د. محمود ذكي يكتب: مستشفى جامعى جديد لعلاج سرطان الأطفال بجامعة طنطا

د. محمود ذكي - رئيس جامعة طنطا
د. محمود ذكي - رئيس جامعة طنطا

انطلاقة كبرى فى تطوير منظومة الخدمات الصحية بدأت تشهدها فى السنوات الأخيرة قرى ومحافطات مصر للارتقاء بالرعاية الصحية للمرضى وفقا لاحدث المعايير العالمية فى ظل «الجمهورية الجديدة» التى اطلق شرارتها الاولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية وانطلقت خطتها الاستراتيجية للتنمية المستدامة، رؤية مصر ٢٠٣٠ منذ عام ٢٠١٦ كفلسفة بناء مؤسسى مستدام.

الجمهورية الجديدة ليست مجرد رؤية مستقبلية حالمة لدولة فتية تنطلق بسرعة فى آفاق التنمية المستدامة، ولكنها فلسفة بناء وعمل تعكس معايير متطورة ليس فقط على مستوى صياغة استراتيجيات التنمية المستدامة ولكن أيضاً من خلال تطبيق معايير تنفيذية تتفاعل مع تطلعات المصريين ومسيرة البناء واستراتيجية بناء الانسان المصرى التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى تتضمن العديد من المبادرات الرئاسية غير المسبوقة لتعزيز النظام الصحى فى مصر على سبيل المثال.

ويأتى الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته الهدف الأول من رؤية مصر ٢٠٣٠و متضمناً تحقيق جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى فى كافة الاقاليم المصرية، وتشارك المستشفيات الجامعية فى تنفيذ هذا الهدف من خلال دعم المنظومة الصحية بمحيطها الحيوي. 

وتشرف جامعة طنطا بتكليف دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لها بتشغيل وإدارة مركز 57357 لعلاج سرطان الأطفال بطنطا، وفى هذا السياق قرر مجلس الجامعة خلال اجتماعه الأخير فى شهر ديسمبر الجارى تخصيص أحد المستشفيات الجامعية القائمة بالمجمع الطبى لمستشفيات جامعة طنطا لاستقبال وعلاج أورام وسرطان الأطفال بدون مقابل بديلاً عن فرع مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧ بمدينة طنطا والتى أغلقت من قبل مؤسسة مستشفى سرطان الاطفال خلال شهر سبتمبر الماضى، على أن يتم العمل فى المستشفى الجديد بنفس الأطقم الطبية والادارية التى كانت تعمل فى فرع مستشفى ٥٧٣5٧ بالغربية مع تقديم الدعم الكامل لأبناء وسط الدلتا من مرضى السرطان.

المستشفى الجديد بالاضافة لمستشفى الاورام الجامعى سيمثل منظومة صحية متكاملة لعلاج السرطان بوسط الدلتا تهدف لتقديم أجود الخدمات الصحية والرعاية فى مجالات الطب والعلاج والدواء وسوف تساهم فى تخفيف معاناة الاطفال مرضى السرطان.

ويأتى قرار التخصيص بديلا عن استخدام المبنى الحالى لمستشفى ٥٧٣٥٧ السابق والمستأجر من جمعية الهلال الأحمر المصرية لصالح مؤسسة سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، لتوفير كافة الامكانيات اللوجيستية للمستشفى الجديد داخل المجمع الطبى لمستشفيات الجامعة والتى تتمتع بتغطية كاملة للمرافق المتميزة وشبكات المعلومات التابعة للمشروع الرئاسى للتحول الرقمى للمستشفيات الجامعية وربطه بمنظومة التأمين الصحى، فضلا عن الاستفادة من كافة المنظومات والخدمات الطبية المتوفرة بالمجمع الطبى وبخاصة العلاج الاشعاعى والطب النووى والعمليات الجراحية ومنظومات العلاج والتشخيص المتطورة والتى لم تكن متوفرة بمبنى مستشفى ٥٧٣٥٧ المستأجر بمدينة طنطا نتيجة اعتماد الأخير على تقديم هذه الخدمات من خلال المستشفى المركزى بالقاهرة، ومن ثم فإن تخصيص المستشفى الجديد لعلاج سرطان الأطفال بالجامعة سيوفر كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية فى مكان واحد داخل اسوار المجمع الطبى لكافة أبنائنا من مرضى السرطان دون تكبد عناء الانتقال بين أكثر من مكان ومنشأة طبية مقدماً خدمات صحية متميزة دون مقابل فضلا عن الاستعانة بالاستشاريين والمتخصصين فى مجالات طب الاطفال والاورام والاشعة التشخيصية والصيدلة الاكلينيكية وغيرها من كلية طب جامعة طنطا ومستشفياتها. وسيتم تحديد موعد افتتاح الصرح الجديد فى اسرع وقت ممكن … وإلى أن يحين موعد افتتاح المستشفى الجديد فإن الجامعة تعلن أنها تستقبل كل المرضى بالفعل بمستشفياتها دون تفرقة أو تمييز وبخاصة فى مستشفى الأورام الجامعى الذى يستقبل أكثر من عشرين ألف حالة سنوياً بالفعل.

وتبقى كلمة… ان الدولة المصرية بقيادتها السياسية الرشيدة وبمؤسساتها العريقة تؤكد بالفعل ودون صخب انها دائماً وابداً تحترم حقوق الانسان بالمعنى الشامل لهذا المفهوم من بذل كل الجهد لتحقيق حياة كريمة وخدمات صحية متميزة وتعليم يواكب العصر لابنائها ولعل مشروع القرن حياة كريمة يؤكد فلسفة الجمهورية الجديدة ويدعمها يوما بعد يوم رغم التحديات التى يشهدها العالم منذ سنوات.