شقيق المجني عليها: «اشترى السلاح من فلوس استلفها من أمي»

بسبب قضية خلع.. يتسلل لمنزل حماه ويقتل زوجته طعنًا بـ«سكين»

المتهم
المتهم

كتبت: إيمان البلطي

عشرون عامًا أو يزيد، عاشتها «عزة» في كنف زوجها، تحملت فيها الصعاب، وذاقت الأمرّين، من ضرب مبرح وخيانة زوجها لها وعدم تحمله مصاريف المنزل، لكن طاقتها على التحمل خارت، وأصبحت بين عشية وضحاها مستعدة لأن تنفصل عنه مهما كلفها الأمر. حينها رفعت قضية خلع وتنازلت عن كامل حقوقها حتى تنفصل عنه، لكن كان لزوجها رأيا آخر، قرر أن يقتلها وهي في بيت أبيها، وحاول بعدها الانتحار، والمفاجأة أن الأموال التي اشترى بها أداة جريمته حماته هي التي أعطتها له. تفاصيل تلك الجريمة البشعة التي شهدت أحداثها إحدى قرى مركز تلا بمحافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

عندما أراد «محمد .إ .ع» أن يتزوج، اقترحت عليه أسرته ابنة عمه، فهي من عائلته ويعرفها حق المعرفة، وهي الأخرى تعرفه وتعرف طباعه، وبالتالي سيكون التفاهم عنوان حياتهما، ويبتعدان كل البعد عن أي مشكلات.

في الحقيقة هذا الرأى خالفه الصواب، فبعد أن تزوج «محمد» من «عزة»، وحتى بعد أن رزقهما الله بولدين، والمشكلات بينهما لم تنقطع، بل قل إنها زادت، وأصبحت حياتهما معًا شبه مستحيلة.

قسوة

كان عمر زواجهما أكثر من 20 عامًا، والغريب أن الزوجة طيلة هذه الفترة كانت شكواها لا تقابل بأهمية، ولا يتطرق لها الأهل من قريب أو بعيد، من هذه الشكاوى مثلا أنها عادت إلى بيت أبيها تشكو ضرب زوجها لها، وفي اليوم التالي جاء زوجها وأخذها دون أي رد فعل، وقالت لها أمها إن الزوجة ليس لها إلا بيت زوجها، وأنه ابن عمها وعليها أن تتحمله في السراء والضراء.

ومرة أخرى عادت إلى بيت أبيها تشكو بخله وعدم صرفه على البيت، ومرة ثالثة عادت تشكو خيانته. لكن بالرغم من كل هذه الأسباب التي كان لابد من وقفة فيها لم تحرك الأسرة ساكنًا، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه.

اقرأ أيضًا | مصرع عامل دهسته سيارة أثناء عبوره الطريق الزراعي بالقليوبية

الأمر الآخر أن أسرة «عزة» انتقلت إلى محافظة طنطا لتعيش فيها بعدما انتقل رب الأسرة للعمل هناك، ومكثوا هناك قرابة السنتين، وفيها مر زوج ابنتهم «محمد» بظروف صعبة ألزمته أن يترك عش الزوجية لعدم مقدرته على دفع الإيجار، وعندما قصت «عزة» على أبيها ما حدث أعطى لها مفتاح بيته في القرية ليسكنوا فيه، وبالفعل تم لهم ذلك.

وطوال هذه المدة التي عاشها «محمد» مع زوجته في بيت أبيها، لم يشفع لها موقفها ولا موقف أسرتها ناحيته، بل أن المشكلات معها فاقت كل حد، ووصلت إلى حد الخيانة، خيانة بشكل فج، صور على هاتفه مع سيدات، وعلاقات مشبوهة، وأرقام تتصل بالزوجة لتقص عليها غراميات زوجها المستهتر.

خلع

شاءت الظروف أن يعود والد «عزة» بعد أن ترك عمله في طنطا إلى بيته في القرية، خصوصا بعد أن أجرى عملية تركيب دعامات في القلب، وعلى الرغم من ذلك لم ينتقل «محمد» بزوجته وأولاده إلى بيت آخر، بل كانوا يعيشون معهم، واستمر الوضع على هذا فترة طويلة، حتى تذكر «محمد» - فجأة - أنه عليه أن ينتقل للعيش في مسكن آخر.

