إسلام الكتاتني: «الجماعة الإرهابية انفجروا من الداخل والشارع لفظهم»

إسلام الكتاتني
إسلام الكتاتني

حوار: أيمن فاروق

بالتأكيد عام 2022، مر على الإخوان وكأنه كابوس، تمنوا ولو أن ما حدث في هذا العام مجرد كابوس وسرعان ما يستيقظون على وضع آخر، فكم الكوارث التي مرت عليهم على المستوى التنظيم عامة وفي الدول العربية والأجنبية.

يؤكد على فكرة أنه أصبحت لا توجد جماعة اسمها الإخوان، وكل ذلك نتيجة لأعمالهم ونوياهم الخبيثة، حول ما جرى للجماعة الإرهابية في هذا العام، كان هذا الحوار مع الباحث في الجماعات المتطرفة، إسلام الكتاتني.. بداية سألناه العديد من الأسئلة المهمة وما يحيط بالتنظيم الإرهابي، ومصيره في السنوات القادمة، وماجري في العام المنصرم.. وإلى نص الحوار..

> عام 2022 توالت الانقسامات والضربات لجماعة الإخوان الإرهابية.. كيف ترى الإرهابية الآن؟

-  بداية كانوا يروجون لفكرة أنهم مستبشرين بهذا العام كثيرًا، بدعوى وفاة بعض الشخصيات وكانوا يقولون إن هذا مؤشرا جيدا أن عام 2022 سيحدث فيه تغييرات، من وجهة نظرهم العفن، وكان فيه حالة من الشماتة في الموت وفرح، ولكن يشاء العليم بالرد عليهم بموت القرضاوي وإبراهيم منير، وهذا يؤكد على فكرة القصور الشديد في فهم الإسلام لدى تلك الجماعة الارهابية وهو ينتمى إليها، لأن الوفاة والموت شيء يعود لله سبحانه وتعالى، وحتى هذه اللحظة رسائل الله ترد عليهم، والمفروض يجلسون مع أنفسهم ويراجعون تحليلاتهم وما هو السبب إلى ما هم فيه، كي يعلموا أنهم لم يستكملوا شروط الإيمان، مضيفا أن استمرار الضعف والتشرذم في البنية التحتية للجماعة مستمر.

> السر وراء انقسامات الجماعة الإرهابية وما هو السبب؟

- إذا حللنا ما حدث سنرى الإرهابية لم تعد جماعة بل جماعات وانفجرت من الداخل؛ حيث انقسمت إلى ثلاث فرق رئيسية، وهذا يعطي مؤشرًا أنه كيف تدعو هذه الجماعة الإرهابية إلى وحدة الصف والمسلمين وهي منقسمة على نفسها فمن باب أولى وكما يقول الشاعر العربي القديم أبو الأسود الدؤلي» لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه عارٌ عليك إذا فعلت عظيم»، بمعنى أنظر لنفسك قبل أي شيء، مثل الدعوة التي دعوا لها بالاصطفاف الوطني والعودة إلى قوى 25 يناير، إذا كنت أنت متشرذم فمع مَن يتم الحديث معه؟، إذا كانت الجماعة منقسمة لعدة جبهات «لندن وتركيا والكماليون»، إضافة إلى أنه ثبت بالدليل القاطع برغم تعدد الدعوات والتي وصلت إلى الدعوة الـ30 والتي هي بمثابة» محاولة تسويغ الشارع المصري لتغيير الوضع الحالي»، فإن الشعب لم يستجب لأي دعوة وتحديدا الدعوة الأخيرة، لدرجة أن الإخوان كانوا يستغلون التطبيقات مثل التيك توك للوصول لأكبر قدر من الشعب، وبالتالي نزول الشعب ولكن ثبت بالدليل القاطع أنهم لم يتم الاستجابة لهم.

