د. مسعد عبدالحميد الأمين العام لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب:

زراعة 3 ملايين فدان شمال السودان ضمن مبادرة «شباب وادى النيل»

د. مسعد عبدالحميد خلال حواره مع «الأخبار»
د. مسعد عبدالحميد خلال حواره مع «الأخبار»

مصر والسودان دولتان ذات تاريخ مشترك، وشعب ومصير واحد، ونيل يجرى في البلدين قامت عليه حضارات عريقة، فالعلاقات المصرية - السودانية راسخة في مختلف العصور الماضي والحاضر والمستقبل..

التعاون والتقارب في ملفى الزراعة والثروة الحيوانية يرسم مستقبلاً مشرقاً لأبناء البلدين الشقيقين، ويوفر فرص عمل لأبناء الشعبين العريقين، وهو ما كشفه د. مسعد عبدالحميد في حواره لـ الأخبار على موافقة السودان على مشروع قومى مصرى - سوداني تتولاها حكومة السودان لزراعة ٣ ملايين فدان في الولاية الشمالية على الحدود المصرية السودانية.
 

فى البداية ما هى طبيعة عمل الاتحاد ولماذا اخترتم السودان مقرا له ؟

اتحاد المصدرين والمستوردين  العرب مقره الرئيسي الخرطوم وهو يعمل تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابعة لجامعة الدول العربية، تم تأسيسه ليكون نواة التواصل بين المصدرين والمستوردين العرب، ويسعى لتعزيز التجارة العربية وتسهيل نقل البضائع بين كافة الدول العربية، ولقد وقع الاختيار على أن تكون الخرطوم مقرا دائما للاتحاد، تأكيدا للروابط التاريخية التي تجمع مصر والسودان وبصفتي كمصري أعشق السودان وشعبه لأنه بلد مضياف يضع مصر في مكانة كبيرة بين جميع الدول ويصفها بأنها امتداد طبيعي وجغرافي له تحت مسمى شعبي وادى النيل بالفعل هم يقولون ذلك عن مصر ويقدرون الشعب المصرى .

ما هى خطط الاتحاد للعمل فى السودان لتعزيز العمل العربى المشترك ؟

قبل الانتقال إلى السودان جرت مباحثات فى القاهرة ممثلة فى اتحاد المصدرين والمستوردين العرب ود. محمد عبدالرحيم رئيس المكتب التنفيذي للتصدير بالسودان تم الاتفاق خلالها على وضع خطة طموحة لرؤية السودان 2050 ، وإطلاق شركات محلية وعربية ودولية لتنفيذ هذه الرؤية، لتنفيذ مبادرة الأمن الغذائي العربي من خلال استغلال ثروات السودان الطبيعية وامكاناتها الكبيرة فى توفير الغذاء للعالم العربي، وذلك من خلال تطوير وميكنة القطاع الزراعي وزيادة الرقعة الزراعية باستصلاح وزراعة 15 مليون فدان، بالإضافة إلى  بناء 20 الف وحدة سكنية كمرحلة أولى من المنازل الزكية الصديقة للبيئة مجهزة بكل الخدمات للنازحين والمتضررين من السيول والامطار والفيضانان بالولايات بتكلفة 800 مليون دولار مموله من الدول العربية .

ذكرت أن الاتحاد يسعى لمحاربة الفقر والبطالة فى السودان كيف ذلك ؟

وضعنا خطة طموحة لمحاربة الفقر وإعادة بناء الإنسان فى السودان تقوم على تدشين  مبادرة « مسكني» ومبادرة «شباب المستقبل»  تتضمن إنشاء 50 ألف مشروع صغير للتصدير تعتمد على التكنولوجيا الحديثة ، بخلاف العمل على توفير مليون ونصف مليون فرصة عمل للشباب السوداني مباشرة وغير مباشرة خلال عامين، كما يوجد ضمن خطط الاتحاد مبادرة «صحتي»  التي تهتم بإعادة هيكلة وتطوير البنية التحتية للقطاع الصحي الذى يحتاج إلى اهتمام فورى وتمويل كبير ، إضافة إلى مبادرة «تعليمي « التي نسعى من خلالها  إلى الارتقاء بالخدمات التعليمية والمنظومة التعليمية في السودان من خلال بناء مدارس جديدة .

