربة لزعامة ترامب للحزب الجمهورى، ولكن أيضا لأنه إعلان بأن الأكثرية الجمهورية فى مجلس النواب لن تكون فاعلة بالقدر الذى كان يخشاه الديموقراطيون.
بايدن سيحيى غداً ذكرى اقتحام أنصار ترامب للكونجرس من داخل البيت الأبيض، وربما يجدها فرصة مناسبة للإعلان الرسمى عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية.. بينما شبح ترامب يزرع الفوضى داخل الحزب الجمهورى ويطرح السؤال: هل انتهى دور الرجل وحان وقت الإعلان عن ذلك؟