باختصار

الرمادى!!

عثمان سالم
عثمان سالم

هل يمكن وصف ما حققه أيمن الرمادى مع أسوان فى الدورى ظاهرة؟ بالطبع لا..

لكنه إنجاز بكل المقاييس أن يتولى الإدارة الفنية فى سبع مباريات بعد ثلاث خسائر لربيع ياسين مع الفريق.. حقق الرمادى الفوز فى خمس وخسر مباراتين..

كان فوزه على الزمالك أمس «٢/١» قمة النجاح الفنى أن يلحق أول هزيمة ببطل الدوري.. وأنقذت العناية الإلهية الأبيض من هزيمة ثقيلة..

بالطبع لم يمتلك المدير الفنى الوافد من بعيد وليس له أى تاريخ تدريبى فى مصر عصا سحرية، لكنه اجتهد وأستطاع أن يلعب على العامل النفسى للاعبين المفترض أن لديهم مشاكل مادية مثل كل الفرق..

أقنعهم بأمور لانعرفها قد يكون من بينها صنع مجد شخصى لأنفسهم مع وعد بالحصول على مستحقاتهم فى أقرب وقت عبر وعد من ادارة النادى وعلى رأسها المستشار الجليل الشافعى صالح.. وأبناء الجنوب إذا وعدوا أوفوا..

كذلك كانت مواجهة ـ حامل اللقب ـ لها حسابات خاصة ومذاق مختلف وأعتقد أن الرمادى حضر لها بشكل جيد ودراسة متأنية من جميع الجوانب بما فيها الأخطاء الفنية للمدافعين ، فقد سجل زهرة الجنوب هدف السبق بنيران صديقة عبر قلب الدفاع محمد عبدالغنى والذى لم يتعظ هو أو غيره من نفس الخطأ الذى ارتكبه أحمد فتوح فى مباراة الإسماعيلى فى الأسبوع السابق مع فارق وحيد وهو أن الزمالك سجل ثلاثية تباعا..

وهنا يمكن أن نؤكد أن العبرة ليست بالأسماء الرنانة ولا حتى حجم العقود ، فبحسبة بسيطة يمكن القول أن عقد التونسى سيف الجزيرى يوازى كل عقود لاعبى أسوان بمن فيهم المحترفون الأجانب من الأفارقة.. لكن الدوافع كانت مختلفة فى الفريقين..

أسوان دخل المباراة بمعنويات الفوز على المصرى فى الأسبوع السابق فى ملعب الأخير بالسويس وأستطاع من قبل أن يحول خسارته إلى فوز على الداخلية..

أيمن الرمادى قبل المهمة فى وقت صعب نسبيا بعد ثلاث هزائم متتالية للفريق لكن الإدارة سارعت بالتغيير بعد الأسبوع الثالث.

ولا أدرى من أين أتوا بهذا المدرب القدير ـ إذا جاز التعبير ـ باعتباره محاضرا فى الاتحاد الآسيوى ، لكن ليس له سجل تدريبى فى الداخل أو الخارج!! ..

كل ما فى الأمر أنه كان لاعبا سابقا فى الفريق قبل الاعتزال وهو بالمناسبة من أبناء الفيوم وقبوله للمهمة كان نوعا من التحدى فى ظل الحالة التى كان عليها الفريق يوم أن تولى المهمة وكذلك التاريخ السابق حيث كان أسوان ضيف شرف يصعد ويهب وإن كانت هذه المرة هى الأفضل بعدما بقى فى الأضواء للعام الثانى تحت قيادة ناجحة لأحد أبناء الصعيد عماد النحاس الذى كانت تجربته جواز مرور لتدريب المقاولون ثم الاتحاد فى الموسم الماضي..

المشكلة أن أغلب اللاعبين فى مصر يعتبرون أنفسهم موظفين عند الأندية عليهم مهام ثقيلة يؤدونها بتقاتل شديد ما بين التدريب والمشاركة فى المباريات وإلا كيف نفسر حالة لاعبى الزمالك ـ تحديدا ـ فى بداية كل مباراة ثم العودة للانطلاق من جديد!!

حقا إنها لوغاريتمات الكرة المصرية!!