نجوم الزمن الجميل.. ضحك ولعب في ليلة رأس السنة

أنور وجدى بجواره فاتن حمامة
أنور وجدى بجواره فاتن حمامة

أعياد رأس السنة لها في عقول فنانينا وفناناتنا ذكريات وطرائف.. وكلها ذكريات جميلة لا تنسى رغم ما تحمله من مفاجآت سارة ومفاجآت غير متوقعة .. «الكواكب» قررت أن تعود ببعض نجومنا إلى هذه الذكريات. 

الفنانة فاتن حمامة تقول: « لم يكن عيد رأس السنة من الأعياد التي احتفل بها فى طفولتي، كانت الدراسة تستغرق كل وقتي، أول احتفال شاركت فيه برأس السنة كان عام 1942، فى ذلك الوقت كان روميل يزحف بجيوشه على رمال الصحراء، وكانت الأجواء متوترة جدا فى القاهرة، كنت وقتها أعمل فى فيلم «رصاصة فى القلب» ولهذه الظروف أراد محمد عبد الوهاب أن يخفف من شعور العاملين فى الفيلم فأقام فى الاستديو حفلاً بمناسبة عيد رأس السنة، وضحكت ليلتها من أعماقى على تصرفات الذين لعب الاحتفال برؤوسهم، واكتشفت ليلتها أن من بين السينمائيين الذين يعملون وراء الكاميرا مواهب رائعة في تقليد الممثلين والممثلات والمطربين، فقد استطاع أحدهم أن يقلد عبد الوهاب ويوسف وهبي، وامتد الحفل حتى الساعة الواحدة وفجأة دوت صافرات الإنذار معلنة عن غارة جوية استمرت ساعتين، سمعنا خلالهما دوى القنابل التى كانت تستهدف المواقع العسكرية للإنجليز بجوار الأهرامات، فكان ختام احتفالية رأس السنة في هذه الليلة غير سار تماما . 

أما الفنانة سامية جمال فتقول : سافرت إلى باريس للعمل فى أحد الملاهى هناك، وجاء احتفال رأس السنة، وعرفت مقدماً أن الفرنسيين يحتفلون بهذا اللية بصورة تختلف عن طباعنا الشرقية، فاتصلت ببعض أصدقائي من العرب واتفقنا على أن نحتفل بليلة رأس السنة على طريقتنا، إحدى صديقاتي كانت تنتظرني في الفندق لكى استبدل ملابسي وتصطحبني إلى الحفل، وفوجئت بمدير الملهى جاء لكى أعود للملهى مرة أخرى لأن رواد الملهى يطلبون مشاهدة فقرة أخرى من رقصي بسرعة، فطلبت من موظف الاستعلامات أن يخبره بأننى خرجت من الفندق، لكنه لم يصدق، وأخبرني الموظف أنه لم يغادر وينتظر عودتى، فقمت بارتداء الملاية اللف فوق فستان السهرة وخرجت أنا وصديقتى من الفندق، وركبنا تاكسى إلى مكان الحفل لكن الأصدقاء قرروا أن نحتفل فى ملهى صغير يقع فى إحدى ضواحى باريس، واضطررت طوال السهرة أن أضع الملاية اللف فوق الفستان السواريه حتى لا يكتشفنى أحد فيطالبنى صاحب الملهى بالتعويض المادى وفات الحفل على خير . 

وتقول الفنانة تحية كاريوكا : «كنت فى أمريكا عام 1946 وكان قد مضى على وجودى هناك أكثر من خمسة شهور مللت خلالها بالحياة الأمريكية واقتربت ليلة رأس السنة، وصلتنى دعوة من الطلبة العرب فى نيويورك، فذهبت إلى الحفل الذى أقاموه فى ناديهم، ومن المدهش أننى لأول مرة أجدنى فى بيئة عربية صميمة، من خلال المائدة التى تربع فوقها أطباق الطعمية والبصارة والفول المدمس بالزبدة، والبصل الأخضر، والسلطة والمخلل البلدى، فكانت ليلة رأس السنة من أجمل الليالى التى قضيتها فى نيويورك . 

وتقول الفنانة شادية : « كنا فى أسوان لتصوير فيلم «دليلة»، ولم يفكر أحد من العاملين بالفيلم الاحتفال بليلة رأس السنة، فخرجت من الفندق فى الصباح دون أن أخبر أحدا بوجهتى وركبت القطار إلى القاهرة وقضيت رأس السنة مع أسرتى، وفى صباح أول يوم من العام الجديد ركبت القطار العائد إلى أسوان فوجدت الدنيا مقلوبة هناك لاختفائى من الفندق وقد بحث عنى زملائى فى كل مكان، وابلغوا المنتج فى القاهرة بخبر اختفائى، المهم أنهم احتفلوا مرة أخرى بعيد رأس السنة إكراماً لعودتى . 

بينما يقول الفنان عمر الشريف : ذهبت مع الأصدقاء إلى ملهى عام للاحتفال بليلة رأس السنة، كانت ليلة رائعة والبرنامج حافل بأنواع المفاجآت السارة، وخلال الحفل لعب الاندماج فى الشراب برءوس مجموعة من الشباب، فقاموا بتصرفات لا يحتملها الذوق ولا الآداب العامة، الأمر الذى جعل الأجانب ينظرون إليهم شذرا، وهنا أحسست بثورة تعتمل فى داخلى، فتقدمت نحوهم أنبههم إلى تشويه سمعتنا أمام الأجانب، لكنهم سخروا منى وحاول أحدهم أن يعتدى على فوجدت يدى تمتد تلقائيا بلكمة سريعة أسقطته على الأرض، وانتهت ليلة رأس السنة فى قسم البوليس، حيث لقن الضابط النوبتجى هؤلاء الشبان درساً أطار ما فى رءوسهم من قلة ذوق وعدم تحضر . 

«الكواكب» 27 ديسمبر 1960