جرس إنذار أردني.. مخاوف من انتفاضة فلسطينية ثالثة

جلالة الملك عبدالله الثانى
جلالة الملك عبدالله الثانى

في كل مرة يبدو استقراء الأردن واستشرافه لحقيقة مستقبل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط صحيحة هذا هو درس العديد من التجارب الماضية ولهذا فلابد من التعامل مع التحذير الذى أطلقه الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن عبر حديثه الأخير لمحطة السى ان ان من المخاوف منذ اندلاع انتفاضة ثالثة "نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدى إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون فى صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين"، مبينا أن الجميع فى المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون فى إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك.

وأهمية تلك المخاوف الأردنية تنبع من العديد من العوامل لعل فى مقدمتها الخبرة التى اكتسبتها عمان فى التعامل مع الطرف الإسرائيلي طوال أكثر من ثلاثين عاما هى مدة اتفاق السلام بين البلدين وقدرة الأردن على مجابهة أى خروج إسرائيلى او محاولة التملص من تعهداتها فى اتفاق وادى عربة مع تعدد تلك المحاولات حيث شهدت العلاقات بين البلدين (القليل من المد والكثير من الجزر ) مع تنوع المشكلات بين البلدين عامل آخر هو التشابك بين عمان وتل أبيب خاصة فى قضية الوصاية الأردنية التاريخية وعلى المقدسات فى مدينة القدس وكانت تلك القضية محل اشارة فى الحوار المذكور حيث اكد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.

وأضاف: «نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية فى القدس، وما يقلقنى هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة» حيث يواجه الأردن فى ظل حكومته اليمنية الجديدة.

والتى أقرها الكنيست برئاسة بنيامين نتنياهو استهدافا لتلك الوصاية فى ظل استمرار خطط تهويد تلك المقدسات وتضم العديد من المتشددين مثل ايتمار بن غفير وزير الامن وبتسلئيل سموتريتش وكلاهما اضيف لهما مهام أخرى تتعلق بقضايا تمس القضية الفلسطينية فى القدس والضفة الغربية ووفقا لكافة التقارير بان هذه الحكومة ستكون الأكثر يمنية وتطرفا فى تاريخ اسرائيل.

 صحيح أن جلالة الملك عبدالله الثانى اختار عباراته بعناية كما هو معتاد عند سؤاله عن عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا. فنحن على استعداد للمضى قدما) فالأمر هنا لا يتعلق بتدخل فى شأن داخلى ولكن التحذير من هذا الزلزال وتوابعه فالمخاوف منها شاملة للعديد من العواصم الغربية منها واشنطن ومن قطاعات داخلية آخرها سفيرة تل أبيب فى باريس التى قدمت استقالتها احتجاجا عن سياسات الحكومة الجديدة.


وظنى أن الواقع على الأرض يؤكد المخاوف من الفترة القادمة على صعيد تطورات الازمة الفلسطينية منها آخر استطلاعات للرأى بين الفلسطينيين بان هناك ٧٥ بالمائة من اهالى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس مع العودة الى الكفاح المسلح يضاف الى ذلك توقعات بزيادة معدلات الاستيطان عما كان عليه فى الحكومة السابقة.

وقد كشف المنسق الأممى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، فى إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولى مؤخرا ، إن سلطات الاحتلال ضاعفت ثلاث مرات مخططات بناء وحدات استيطانية فى القدس الشرقية خلال العام الماضى مقارنة عام ٢٠٢١.

وذكر وينسلاند أن سلطات الاحتلال دفعت مخططات لبناء 4800 وحدة استيطانية فى الضفة الغربية فى العام 2022 مقارنة مع 5400 فى العام 2021، مؤكدا أن التوسع الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية ما زال مصدر قلق عميق، إذ تشكل المستوطنات انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وتقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين.واشار التقرير الصادر عن المكتب الوطنى للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان فى منظمة التحرير الفلسطينية أن القدس سوف تكون فى بؤرة تركيز هذه النشاطات.

التى تستهدف القدس ومحيطها بنشاطاتها الاستيطانية والتهويدية وهناك حالة من التقارير تشير الى مخاوف الأوساط الداخلية وعلى الصعيد الدولي، من اتساع نطاق النشاطات الاستيطانية والتهويدية، فى ظل صعود الفاشية الصهيونية التى تمكنت من فرض أجندتها من خلال حكومة نتنياهو الأخير.


والانتفاضة الثالثة التى حذر منها الملك عبدالله الثانى ملك الاردن ستكون مختلفة تماما عن انتفاضتى ١٩٨٧ «انتفاضة الحجارة» او الثانية عام ٢٠٠١ انتفاضة القدس من حيث الادوات المستخدمة فى المواجهات بين الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال وشمول واتساع نطاقها الجغرافى كما انها ستختلف عن آخر مواجهات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلى فى عملية (سيف القدس ) فى مايو من العام ٢٠٢١ بعد التطور النوعى على اسلحة المقاومة وقدرتها على ايقاع اكبر قدر من الاذى وايقاع الخسائر فى كل مدن اسرائيل بلا استثناء وتوقعات رد إسرائيل على تلك الهجمات.

اقرأ أيضًا | المقاومة الفلسطينية تقصف مبنى في عسقلان بصاروخ