بالفعل استأجر شقة ومكث فيها، لكن حالته كما هي، وتصرفاته ما زالت سيئة، وبالرغم من هذا لم تفصح «عزة» لأهلها عن تصرفات زوجها، ولا خياناته المستمرة، لكن صبرها نفذ، وخارت قواها، وأصبحت غير قادرة على التحمل، وعليه عادت إلى بيت أبيها وقصت عليهم ما حدث جملة وتفصيلا، وطلبت أن تنفصل عن زوجها مهما كلفها الأمر، حتى ولو في سبيل ذلك تتنازل عن كل حقوقها. وعليه وافق أهلها أخيرًا على ما طلبت، ولما لا وطيلة 20 عامًا أقنعوها بكل الطرق أن تتحمل زوجها، وهي تستجيب لنصائحهم، لكن الوضع لم يتحسن، ولم يتغير، وأصبح من سيئ لأسوأ، فوافقوها أخيرا على رأيها، وبالفعل رفعت قضية خلع.

بعد أن علم «محمد» بالخطوة التي أقدمت عليها زوجته، جن جنونه، وقطع إجازته - حيث أنه يعمل سائقا في شركة خاصة - وعاد إلى منزل حماه، وهناك دارت مشكلة كبيرة بينه وزوجته وأهلها، وتدخلت والدة زوجته لتهدئ من روعه، وأعطته مالًا بعد أن قص أثناء المشاجرة أنه استلف كي يقطع إجازته، الغريب أنه أخذ المال منها وفعلا انتهت المشاجرة، بل وعاد إلى عمله وكأنه ما افتعل هذه المشكلة إلا لكي يأخذ المال.

جريمة

سافر إلى عمله يوم الخميس، ثم عاد يوم السبت، وذهب لشراء سلاح أبيض «سكين»، وظل في شقته ليلة دون أن يخبر أحدًا أنه عاد، وفي يوم الأحد، وتحديدًا الساعة 12 منتصف الليل، تسلل خلسة والناس نيام، وذهب إلى منزل حماه، تسلق سور الجيران المطل على منزل حماه، وقفز منه للمنزل، ودخل الدور الارضى الذي تسكن به زوجته، وفصل الكهرباء، ثم دخل حجرة حماه، لأنه يعلم أن حماه مريض وأن زوجته هى التى تقيم على خدمته، أما والدة زوجته فهى تسكن بالطابق الثانى للمنزل.

بعد أن فصل الكهرباء عن المنزل، دخل حجرة حماه، وجر زوجته من على الكنبة التى كانت تنام عليها، وانهال عليها طعنًا بالسكاكين، فصرخت الزوجة في الظلام من هول ما تتعرض له، واستيقظ الجميع من نومهم على صوتها، وعرفوا أن محمد يضرب عزة، ولأن الكهرباء كانت مفصولة عن المنزل، اعتقد الجميع أنه يضربها بيده، وليس بالسكين، وعندما ذهب شقيقها مسرعًا إلى لوحة مفاتيح الكهرباء، ورفع المفتاح، وجدوا الدماء قد ملأت الحجرة، وعندما حاولوا أن يهجموا عليه، طعن وبنفس السكين نفسه عدة طعنات في بطنه، وظل يضرب نفسه بالسكين، حتى سقط بجوار زوجته الاثنين غارقين في دمائهما.

يحكي «علاء» شقيق «عزة» لـ«أخبار الحوادث» قائلا: «أنا كنت في طنطا، لأن أنا شغلى هناك، ومقيم هناك، واتصل بي أبي وحكى لي اللي حصل، إن محمد جوز أختى تسلل الى البيت ليلا، وقتل أختي وهي نايمة جنب أبويا، وبعدين ضرب نفسه بالسكينة».

اقرأ أيضًا | جهات التحقيق تطلب التحريات في واقعة ذبح أب لابنه في الغردقة

واستكمل: «المؤلم أنه استلف من أمى فلوس، عشان يشتري بها سكاكين يقتل بيها أختي، وكان قاصد يقتلها، وأعد العدة لذلك، وبيّت النية، واتى متسللا في المساء، ودخل غرفة والدي وهو عارف إنه أجرى 3 عمليات بالقلب، ولن يستطيع الحركة، وكان عارف كل حاجة في البيت لأنه سكن عندنا فيه أكتر من سنتين».

واختتم: «أهلي اللي هما أهله بيقولوا إنه بيتعاطى المخدرات، ودا محصلش، محمد مكانش مدمن ولا ليه في شرب الخمرة، هو كان متعدد العلاقات النسائية، وده السبب اللي خلى أختى كانت عايزة تنفصل عنه، وهذا هو السبب اللي دفعها ترفع قضية خلع، وحصل اللي حصل بعدها وما كنا نتمنى هذا.

عاينت النيابة العامة مسرح الجريمة، وانتدبت الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة وملابساتها، وتم التصريح بدفن الزوجة، والتحفظ على الزوج في المستشفى تحت حراسة مشددة، وأن أولى جلسات دعوى الخلع، كانت في اليوم الثالث للعزاء، وما زالت التحقيقات مستمرة.