رفيدة جمال ثابت تكتب: 10 روايات تنبأت بالمستقبل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يقتصر أدب الخيال العلمى على التنبؤ بالتطورات التكنولوجية، بل يشمل - على نطاق أوسع - تخيل مستقبل محتمل أو حاضر مغاير. وتعرض القائمة التالية عشر روايات استشرفت بدقة مخيفة المستقبل الذى صار اليوم حاضراً نعيشه.

سلسلة الأمثولة 

رغم وفاة الكاتبة أوكتاڤيا بتلر قبل إنهاء الرواية الثالثة من هذه السلسلة، فإنها ابتكرت عالماً ديستوبياً فى روايتى «أمثولة الزارع» و«أمثولة الوزنات» متناولة صعود الديماجوجية الشعبوية. ولمست هاتان الروايتان وتراً حساساً لدى القراء مؤخرًا، بسبب بعض التشابهات الملحوظة بين المجتمع الذى كتبت عنه بتلر وبين واقعنا المعاصر، مثل الاحتباس الحرارى.

 وتصاعد سطوة الشركات المؤثرة، وانعدام المساواة المجتمعية. لكن أغرب تناظر جاء فى رواية «أمثولة الوزنات»، حينما كتبت عن مبشر محافظ يترشح للرئاسة مستخدمًا شعار «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا»، وهو الشعار الذى استخدمه الرئيس السابق دونالد ترامب فى حملته الانتخابية فى عام 2016!

1984

تنبأت رواية جورج أورويل الديستوبية بجوانب عديدة من المستقبل حتى باتت الإشارة إليها أمرًا تلقائيًا فى المواقف التى تهيمن فيها التكنولوجيا على المجتمع. ورغم صدورها فى عام 1949، فقد وصفت عدة تقنيات موجودة الآن فى بعض الأشكال.

على سبيل المثال telescreen أو «شاشة الرصد»، وهو جهاز تليفزيونى ضخم يستخدم فى مراقبة حيوات البشر، وقادر على التعرف على الأشخاص بناء على الملامح ومعدل النبضات، وتستخدمه الحكومة لنقل المعلومات؛ أى أنه يشبه الهواتف الذكية التى تتعقب تصرفاتنا وتحركاتنا، وتمدنا بالمعلومات من كل أنحاء الكرة الأرضية. بالإضافة إلى Versificator.

وهى آلة تنتج الموسيقى والأدب بصورة تلقائية، تشبه بعض تقنيات الذكاء الاصطناعى المستخدمة اليوم. وهناك أيضاً آلات Speakwrites المستخدمة لتحويل الحديث إلى نصوص مكتوبة. واليوم بات لدينا العديد من أجهزة التسجيل، والتطبيقات الرقمية، وبرامج النسخ التى تقوم بالوظيفة ذاتها.

الآلة تتوقف

يتخيل الكاتب إ. م. فورستر فى قصة «الآلة تتوقف» (1909) مستقبلاً يعيش فيه الناس فى غرفهم الخاصة ويعملون منها، ويتواصلون فيما بينهم عبر الوسائل الالكترونية. كما يعانون من الرهاب عند الخروج من حجراتهم أو الالتقاء بالآخرين وجهًا لوجه. ورغم أن جهاز التليفون المنزلى كان موجودًا وقتذاك، لم تكن الإذاعة معروفة ولم يُخترع التليفزيون بعد. فى عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى اليوم يمكننا القول إننا نعيش جميعًا فى الكابوس الذى حلم به فورستر. 

فهرنهايت 451

فى هذه الرواية المنشورة فى عام 1953 أولى راى برادبرى اهتمامه بكيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا. كان التليفزيون حينذاك من المسليات الشهيرة فى أمريكا. وكان يعرض البرامج الإخبارية، والأعمال الكوميدية، وبرامج المسابقات والألغاز والمنوعات. غير أن الرواية كانت تتحدث عن برامج تشبه اليوم تليفزيون الواقع، وهو برنامج يتتبع الحياة اليومية لمجموعة من الأفراد ويسجل سلوكياتهم وانفعالاتهم بصورة عفوية دون نصوص مكتوبة مسبقًا. فتخيل برادبرى عالمًا يغص بشاشات تليفزيون عملاقة بحجم الجدار، تجعل المشاهدين ينخرطون مباشرة فى أحداث البرامج. كما تنبأ بتعلق الناس بالبرامج التليفزيونية وتفضيلها على حيواتهم وعلاقاتهم.


 
الأرض

تزخر رواية ديفيد برين المنشورة فى عام 1990 بعدة تنبؤات عن عام 2038. فيتصور شيئاً يشبه الرسائل غير المرغوبة أو spams يغمر صناديق الوارد فى البريد الإلكتروني، وانصهار المفاعل النووي فى محطة الطاقة النووية اليابانية، والاحتباس الحراري.

