المياه الكبريتية «المهدرة» في حلوان.. كيف نستفيد منها؟

خبراء الجيوفيزيقية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية
خبراء الجيوفيزيقية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية

في حلوان حيث منطقة الست خضراء وعين حلون، ستشم رائحة غير اعتيادية، فمياه تلك المنطقة استثنائية، حيث تقذف رائحة الكبريت في كل أرجاء المنطقة حيث تنبع المياه الكبريتية، تضيع هدرا دون استفادة حقيقية. "بوابة أخبار اليوم" حققت حول ذلك المورد المهدر واستمعت لآراء الخبراء.


مزار سياحي سابق 


صرح خبراء الجيوفيزيقية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية لـ"بوابة أخبار اليوم": أن المعهد قام بعمل زيارة لمنطقة عين حلوان ومنطقة "الست خضراء" واكتشفوا وجود مياه كبريتية تضيع وتهدر ورغم أن عيون المياه الكبريتية كانت قبل ذلك تعتبر أحد المزارات السياحية والصحية بفضل هذه المياه الكبريتية.


وأضاف الدكتور السعيد، أن هذه الآبار أصبحت الان مهجورة واختلطت مياهها بمياه الصرف الصحى وتسربت لأساسات البيوت وتقدم المعهد القومى للبحوث الفلكية بمشروع لإيقاف  إهدار هذه المياه الكبريتية المفيدة بدلا من ضياعها وسط مياه الصرف الصحى فحديقة عين حلوان سميت بهذا الاسم لانه يوجد بها عين  للمياه الكبريتية وكانت مزار للأجانب ويتم حاليا دراسة كل عيون المياه الكبريتية والمياه المتسربة تحت البيوت.

اختلاط بالصرف الصحي 


وكشف خبراء الجيوفيزيقية : أن المعهد فى عام 2017 قام فريق منه مكون من مجموعة من الخبراء والمهندسين بتناول هذه المشكلة حيث أنهم اكتشفوا اختلاط المياه الكبريتية والجوفية بالصرف الصحى وتسببت المياه الكبريتية فى تآكل أساسات المبانى لأنها تسربت تحت هذه المبانى وتسببت فى عمل تصدعات بها.


وتابعوا  قائلين : أن المعهد فى عام 2018 نظم ورشة عمل حول هذه الأزمة وتقدم بمقترح لحل هذه المشكلة وكان ينقصه التمويل حتى وافقت أكاديمية البحث العلمى على تمويل هذا المقترح لتشخيص المشكلة وتحديد أسبابها ووضع حلول لها لتنفذها الجهات الحكومية بعد ذلك.


وأوضح الخبراء : أن الدراسة تقوم على ثلاثة محاور الأول دراسة وحصر المياه الجوفية فى منطقة عين حلوان وتحديد اتجاه سريانها وكمياتها خاصة وأنها موجودة من مئات السنين وطبقات الأرض متشبعة بهذه المياه الكبريتية والمحور الثانى عن مقترحات للاستفادة بهذه المياه الكبريتية والجوفية بدلا من إهدارها والمحور الثالث للدراسة هو تحديد مخاطر شرب هذه المياه واختلاطها بالصرف الصحى مما يؤثر على شبكات الصرف وعلى اساسات المنازل.

جولة بالمنطقة


وبدأنا الرحلة والجولة مع الخبراء حيث قال الدكتور عباس استاذ الجيوفيزيقية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية : أنه سيكون مسؤولا عن تركيب الأجهزة التى ترصد بموجاتها عمق هذه المياه الكبريتية والجوفية الموجودة تحت الأرض وأساسات تلك البيوت أو من خلال استخدام القمر الصناعى وإشاراته التى يرسلها للأرض لقياس حجم هذه المياه المتراكمة تحت الأرض من منابعها.


وأثناء توجهنا لمنطقة حلوان تحدث الخبراء والمهندسون عن أن منطقه عين حلوان كانت بالأساس بئر للمياه الكبريتية ولذا يوجد بها كميات كبيرة منها منطقة أبو جبل "محطة تجميع المياه الكبريتية1".