هل تعتمدون فى عملكم على دعم وتعزيز التجارة العربية ؟

نعم بكل تأكيد منذ عملنا في الخرطوم أو فروعنا المنتشرة على مستوى الوطن العربى نضع مسألة دعم وتعزيز التجارة العربية بين مختلف الدول العربية كمسألة أمن قومي ، لقد عرضنا على الحكومة السودانية تسهيل هذا الأمر ووافق الجميع على كافة طلباتنا و الإتحاد يسعي لتحقيق أهدافه الرامية لدعم التجارة بين الدول ،ودعم البنية التحتية لقطاع الصادر ، وتوطين الصناعات التكنولوجية المتقدمة ،علاوة علي دعم وتعزيز التنمية المستدامة بين الدول الأقل نمواً ، و محاربة مشكلة البطالة والفقر ، وتطوير القطاع الزراعي والصناعي ،والاتحاد دخل في شراكة مع وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية، لتقديم خدمات التنمية الاقتصادية وتنمية القطاع الاستثماري بالسودان .

وماذا عن الشراكة المصرية - السودانية فى دعم العلاقات بين البلدين ؟

نركز الآن على صناعة المستقبل السوداني ، وقدمنا خطة كاملة باستراتيجية كاملة لصناعة المستقبل السوداني التى نطلق عليها أيضا صناعة المستقبل العربي لها مبادرات ومشروعات منها مبادرة « سوداني - مصري « وهى مبادرة أطلقها اتحاد المصدرين والمستوردين العرب و طرحنا تلك المبادرة أمام الحكومة السودانية ممثلة فى المجلس الانتقالي السيادي الذى سهل تدشين هذا المشروع لإنتاج المحاصيل وتوفير الغذاء لشعبى وادى النيل وتلك المبادرة تعكس قوة العلاقات الأخوية بين مصر والسودان وهى قائمة على تخصيص 3 ملايين فدان فى الولاية الشمالية على الحدود المصرية السودانية لتشكيل تقارب مصري - سوداني يتم تقسيمها على قطع كل قطعة 30 فدانا على أن يمتلك كل شاب مصري 30 فدانا وبجواره أخوه السوداني بـ 30 فدانا أخرى مثل بيت العائلة فى مصر ، حيث سيتم بناء مجمعات سكنية ومدارس ومستشفيات ووحدات صحية وإدارية لخدمة المشروع والقائمين عليه وبيت مصرى جنب بيت سودانى بخلاف إقامة منطقة صناعية بجوار المشروع لعمل قيمة مضافة للمنتجات الزراعية والمحاصيل الناتجة عن المشروع حيث من المتوقع تسكين 50 ألف أسرة مصرية بجانب 50 ألف أسرة سودانية كمرحلة أولى من المشروع لعمل تقارب بين الشعبين ستعود بالنفع على البلدين اقتصاديا.

وهل هناك مشروعات أخرى؟

نحاول توطين صناعات استراتيجية لعمل قيمة مضافة عليها على جميع المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية فى السودان و نحاول إصلاح بعض التشوهات فى الأسواق التجارية وحل مشاكل المناطق الحدودية و تسهيل نقل التجارة بين البلاد العربية، كما قام الاتحاد بتدشين عدد من الاتفاقيات مع بعض الولايات السودانية منها الخرطوم والقضارف والبحر الأحمر والشمالية وسنار لإقامة مشروعات زراعية وصناعية وتنموية عليها بهدف التصدير وتشغيل الأيدى العاملة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء العربي والجميع هنا يرحب بذلك ويمد يد العون لنا .

لكن هناك معوقات للعمل فى السودان منها تعديل القوانين ؟

بالفعل السودان والحكومة السودانية عاكفة على تعديل كافة القوانين لتشجيع الاستثمار فى السودان وإصلاح قانون الاستثمار ولنا دور فيه 

هل هناك عقبات أمام نقل البضائع بين مصر والسودان عبر الحدود البرية ؟ 

بالفعل هناك تطوير للمعابر الحدودية بين مصر والسودان وهناك اتفاقية تم ابرامها بين هيئة الأشغال الهندسية فى السودان وشركة أجنبية لتطوير معبر أرقين الحدودي بين الجانبين وسيتم افتتاحه بعد التطوير خلال أيام ومن المتوقع أن يعمل على زيادة التبادل التجاري البرى بين البلدين . كما هناك معبر «أشكيت- قسطل» البرى بين البلدين، ويتم من خلاله نقل البضائع والأفراد بشكل كبير وحقق نتائج إيجابية لتعزيز التجارة البينية بين مصر والسودان .