وهنا يثبت أن الشارع المصري لفظهم ولا يريدهم وأنهم ماتوا في في الوجدان المصري، مشيرًا إلى أن هناك محددات سوف تحدد مصير الجماعة الإرهابية، المحدد الأول، وضع ومصير القيادة الحالية في السجون وكل الإخوان يدينون لهم بالولاء لأنها القيادة المعترف بها لديهم، المحدد الثاني الوضع الدولي ودعم القوى الدولية للإخوان وهل سيتخلون وهذا لم يحدث لأن أمريكا وبريطانيا وبالتالي مازال هناك استراتيجية لدي القوى الدولية «أمريكا وبريطانيا بأن جماعة الإخوان هي ورقة ضغط ويتم اللعب بها في الصراع السني الشيعي، والمحدد الرابع الشعب المصري وهل سيتأثر عاطفيًا ويحن لجماعة الإخوان عن طريق المظلومية، حيث أنهم يستغلون مظلومية رابعة ومظلومية مرسي وأخيرا مظلومية وتر الأزمة الاقتصادية، الناجمة عن كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ويتم الضغط بها حتى يستدروا عطف الشعب المصري واللعب على عواطفه، وبالتالي يحن عليهم الشارع المصري وبالتالي تلك المحددات هي التي تحدد مصير الإخوان وجميعها محددات لن تجدي ولا تثمن من جوع، وفي كل الأحوال هذا العام شهد تراجعًا وضعفًا وانقسامًا في الناحية التنظيمية للإخوان وعام 2023 وما بعده سيزيد هذا الانقسام ولا يوجد توحد.

> كيف ترى وضع الإخوان على المستوى العربي والعالمي؟

لايزال اللفظ الشعبي للجماعة الإرهابية نراه في كل البلاد العربية؛ في المغرب لحزب العدالة والتنمية، وفي تونس استمرار اللفظ من الشعبي رغم استمرارهم في اللعب على الأزمة الاقتصادية، وهو الأمر المضحك، وذلك في امل منهم على حد زعمهم للعودة مرة أخرى، وعلى المستوى الدولي شاهدنا بداية تغير في النظرة لجماعة الإخوان، حيث شاهدنا تحول كبير في ألمانيا، وتغير النظر لهم، بصرف النظر عن أمريكا وبريطانيا، حيث شاهدنا وزير مالية الإخوان كما يصفوه، إبراهيم الزيات يقصى من مناصبه، من مجلس مسلمي ألمانيا ومناصب أخرى كبيرة، حيث أنه من العناصر الصغيرة في السن وكون اتخاذ الإجراءات ضد هذه القيادة والإخوان عامة فهذا تحول، وهذا التحول سوف يستمر، لأنهم اكتشفوا حقيقة الإخوان الذين يصفون أنفسهم بالحمل الوديع وأنهم يجسدون أنفسهم ويصورون وجودهم في ألمانيا على انهم ليسوا داعش والقاعدة، وبدأوا يكتشفوا أنهم مثلهم والراعي الرسمي للإرهاب وهذه الجماعات المنبثقة من تحت عباءتكم، واعتقد أن اللفظ الشعبي لهم مستمر حتى السنوات القادمة.

> كيف تفسر التسريبات الإخوانية مثل ليث الشبيلات وغيرهم وأنهم يدمرون نفسهم ذاتيا؟

الإخوان كانوا شاطرين في أن فضائحهم داخليا بينهم وبين بعضهم، ولكن هم الآن فضائحهم على الهواء واختلاسات وانقسامات وصراعات بسبب المال والمناصب، وتلك الانشقاقات حقيقة، وهناك دعم من دول غربية من أجهزة مخابراتية للتنظيم الإرهابي، وبالرغم من كل هذا العداء وتصوير المشهد وحالة المظلومية الكبيرة التي يتعرضون لها، وادعاءاتهم الكاذبة إلا أنهم ينتظرون محاولة الإشارة فقط إليهم من الدولة المصرية بالحوار الوطني، وشاهدنا يوسف ندا يقول ليس لدينا مانع، وتصريحاتهم بأنه ليس لديهم مانع أننا نحضر الحوار الوطني، وعندما لم يتم وضعهم في الحوار الوطني بدأو ينقلبون مرة أخرى، فالإخوان لأجل مصلحتهم يبيعون أي شيء وأي طرف، وهذا يكشف عن أن الجماعة الإرهابية ليس لديهم مبدأ وليسوا أصحاب قضية، ويجرون فقط وراء المكاسب التي ممكن أن يحققوها.

أقرأ أيضأ : نهايتهم الشتات في الأرض .. 2022 عام أسود على «الإرهابية»