وبدأت رحلتنا بمنطقة "أبو جبل " وهى محطة تجميع المياه الكبريتية رقم 1 وعندما وصلنا لها انبعثت رائحة كريهة تشبه رائحة المجارى والبيوت مبنية على أراضى متشبعة بهذه المياه وفسر الخبراء بأن تلك الرائحة إما لأنها كبريتية أو لأنها مختلطة بالصرف الصحى.


نقطة رقم 4 مركز شباب غرب حلوان :


بعدها انتقلنا لمركز شباب غرب حلوان وكانت عين المياه الأولى ببيارة بمكان مجاور مسجد الاستقامة وأوضح الخبراء أن تلك العين تم ردمها ومن المحتمل اختلاط مياهها الكبريتية بالصرف الصحى وبداخل مركز شباب غرب حلوان نفسه توجد بيارة وذكر المسؤلؤن بالنادى أن البيارة كان يخرج منها مياه تختلط بعد ذلك بالصرف الصحى وتم اللجوء للمعهد لامكانية استغلال تلك المياه بماكينة رفع ووضعها بحمام سباحة لأن كمية المياه كبيرة ويمكن الاستفادة بها ولكن ذلك يحتاج لتحليل هذه المياه أولا للتأكد من عدم اختلاط هذه المياه الجوفية والكبريتية بمياه الصرف شارع 16 والست خضرة :
كما تواجدت عين ثالثة بشارع 16 وعين رابعة بشارع عثمان وهذه العين تفرغ مياهها الكبريتية فى بيارة كما تواجدت عين بمنطقة " الست خضرة " بشارع لطيف باشا والمياه الكبريتية بدت نظيفة أمام أعيننا ولكن لا يمكن الجزم باختلاطها بالصرف الصحى إلا بتحليلها.


شارع" 18" :
أما بشارع 18 بمنطقة العزبة البحرية متقاطع مع شارع 5 تواجدت ماسورة مغلقة بطبة لمنع اختلاط المياه الكبريتية بالصرف نادى الكبريتاج :
أما بنادى الكبريتاج فتوجد عينان  ويشعر سكان المنطقة بالحسرة لضياع هذه المياه الكبريتية لأنه يمكن عمل حمامات سباحة علاجية " جاكوزى " بهذه المياه ورد مسؤولو النادى بأن استغلال تلك المياه المنتشرة بوسط الشارع صعب لأن تكاليف تحليل تلك المياه يصل الى 17 ألف جنيه كما أنه يوجد بالفعل حمامان سباحة احدهم مخصص للرجال والاخر للسيدات وكان المفروض ان يتم تعبئتهم بهذه المياه الكبريتية وجاهزين على الملىء ولكن توقف التشغيل منذ 2011 كما كان يتم البحث عن مستثمر ليقوم باستغلال نادى الكبريتاج واستثمار العين الموجودة به ولكن وزارة الصحة اعلنت وقتها أن مياه عين الكبريتاج مخلوطة بمياه الصرف الصحى كما أن إدارة النادى لا يمكنها إلا تأجير 40 %فقط من النادى   ولذا تم عمل بيارة لتحويل هذه المياه على الصرف الصحى  خاصة وأن المياه الكبريتية بدأت تتسبب فى تمليح الأرض وظل حمامين السباحة فارغين بدون ملىء.


وأكد الخبراء بالمعهد القومى، أن طوال الجولة يتم اكتشاف عيون وللأسف لم يتم عمل دراسات عن أماكن هذه العيون ومساراتها وإيقاف اختلاطها بالصرف الصحى والتربة لأن مع استمرار ذلك ستحمل هذه المياه مزيد من الأملاح مما يؤثر على أساسات العقارات.

اقرأ أيضا: جريمة فوق أبراج المنتزه.. خزانات المياه ملوثة «بالصدأ»