قلم مكسور

كرم من الله يكتب: هذا معنى كلمة "مبروك" يا أحمد بالنسبة لي

كرم من الله السيد
كرم من الله السيد

إحتار احمد ابن اختي عندما لم أقل له كلمة "مبروك " عندما وافق القدر علي انتماءه لشرف الشرطة المصرية.. وسأوقف حيرته بتفسيرها الآن .. يا احمد ما يوجع قلب وعقل خالك هي تلك الفلسفة  الخاصة بهذه الكلمة .. فحروف كلمة مبروك  بالنسبة لي  بمثابة

 

دهاليز سرية


لمكتشف اثري لمقبرة ملكية أعياه البحث عن كنزها .. الميم يا أحمد في كلمة "مبروك " هي مسئولية تحملتها منذ سمع خبر استشهاد امك  التي لم تجني ثمار تربيتها لي ولم يهبها القدر أن تنال من خيري سوي ثمن كفنها حيث كنت اترنح بمثل عمرك عندما نزعها منا الموت .. عندما كانت الأرض تتعرف علي خطواتك الأولي في موكب تشييعها ..وخطواتك المترنحه  في نفس اللحظة تشعرني بأني اصبحت أب  لأول مرة  وساعتها  بدأ صوت نقش حرف "ميم " المسئولية " تجاهك  يطن في أذناي.

 

 أما " الباء"  يا أحمد فبركة جدتك أمي التي ورثتنا اياها بصبرها علي فراق أول بناتها .. حيث كانت عيون امي  الذابلة .. الدامعة .. المذبوحة .. المؤمنة .. الراضية .. الموجوعة وهي ترمقك وسط النساء المتوشحات بسواد الحزن تُملي عليّ واجبات الحفاظ علي ارثها الوحيد وهو بركتها ..

 

 أما " الراء" يا ولدي فكانت رحمة الله بي وبك بأن احتملنا الحياة بدون امهاتنا… و" الواو" واو الوفاء  لنهر  العطف الذي نضحت منه من أمك قبل مولدك وحاولت سقيك منه في كل نظرة اليك طوال  اثنين وعشرون عاماً هو عمرك الآن وما أوفيت حق أختي .. و" الكاف" يا احمد هو كرم من الله الذي أكرمنا في اختنا بنصره لنا فيك. 

 

والآن  يا أحمد .. حيرتك الآن قد هدأت وبقي حيرتك في تلك المسافة  الفاصلة بيننا في الصورة  لم تكن مسافة فارغة بل كانت شاغرة بروح أمي وامك ولولا يفندون لأقسمت انها لجسدهما أيضاً …

 

هل علمت  الآن أن خالك كان يقول لك مبروك منذ عشرون عاماً دون أن ترد عليه ولو بكلمة ..وصبر عليك.. واحتمل حتي تستوعبها بمفردك .. لي حق عندك لعتابك لي بعد دقائق من ظهور نتيجتك دونما وعي منك … وحقي عندك  لا اريده الآن بل سترده لي عند سماع نبأ موتي أن تقول لأولادي "مبروك " علي طريقة ابوهم 

 

والآن  يا ولدي من منا لم يقل للآخر مبروك ؟!