ماذا عن اتفاقيات الحريات الأربع بين مصر والسودان ؟

نحن نعمل ليل نهار جاهدين لوضع كل امكانات السودان ومصر فى سلة واحدة .. وأؤكد ان التبادل التجارى والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تسير بخطى ثابتة نحو الأفضل.. والشغل الشاغل لنا حاليا تنشيط التجارة ونقل البضائع بين البلدين فى حرية تامة ويسر .. وتذليل كافة العقبات والصعاب أمام ذلك . هذا ما يشغلنا كاتحاد مصدرين ومستوردين عرب مقره الخرطوم ، السودان يمتلك خيرات طبيعية كثيرة ويمد يده للجميع وأولهم مصر حتى يعود النفع على شعبى وادى النيل . 

هل يسعى الاتحاد لتوفير فرص عمل للمصريين فى السودان ؟

نعم وهذا ما نسعى اليه انا مصري الجنسية وسوداني الهوية وجئت الى الخرطوم حبا فى بلدى مصر وقررت أن أكون همزة الوصل فى العلاقات التجارية بين البلدين .. السودان تحتوى على خيرات طبيعية جبارة تحتاج من يكتشفها ويعمل على استخراجها واعادة تصنيعها وهذا ما نقوم به حاليا ، لدينا 10 مليون سودانى فى مصر ولو جاء 20 مليون مصرى فى السودان لا تتأثر السودان لأن المصريين لديهم خبرات  بالصناعة والتجارة والزراعة ومهارات العمل  والانتاج ولكن عندما يتم توفير بيئة ملائمة لهم للعمل الجاد.

اللحوم السودانية فى مصر ملف شائك ما هى معوقات التصدير ؟

هذا ملف شائك جدا وكنت أتمنى عدم الخوض فيه لكن سوف أتكلم عنه ، مصر من أكبر دول العالم فى استهلاك اللحوم وخاصة لحوم البقر ، و أطيب اللحوم فى العالم هى اللحوم السودانية نظرا لطبيعة المراعى الخضراء والتغذية الجيدة معنى ذلك كان يجب علينا فى مصر أن يكون اللحم السودانى رقم واحد فى الاستيراد لكن هناك عمليات لوجيستية بحتة أو يمكن تسميتها تكتلات اقتصادية أو مافيا استيراد اللحوم هى المتحكمة فى هذا الملف وهى التى  تضع العراقيل أمام استيراد اللحوم السودانية وهذا ما يعيق تصدير اللحوم السودانية إلى مصر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نحن نحتاج هنا إلى بنية تحتية كبيرة يتم من خلال تصدير اللحوم السودانية بالشكل والمواصفات التى يضعها المسئولون فى مصر ..

نحن نحاول ونسعى جاهدين لجلب شركات جديدة تدخل فى ملف تصدير اللحوم السودانية إلى مصر . لكن ذلك لن يتم بدون تجهيز المحاجر الصحية وإقامة مجازر حديثة تتمتع بمواصفات معينة .

لكن ما يحدث الآن أن هناك عددا محدودا جدا من الشركات العاملة فى مسألة استيراد اللحوم السودانية فقط وترفض ان يشاركها شركات أخرى فى هذا المضمار وهذا لب القضية وسبب المشكلة ولابد من تشكيل لجنة عليا بين البلدين تعمل على تذليل كافة العقبات وتفتح المجال أمام شركات وطنية وخاصة تتمتع بسمعة طيبة ولديها الامكانات المتاحة للدخول فى هذا الموضوع الذى سيعود بالنفع على المستهلك المصرى والمنتج السودانى..

والمنتج السودانى لا يصل مباشرة لمصر وحتى يصل الى المستهلك يزيد أضعاف أضعاف سعره الحقيقى وذلك لزيادة السماسرة فى المنتصف يمكننا أن نعمل على أن يصبح سعر اللحمة السوداني فى مصر 80 جنيها والحل عمل اتفاقيات مباشرة دون وسيط مع اتحادات انتاج وتصدير اللحوم فى السودان ، دون وسيط حتى يصل سعر كيلو اللحمة السودانى بثمن معقول وغير مبالغ فيه الى المستهلك المصرى وعندما يتم الكشف على الحيوان داخل مزرعته يبقى خاليا من الأمراض والأوبئة .