ويكتب برين: »كان ثلاثة ملايين مواطن من جمهورية بنجلاديش ينظرون إلى مزارعهم وقراهم تنجرف أمامهم بعدما أطاحت الرياح الموسمية المبكرة بالسدود المبنية يدويًا، وحولت بقايا الدولة الكسيحة إلى مملكة مستنقعات».

وفيما بعد ذكر برين أنه «بالغ فى تأثير الغازات المنبعثة من الصوبات الزراعية فى ارتفاع مستويات البحر فى عام 2040». لكن بعض النماذج تفيد أن تصوره لم يجانب الصواب. كما تنبأت الرواية ببعض التطورات التكنولوجية مثل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى والكاميرات الرقمية عالية الجودة. 

التغذية

صدرت رواية «التغذية» (2002) للكاتب م. ت. أندرسون فى فترة بزوغ المواقع الالكترونية، حينما لم يكن المجتمع يتصور مدى التغيير الذى سيحدثه الانترنت. فى الرواية يزرع الناس رقاقات إلكترونية فى أدمغتهم تمكنهم من الوصول إلى الشبكة الرقمية المعروفة باسم «التغذية».

وعبرها يتواصل الجميع ويتشاركون الوسائط. ويشبه ذلك ما أعلن عنه رجل الأعمال الأمريكى إيلون ماسك منذ فترة قريبة عن اعتزام شركته التكنولوجية «نيورالينك» زراعة رقاقات إلكترونية فى أدمغة البشر. وفى الرواية تستخدم الشركات بيانات الأفراد لإرسال إعلانات شخصية؛ ومن ثم تنبأ الكاتب بالإعلانات المخصصة لاستهداف المستهلكين مثلما يحدث اليوم.

ضوضاء بيضاء

حتى وقت صدورها فى عام 1985 كانت الرواية تعد نظرة ساخرة نحو عالم تحدد معالمه ثقافة الاستهلاك وتغلغل التكنولوجيا. غير أن الكاتب الأمريكى دون ديليلو استطاع استشراف معايير وممارسات مستقبلية يمكن تطبيقها على الوضع الراهن.

وففى الرواية يغدو التسوق والاستهلاك من الوسائل العلاجية، وتتلقى الشخصيات طوال الوقت جرعات لا تنتهى من المعلومات من الأخبار التليفزيونية والإذاعية، إلى حد التسبب فى التعب والإرهاق. ورغم أن الرواية لم تتنبأ بأحداث أو اختراعات محددة، فإن استشرافها لعالم فائق الترابط كان دقيقًا للغاية. 

الوقوف فى زنجبار 

اكتسبت هذه الرواية المنشورة فى عام 1968 للكاتب جون برانر شهرة واسعة عبر السنوات لدقتها العالية فى التنبؤ بالمستقبل، وأحداثها الواقعة فى عام 2010 ليست ببعيدة عن واقعنا. لقد تخيل برانر تشكيل الاتحاد الأوروبى.

وتصاعد وتيرة الإرهاب العالمى، والقبول المتزايد لزواج المثليين، وتضاؤل استخدام التبغ، وتقنين الماريجوانا، ومكالمات الفيديو. كما تنبأ برانر أن عدد سكان العالم سيتخطى سبعة مليارات نسمة (وقد حدث هذا بالفعل فى عام 2011). ولا يمكن أن نغفل عن السيد أوبومى الذى يتمتع بشخصية جذابة ومحبوبة ويترأس الولايات المتحدة! 

عالم جديد شجاع

تعد هذه الرواية وفقًا للمؤرخ مايكل بيس رواية خيال علمى من الطراز الأول، ومن أدق الروايات التى تنطبق على واقعنا. تتحدث الرواية، المنشورة فى عام 1932، عن مفاهيم مذهلة وقتذاك مثل البشر المعدلين وراثيًا، والأرحام الاصطناعية، ومضادات الاكتئاب، والعقاقير المغيرة للحالة المزاجية. كما تنبأ ألدوس هكسلى بجوانب عديدة من الثقافة المعاصرة من بينها الرأسمالية والمجتمع المستهلك، ومخاطر استخدام وسائل الترفيه المترتب عليها تشتيت الذهن وعدم الانخراط فى الحياة الواقعية.

الحارس

نشر الكاتب الإنجليزى آرثر س. كلارك هذه القصة القصيرة فى عام 1951، ثم أعاد كتابتها لاحقاً وتحولت إلى رواية 2001: «أوديسة الفضاء». وتتحدث عن استكشاف الفضاء، والجرائد الالكترونية المسماة newspad التى يمكن قراءتها على الأجهزة المحمولة، والتى تشبه اليوم «الآيباد» أو الأجهزة اللوحية التى تعرض على شاشاتها المواد المرئية. ولا يمكن أن ننسى الخصم الرئيسى شخصية الذكاء الاصطناعى «هال 9000»، الذى يشبه سيرى siri اليوم، والقادر على التعرف على الوجوه، وقراءة الشفاة، ومعالجة اللغات والانفعالات، ولعب الشطرنج.

اقرأ ايضًا | عبد الرحيم الخصار يكتب: قراءات في كتب مغربية صدرت عام 2022